وفي جديد تلك التهورات والانصياع وراء غريزتهم الدموية التي عادت إليهم بإجرام التطرف أعلنت الشرطة الفرنسية مقتل كاهن ذبحا خلال عملية احتجاز رهائن في كنيسة بمدينة روان شمال فرنسا مبينة أن الإرهابيين اللذين نفذا العملية قتلا برصاص الشرطة.
وكالة الصحافة الفرنسية أشارت إلى أنه أعلن رسميا إحالة ملف العملية إلى قضاة مكافحة الإرهاب بينما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن محتجزي الرهائن في كنيسة في سانت اتيان دو رفاريه شمال غرب فرنسا هما «إرهابيان أعلنا الانتماء إلى تنظيم «داعش» الإرهابي كما عبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على حسابه على موقع تويتر عن «الصدمة من الاعتداء الهمجي» على الكنيسة.
بدوره عبر بابا الفاتيكان فرنسيس عن الألم والصدمة إزاء الاعتداء بينما وصف بيان صادر عن الفاتيكان العملية ب «الجريمة الهمجية».
وكان إرهابيان قد تسللا في وقت سابق أمس الاول إلى الكنيسة خلال قداس وقتلا قسا» خلال احتجازهما رهائن كما أصابا أحد الرهائن وحالته حرجة بدورها قتلت قوات الأمن الفرنسي الارهابيين.
وتأتي عملية الاحتجاز بينما تعيش فرنسا في حال تأهب بعد أسبوعين على الاعتداء الإرهابي بشاحنة تبريد في مدينة نيس جنوب البلاد وقتل خلاله 84 شخصا تبناها داعش الإرهابي.
ولم يكن المشهد بألمانيا بأحسن حال من مثيلتها في فرنسا، حيث قتل شخص وأصيب آخر اثر إطلاق نار داخل مشفي جامعي في العاصمة برلين .
ونقلت رويترز عن الشرطة الألمانية قولها أن مريضا في مشفي جامعي بمنطقة شتيغليتش جنوب غرب برلين أطلق النار على طبيب ثم قتل نفسه دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وشهدت ألمانيا على مدار الأيام القليلة الماضية هجمات عدة أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة عشرات آخرين.
وتأتي الاحداث بينما في السويد اصيب شخص بجروح أمس جراء اطلاق مسلح مجهول النار داخل مركز تجاري في مدينة مالمو السويدية.
ونقلت رويترز عن الشرطة السويدية قولها في بيان ان المصاب نقل إلى مشفى محلي وان حالته لم تتضح على الفور مضيفة انها لم تحدد مشتبها به أو الدافع وراء اطلاق النار ولم تعتقل أحدا.
«داعش» يتبنى الاعتداء
تبنى تنظيم «داعش» العمل الإرهابي الذي استهدف الكنيسة في سانت اتيان، في شريط فيديو نقل على مواقع الكترونية متطرفة حيث قال التنظيم الإرهابي إن قاتلي قس في كنيسة في نورماندي بفرنسا «اثنان من عناصره الارهابية.
بركان الدعم الغربي للإرهاب يوجه الفوهة نحوهم
في تبادل المصالح تكمن الحكاية ..حكاية العلاقة القوية التي تربط بين الغرب الاستعماري مع العديد من التنظيمات والجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والتي تعمل من خلالها لتحقيق مأربها في السيطرة على ضرب الدول وسلب مقدراتها، في حين لا يزال هدف جماعة «الإخوان» الإرهابية هو السيطرة على كراسي الحكم تحت وهم إرجاع الخلافة.
المدعو حسن البنا مؤسس الجماعة وسيد قطب وغيرهم كانوا يعلمون أن المسلمين متفرعون إلى عدة مذاهب وجماعات لا يمكن جمعها تحت حكم خليفة واحد في بلد بعينها، سواءً كانت تلك البلد مصر أو تركيا أو أي بلد آخر، ولكنهم خدعوا العامة باستعمال إرجاع الخلافة كواجهة لطموحاتهم السياسية التي أحاطوها بالسرية الماسونية.
وللوصول إلى تلك الأهداف نام تنظيم الإخوان الإرهابي على نفس السرير مع الشيطان، ورقصوا مع المخابرات الغربية والأنظمة الخليجية
وفي الوقت الراهن ينجلي المشهد على الوضع ذاته ويوضح استمرار تبادل المصالح بين الغرب وأميركا من جهة وبين التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى حتى ولو كانت تحمل عناوين وأسماء مختلفة.
وفي نظرة نحو المعادلة تلك، ستؤدي في النتيجة لتوضيح الإصرار الغربي على دعم توجهات جماعات ذات منشأ إرهابي تشكل خطراً ليست على دولها فقط وإنما على المنظومة الدولية جميعها، وتهدد الأمن الوطني والسلم الأهلي الداخلي وحتى الخارجي في جميع البلدان التي تنشط فيها.
علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بدول غربية
مع بريطانيا
بعض الدلائل التي تبين علاقة جماعة الإخوان المسلمين ببعض الدول الغربية.. فمنذ نشأتها أيام حسن البنا كانت لها علاقات وثيقة بالقوى الأجنبية، وكانت البداية عندما حصل البنا على أموال كبيرة من شركة قناة السويس التابعة في ذلك الوقت للاحتلال البريطاني.
في بدايات العام 1953 تم عقد لقاءات مباشرة بين مسئولين بريطانيين وحسن الهضيبي احد قيادات الاخوان، واكد ريتشارد ميتشيل المحلل الشهير لشئون الإخوان أن هدف اللقاءات كان دفع الإخوان للمشاركة في مفاوضات الجلاء البريطاني عن مصر، مع ضمان وقوفهم ضد الرئيس جمال عبد الناصر.
العديد من الوثائق الموجودة في وزارة الخارجية البريطانية تؤكد على أن الخطط البريطانية السرية للإطاحة بالأنظمة القومية في سورية عامي 1956 و1957 كانت تنطوي على تعاون كبير مع جماعة الإخوان الإرهابية، التي كان يُنظر إليها على أنها وسيلة مفيدة في خلق الاضطرابات في البلاد تمهيدا لتغيير النظام الحاكم.
في حزيران 2005، قدم السفير ديرك بلونبلي مذكرة توضح بعض الأسباب التي تقف وراء حرص بريطانيا على التواصل مع الإخوان لأن هذا التواصل من شأنه تزويد بريطانيا ببعض المعلومات المفيدة.
مع أميركا
كما تحالف الإخوان مع أميركا ودول أوروبية كثيرة، وهذا موثق في ملفات وزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى أن انجلترا تملك أيضا كل وثائق وزارة الداخلية المصرية في ذلك الوقت.
فقد بينت وثيقة لويكيلكس صادرة في سبتمبر 1986، عن أولى الاتصالات بين السفارة الأمريكية بالقاهرة وجماعة الإخوان الإرهابية، تقول الوثيقة التي لخصها أحد دبلوماسي السفارة في ثلاث نقاط بعد لقائه بعدد من قيادات الجماعة، إن الإخوان يرغبون في توثيق الاتصالات مع السفارة الأمريكية لتعزيز شرعيتهم السياسية.
مطالبة قيادات الاخوان الإرهابية وعلى رأسهم مرسي ومحمد بديع من الغرب وخاصة أميركا بالتدخل العسكري في مصر مؤخرا.
وتسير بريطانيا على نفس نهج وسياسات الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بدعمهما لجماعة الإخوان المسلمين الارهابية.
ومن ثم انتقل ولاء الإخوان بعد ذلك إلى دول ألمانيا وايطاليا واليابان، الأمر الذي شكل الوضع الأخطر ما في تحالفات هذه الجماعة.
مع ألمانيا
ظل الإخوان المسلمون يدورون في محيطهم الإقليمي حتى بداية الحرب العالمية الثانية، عندما قرر هتلر في عام 1942 فتح جبهة ضد الإتحاد السوفيتي، ولأن مناطق القوقاز كانت تحت الحكم السوفيتي، وكان أغلب سكانها يحملون ذات العقلية، ولأن جنوب القوقاز كانت به حقول نفط غنية، أراد الألمان ضرب عصفورين بحجرٍ واحد، فأشاعوا أنهم سوف يحررون القوقاز من الإتحاد السوفيتي ويتركون للشعب حق تقرير المصير، وفي نفس الوقت يستفيدون من حقول النفط في مجهودهم الحربي ضد الإتحاد السوفيتي، وقد جند مجموعة من المنتطرفين هناك من التتار وتركمستان وكازخستان وغيرهم بهذه الدعاية النازية وهرب جزء كبير منهم من الجيش السوفياتي إلى الخطوط الألمانية، فجنّدهم الألمان في الجيش النازي.
وبدأ التمويل الألماني للجماعة بحيث سلمت ألمانيا للجماعة الإرهابية مبالغ كبيرة من المال، وقالوا أن الجماعة تطلب أموالا إضافية.
الوضع في ألمانيا على وجه الخصوص يفصح عن أن الإخوان المسلمين قد أحرزوا نفوذاً هاماً وقبولاً سياسياً، أكثر من أي مكان آخر في أوروبا.
فحكومة ألمانيا الغربية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع البلدان التي اعترفت بألمانيا الشرقية الشيوعية، وعندما أقامت كل من مصر وسورية علاقات دبلوماسية مع الحكومة الشيوعية، قررت بون استضافة المتطرفين المصريين والسوريين، حيث كان العديد من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين لجأوا لألمانيا، وتم إنشأ المجلس الإسلامي في العام 1989.
الغرب عمل متعمدا على توظيف الإخوان المسلمين في مصر وسورية وتونس والسودان خدمة لسياسته ولأداء دور محدد ألا وهو تمزيق أواصر الأمة العربية والإسلامية والعمل على تشويه الإسلام من خلال فتاوى التكفير والقتل حتى لا تتحقق أي وحدة بين العرب والمسلمين، وهؤلاء لم يكن لينجحوا لولا المال القطري والخليجي الذي انفق بسخاء عليهم بغرض القضاء على المقاومة وعلى القومية العربية، وانطلاقاً من ذلك يكون واهماً من يظن أن الإخوان الإرهابية سوف يظهرون للعالم على حقيقتهم بعد أن انكشف أمر تعاونهم مع المخابرات الغربية.