القناع عن نظام آل سعود سقط منذ زمن بعيد، ووجه الكيان الإسرائيلي الغاصب مهما رقع بماسكات إنسانية، إلا أنه بات مكشوفاً على الملأ ، وخفايا وأهداف الرقص الدبلوماسي الذي تمارسه الرياض مع اسرائيل كانت ولا تزال محور اهتمامات الإعلاميين والسياسيين، وإن أكدوا بأن هذا الحبل السري الذي يربط الجانبين ومنذ عدة سنوات لم يكن مستغرباً على الإطلاق، فمن شب على الركوع والانبطاح شاب عليه.
حول هذا الموضوع نشر معهد واشنطن لسياسة
الشرق الأدنى تحليلا لـ سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن بعنوان الرقص الدبلوماسي الذي تمارسه الرياض مع إسرائيل.
وقال هندرسون انه في الأسبوع الماضي، ترأس اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي وفداً إلى إسرائيل، في زيارة التقى خلالها مع مختلف المسؤولين وأدلى بتصريحات علنية حول القضية الفلسطينية وغيرها من المواضيع. وكانت الزيارة غير عادية للغاية، وغير متوقعة، وأضاف وفي ذلك الوقت، أقر الرجلان بأنهما كانا قد عقدا سلسلة من الاجتماعات السابقة؛ أما الدلالات غير المذكورة لظهورهما علناً فكانت تشير إلى مخاوف سعودية وإسرائيلية مشتركة في ذلك الحين من الاتفاق النووي الوشيك الذي توصلت إليه مجموعة دول الخمسة زائد واحد مع إيران.
وتابع وعلى الرغم من أن الزيارة الأخيرة ربما لم تكن أول رحلة يقوم بها عشقي لإسرائيل، إلا أن عدداً من الأكاديميين السعوديين ورجال الأعمال قد رافقوه هذه المرة، وفقاً لبعض التقارير.
وأردف وقد التقى عشقي مرة أخرى أيضاً مع غولد، وإن كان ذلك في فندق وليس في وزارة الخارجية. وتشير المركزية المستمرة التي اكتسبها غولد في التعامل مع السعوديين إلى أن هناك ديناميات أخرى وربما توترات فاعلة بين الجانبين.
وفي سياق متّصل قال هندرسون وبالمثل، ما فتئ غولد يعمل على إقامة روابط مع العالم العربي. وعلى الرغم من أنه أشار في كلمة ألقاها في مدينة هرتزليا الإسرائيلية الشهر الماضي إلى أن علاقات اسرائيل الناشئة يجب أن تبقى سرية من أجل احترام «حساسيات» الجمهور العربي، إلا أنه أشار أيضاً إلى أنه قبل ثلاثين عاماً قال الجميع أوجدوا حلاً للقضية الفلسطينية وعندئذ ستجدون السلام مع العالم العربي. واستدرك هندرسون غير أننا نزداد اقتناعاً أن الأمور على عكس ذلك تماماً. فهي ذات طابع مختلف وعلينا خلقها. وهذا ما نحن بصدد القيام به. ثم تحدث عن محادثاته الأخيرة مع دبلوماسي عربي رفيع لم يُذكر اسمه، قوله بأن القضية الفلسطينية كانت قريبة جداً من قاع الأولويات الحالية التي يضطلع بها هذا المسؤول. وكان ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد ترك انطباعاً مماثلاً عندما زار واشنطن في حزيران.
وحول ذات الشأن أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الكيان الصهيوني ونظام آل سعود أنفقا أموالا طائلة للترويج لحملة «إيران فوبيا» مشيرا إلى أن جرائمهما باتت تتضح أكثر بعد فشل هذه الظاهرة.
وقال ظريف خلال لقاء مع الجالية الإيرانية المقيمة في غانا إن الكيان الصهيوني ونظام ال سعود قاما بمحاولات واسعة خلال السنوات الماضية لإظهار صورة قاتمة وغير حقيقية عن إيران للتغطية على جرائمهما وسياساتهما القاصرة وليجدا سبيلا لترويج ظاهرة التخويف من إيران مؤكدا تبدد غيوم هذا التخويف خلال السنوات الماضية.
وأضاف ظريف إن تعاون وتحالف الكيان الصهيوني والنظام السعودي يتضح يوما بعد يوم ولا يمكن التستر عليه مشيرا إلى أن العالم أدرك اليوم أن خطر الوهابية هو الخطر الرئيسي الذي يهدد العالم بالتطرف.