اذ تندغم شخصيته مع مفرداتها الابداعية في اتساق واضح نجده بأعلى تجلياته في رؤية ثقافية نقدية متقدمة لا تنفصل عن سلوكية تخدم رسالة المبدع ودوره في مجتمعه ومن يعرف بسام جيدا يدرك ان حرارته النقدية وحديتها ومشاكستها احيانا تنبع من انتماء جذري للوطن الكبير وهم انساني يبحث عن معناه الوجودي كأمة محاولا عبر ذلك الاسهام في قول مايرى عن العذابات والمظالم التي يعيشها انسانه المهمش وفي ذلك القول تتكشف المسكوتات وتعبر الاحلام المجهضة عن نفسها بوضوح تام .
فأدواره ممثلا وافلامه مخرجا وسطوره كاتبا تنم عن شخصية منسجمة مع دورها في حقل الثقافة تملك ادواتها وتعي توجهها الى ما تريد من اثر وما تتركه من معنى في الاخر ..
وقد عانى فناننا ربما كما عانى سواه من غياب النواظم والمعايير في التقييم والتقدير لاعمالهم. وفي افتقاد فضيلة الاعتراف بكفاءة بعضنا البعض تصبح هذه المعاناة مزدوجة الاسئلة والاتجاهات .
وقد لا تضيف جائزة ( ادونيا) التي نالها مؤخرا في التمثيل سوى وردة جديدة الى ورداته ا لتي جمعها عبر مسيرته الفنية رغم تأكيدها لحضوره في المشهد الدرامي العربي عموما والسوري منه خصوصا.
وبسام ليس وحيدا بخصاله هذه في ذلك المشهد لكنه بالتأكيد من القلائل الذين حافظوا على نقاء الصورة ونظافتها في الوقت الذي ذهب فيه البعض الى اتجاه اخر بحثا عن الثروة والمكانة والنجومية و..الخ..
هي خطوة لافتة حقا للقائمين على الجائزة لكنها ليست كافية حتما ان لم تتبعها وتدعمها خطوات اخرى تنصف المبدعين وتعزز مناعة رسالتهم ..