ولذلك كان من الطبيعي ان تكون هذه المصطلحات مثار جدل حار بين المشاركين والمحاضرين في مؤتمر (الاعلام العربي في عصر المعلومات) الذي يقيمه مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في (ابو ظبي)...
ومن الطبيعي ايضا ان يتركز جزء كبير من هذا الحوار حول قناة (الجزيرة) الفضائية, وهو جدل ممتد اساسا من خارج جلسات المؤتمر وقبل انعقاده وسيبقى مستمرا ومثيرا على نطاق عالمي وواسع, فهذا د. مايكل هدسون, الاستاذ في جامعة جورج تاون الاميركية ومدير مركز الدراسات العربية المعاصرة, يقول: (ان الحكومة الاميركية لم تكن متسامحة مع الجزيرة, على الرغم من انها رحبت بها عند انطلاقها, كمحطة تلفزيونية تمتلك الحرية وتطالب بها, بسبب انتقادات الجزيرة للسياسة الاميركية ولاسيما بعد احداث ايلول, وطالبت (بكم فاه) الجزيرة مثل بعض الحكومات العربية).
وعلى الرغم من هذا الجدل اتفق الحضور على أهمية هذه المحطة وغيرها من الفضائيات العربية التي ساهمت في تغيير الكثير من المفاهيم الاعلامية القديمة, وتغيير آليات التلقي من قبل المشاهد الذي اصبح اليوم قادرا على المقارنة والتحليل, الى حد ما, لما يسمعه وبالتالي تكوين رأي العملية الاعلامية نفسها, وحول المحطات التي يمكن ان تخلق لديه انطباعا بمصداقيتها, وتاليا التأثر بها وبما تقدمه من رؤى لموضوعات مختلفة.
كما اشار عدد من المشاركين الى ان الاعلام العربي هو ابن واقعه وانه مازال بحاجة الى الكثير لتحقيق ما يطمح اليه, وبالتأكيد في مقدمة ذلك (الحرية الاعلامية).
اما فيما يخص التكنولوجيا والاشتغال على الانترنت فقد أكد الأكاديميون المشاركون ان الواقع مازال (قاتما) إذ ان المشتغلين على الانترنت في الوطن العربي لا تتجاوز نسبتهم 2 بالمئة.