لماذا تحقيقان ?! ولماذا ألبان حمص ..?!
ثمة ملف مليء بالمعلومات والوثائق خرج من شركة ألبان حمص ودار على مواقع كثيرة من بينها الاعلام . وعندما جاءنا هذا الملف ترافق مع شكوى فيها شيء من التحدي أن ثمة من يمنع فتح هذا الملف . وفي الشارع تنتشر معلومات تراجع كبير لاداء الشركة في اطار حديث عن واقع الصناعات الغذائية بشكل عام . وعندما نقول هذا الكلام لا نعني به مطلقا ان هذا الواقع متشكل حديثا وفي ظل ادارة محدد للمؤسسة ?! ابداً .. الصناعات الغذائية مثل غيرها من صناعات اخرى بدأت تكشف عن عيوبها وتكتشفها مع ظهور المنافسة في الاسواق والخروج على قواعد الاحتكار . وعذرا من الاخ الدكتور خليل جواد المدير العام للمؤسسة فليس ما يقال معني به هو او ادارته .. بل هو واقع تراكم حتى وصل الى هنا .. وهو واقع لا يمكنه ان يستمر نتيجة التراكمات .. اما الدكتور خليل فله علينا حق تعاطف الزملاء اذ جاء الى ادارة المؤسسة من الاعلام والصحافة مباشرة .
اعود الى ملف الالبان .. فقد وصلنا ملخصه في الصيف الماضي وقبلنا التحدي واعتمدنا على المحررين المركزيين في دمشق ابعادا لامكانية التأثير على محررينا في حمص ودفع بالمهمة الى الزميل علي محمود جديد .. والحقيقة ان زمنا طويلا نسبيا مضى قبل ان يعد الزميل علي تحقيقه .. ثم جاءنا ملخص الملف مرة ثانية وربما بمزيد من التحدي .. ودفعنا به الى الزميلة سوزان ابراهيم للاستفادة من حماسها الذي اظهرته للعمل الصحفي الذي بدأت ممارسته منذ فترة قريبة نسبيا وهو الحماس الذي مكنها من ان تبني بسرعة سمعة عملية جيدة .
لم تتأخر الزميلة سوزان بالتحقيق كثيرا .. فترة معقولة ربما قرابة الشهر وجاءت بما وصلت اليه معلنة ان كل ما تقوله موثق بشكل كامل ومضمنة تحقيقها اجوبة السيد المدير العام لشركة الالبان الصديق فايز بستاني . واخذ التحقيق طريقه للنشر وفي اليوم ذاته دفع الزميل علي محمود جديد بتحقيقه هو الاخر .. وهو ايضا اعلن ان تحقيقه موثق .. فما العمل ...?!
دمج التحقيقين كان غير ممكن .. لان الزميلين علي وسوزان يصلان بالقارىء الى قناعات مختلفة .. واحد يبرىء ادارة الشركة والاخر يصر على تساؤلات لم تجب عليها .. فما العمل ?!
وهل من المقبول ان ننشر احدهما ام كليهما ?!
نحن اخترنا الحل الثاني رغم اختلاف ما يصل اليه التحقيق تاركين للقارىء والمعنيين حق الحكم عن طريق مقاطعة المعلومات .. وافترضنا انه حتى في القضاء قد يختلف موقف قاضيين في المحكمة نفسها حول القضية نفسها .. والحقيقة انه رغم الاتجاه المختلف لما يصل له كل من التحقيقين بالنسبة للقارىء فإنهما يتكاملان ..لان تحقيق الزميلة سوزان اعتمد الملف والبحث عن مؤيدات وثائقه ,و تحقيق الزميل علي اعتمد وثائق الشركة ومؤيداتها في التعامل مع الملف .. وبالتالي نحن امام تحقيقين يشكلان تحقيقا واحدا لان الصحافةتعرض الواقع وتظهر حقائقه دون ان تصدر احكاما..
ومن هنا فنحن في التحقيقين نضع ما استطعنا ان نصل إليه من معلومات حول واقع شركة ألبان حمص في صيغة تحقيقين صحفيين تاركين للمعنيين الفصل في ملف هذه الشركة وتاركين للقارىء الفصل في مستوى كل من التحقيقين .