تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... مماحكات أميركا مؤهلة للاستطالة.. وخطواتها الالتفافية مكشوفة

الصفحة الأولى
الأربعاء 27-7-2016
كتب علي نصر الله

بين 27 نيسان الماضي آخر جولات «جنيف»، وبين 27 الجاري الذي يشهد حديثاً واسعاً عن الاستعداد لجولة جديدة، كان العنوان الرئيسي هو المماحكة الأميركية التي لا طائل منها،

التي امتدت ثلاثة أشهر، والمؤهلة للاستطالة زمناً أطول بكثير قبل أن يصل بقية الأطراف ربما لإعلان فشل أميركا المُتعمد بالقيام بما هو مطلوب من الأميركي تحديداً القيام به، وهو الذي يكذب بلا توقف، والذي يفعل بين جولة كذب وأخرى كل ما يستطيع لحماية التنظيمات الإرهابية التي يُشغلها بما في ذلك تلك التي تحتل رأس قائمة التنظيمات الإرهابية التي وضعتها إدارته.‏‏

المماحكة التي يقودها جون كيري ويساعده فيها مجموعة الخبراء قد تكون وصلت اليوم إلى نقطة اللاعودة وإلى مرحلة حرجة جداً، إذ لا يمكن التهرب معها من اتخاذ إجراءات وخطوات ملموسة لإنجاح ما تم التوصل له مع الجانب الروسي، وإلا فإن تخلّف واشنطن عن القيام بذلك لن يعني فقط تنصلها من الاتفاق، بل سيعني انقلابها عليه واشتغالها على إفساده، وهو ما لم تسعَ إليه كهدف لأنه يُحرجها ويجعل فضيحتها علنية.‏‏

ما العمل إذاً؟ هل ستَصدق أميركا فتتخذ مُرغمة خطوات تُعزز قدرات سورية والحلفاء بمواجهة الإرهاب الذي ترعاه بالشراكة مع تركيا وقطر والسعودية؟ أم إنها ستُسجل عودة مكشوفة للعبة تغيير الرايات، فتنقل بها جماعاتها من ضفة الإرهاب إلى ضفة الاعتدال لحمايتها ولإسناد أدوار جديدة لها في المرحلة المقبلة؟‏‏

إنّ التجارب السابقة علّمت العالم أن أميركا طرف لا يمكن الوثوق به، وأنها بمخزونها الشرير ما يكفي ليجعلها تُمثل بلا استثناءات حالة الطرف الذي لا يُؤمن جانبه أبداً، وخير دليل على ذلك محاولتها المستمرة في التلاعب بالشكل والمظهر وعدم اقترابها من الجوهر أو ملامستها له، فمعتدلوها الذين قد تضم إليهم جبهة النصرة هم في الأصل إخوان ودواعش لا تفصلهم عن بقية التنظيمات الإرهابية أي مساحات فكرية تكفيرية، وإنّ أميركا التي تعرف أن الجذر الوهابي ضارب في أعماق معتدليها إيماناً وممارسة لا تسعى في الحقيقة إلا لتمكينهم كأداة لها ولإسرائيل تحقق بها ما عجزت عن تحقيقه للنيل من سورية وثقافة المقاومة ومحورها.‏‏

الخطوة الالتفافية هذه التي قد تكون الخيار الوحيد المتاح لواشنطن حالياً للحؤول دون افتضاح أمرها وللادعاء بأنها التزمت بما اتُفق عليه، لن تمر، ولن تنطلي على أحد، وكما أنه لن يكون من مفاعيلها بحال من الأحوال التقدم خطوة إلى الأمام في جولة (جنيف) القادمة، فلن يكون من تداعياتها وقف معركة حلب أو عرقلة التوجه لتحرير بقية المناطق من قاطعي الرؤوس وآكلي الأكباد الذين لا ترى أميركا واجباً أخلاقياً يضغط على إدارتها وعلى حكومات الغرب المُلتحق بها لاستصدار مجرد بيان إدانة لهم، فضلاً عن أن إدارتها اللا أخلاقية لا تجد ما يدفعها للتخلي عن الاستثمار بالإرهاب التكفيري الذي تطمئن له، والذي لا تجد مشكلة في أن يهدد الغرب، وأن يضرب في أربع جهات الأرض طالما استثنى إسرائيل.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية