تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نشاطات.. ملتقى دمشق الثقافي الأول..دعوة جديدة لانتصار الحياة وإحياء التراث السوري العريق

ثقافة
الأربعاء27-7-2016
فاتن أحمد دعبول

لاتزال الحضارة السورية تطل على العالم لتعلن انتصار الحياة من جديد، ولتعلن أيضا للعالم جميعه أننا نحن أبناء الحياة ننتصر لها وندافع عن حقنا في عالم عنوانه المحبة والسلام والتسامح.

ومن دمشق أقدم عاصمة في التاريخ تولد الحياة بنكهة الانتصار على ثقافة الموت والدمار والخراب تحت عنوان «ملتقى دمشق الثقافي الأول» في خان أسعد باشا تقيمه وزارة الثقافة على مدى أربعة أيام ويضم فعاليات مختلفة، معرض للفنون التشكيلية ولآخر إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب وبعض الندوات والمحاضرات وأمسيات شعرية لفرقة قصيد بقيادة كمال سكيكر.‏

ويهدف الملتقى كما يبين رئيس مجلس إدارته الدكتور عبد الوهاب أبو صالح الى تقديم الإنسان السوري الحقيقي الذي قدم للإنسانية الشيء الكثير وخصوصا أن الصراع الذي نعاني منه الآن هو صراع ثقافي، وصراع بين ثقافة الحياة وثقافة الموت، ثقافة الحب وثقافة الكره والضغينة، وهذا الملتقى هو شمعة تضيء على طريق العلم والحب والفن والحياة.‏

ويرى معاون وزير الثقافة بسام أبو غنام أن الملتقى هو مهرجان مصغر للتفاعل مع الجمهور الدمشقي العريق وهو بداية لملتقيات أخرى ستعمل الوزارة لتعم المحافظات كافة، لنشر ثقافة المحبة والتسامح التي توارثناها عبر الأجيال، وهو بتنوع فعالياته «رسم، موسيقا، كتب، وندوات ومحاضرات وإلقاء شعر» يستقطب الأذواق كافة وفي ذلك غنى للملتقى نتمنى أن يكون لبنة جديدة في عالم الحراك الثقافي.‏

والملتقى يسلط الضوء على الثقافة السورية كما يرى الموسيقي أندريه معلولي هذه الثقافة التي تضم غنى كبيرا (شعر، مسرح، موسيقا، سينما)، كما أن التراث السوري غني بهذه الظواهر الثقافية الحضارية، ونحن كسوريين نملك أول نوتة موسيقية في العالم، وعبر هذا التراث يمكننا أن نرسل رسائل ليس فقط الى الداخل السوري، بل الى العالم جميعه، رسائل تحمل القيم والأخلاق التي تربينا عليها وتحمل حضارتنا، رسائل ملؤها المحبة والتسامح المجسدة بالموسيقا واللوحة، لأن الثقافة هي الجسر الذي يبني مع الآخر كما هي سفيرتنا الى العالم.‏

هذه التظاهرة تم التحضير لها منذ عدة شهور لنشهد انطلاقتها الأولى، وهي كما يراها الدكتور نزار بني المرجة أحد أعضاء مجلس إدارتها، تمثل تعبيرا عن إرادتنا وإرادة أبناء شعبنا في استعادة الدور الثقافي في سورية الذي حاول الآخرون النيل منه عبر الاعتداء على حياتنا بشكل عام واستهداف لهويتنا الثقافية والحضارية بشكل خاص.‏

وهذا الملتقى بتنوعه يشكل لبنة في صرح حياتنا الثقافية اليومية التي نطمح لها المزيد من التقدم والازدهار.‏

كما يمثل الملتقى والنشاطات التي يضمها دليلا واضحا على الإصرار لمتابعة الحياة حسب الدكتور الأديب نزار بريك هنيدي، ويقول: نحن نقاوم الموت بالثقافة والجمال وبالشعر والموسيقا والابداع، وهذه هي المقاومة الحقيقية التي تفصح عن طبيعة شعبنا السوري التواق للحياة الذي يرفض كل ماله علاقة بالموت، ويصمم على متابعة حياته وتقدمه ونمائه ومقاومة جميع أشكال الهيمنة والعنف وسلب الهوية الحضارية لشعبنا.‏

ويرى أيمن سليمان أن الملتقى هو صرخة للكلمة وصرخة للثقافة في زمن الحرب الظالمة ضد تلك العقول التي دأبت على استثمار الدم وإنتاج الحرب، لذا كان لابد أن يقابل ذلك عقول أخرى تزرع الشجر وتعزف النشيد وتغني الشعر وترسم اللوحة.‏

وتنفيذ النشاط في خان أسعد باشا يعطيه نكهة أخرى وتجعل المكان ينبض بالحياة من جديد ويؤكد على ارتباط الإنسان السوري بأرضه وحضارته والاعتزاز بهويته الثقافية والإنسانية العريقة.‏

وجدير ذكره أن فعاليات الملتقى تستمر أربعة أيام تتضمن عرض فيلم «فانية وتتبدد» وفي اليوم الأخير وقفة مع الشعر للشاعر توفيق أحمد وأمسية فنية مع الفنانة ليندا بيطار وفرقتها.‏

ومن المقرر أن تقام هذه التظاهرة كل ثلاثة أشهر بفعالياتها المتنوعة والغنية في دمشق القديمة حيث العراقة والأصالة والتراث الغني الذي تعبق منه رائحة المجد والانتصار والصوت الإنساني الحر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية