فإن الدكتور شادي أكرم مدير عام مصرف BLC اللبناني .. والذي على مايبدو سيبقى في دائرة الاصلاح المصرفي والذي مازال يحتاج للكثير .. ذهب باهتمامه إلى سوق الأوراق المالية ومتطلبات إحداثه كجزء لايتجزأ من الإصلاح المصرفي نفسه والمالي بشكل عام .
وفي حديث له مع الثورة يحاول أن يؤطر شروط نجاح سورية في إحداث سوقها انطلاقا من عبرٍ يرى ضرورة إحاطتها في الخطوات السابقة ..
عبر من التاريخ
ويرى الدكتور كرم.. أن جميع الأسواق التي حققت نمواً ولم تؤمن بعض الشروط الأساسية قد تعثرت ولم تنهض ( كلبنان على سبيل المثال ) او دخلت في أزمات حادة وإفلاسات ومثال على ذلك ( الكويت ) ,أو أن غياب بعض الشروط قد أدى بهذه الأسواق لإحداث أزمات اقتصادية في بلدانها .. أو تسببت في نشوء بغض شديد ودائم لدى المستثمر الى جانب آثار نفسية اخرى حيث أن المضاربة والاستثمار عرضة للتأثر بالحالة النفسية بشكل واضح ونحن نتكلم عن نفسية السوق.
ويضيف الدكتور كرم : لقد مرت الأسواق التي أحرزت نجاحا عبر ( مرحلة تثقيف ) تدريجي محققة تكامل عناصر منحني التعلم البياني المتعلقة بالشروط الأساسية .. والتي سأتحدث عنها لاحقا وغالبا ما كانت تعتمد على طرق التجربة والخطأ سواء على مستوى الفرد و المستثمر المضارب او على المستوى الجماعي .. أو على مستوى المشرفين المراقبين او على مستوى المشاركين / اللاعبين / كالمصارف ومؤسسات الاستثمار وشركات المحاسبة والمحامين وغيرهم...
شروط النجاح
يحدد الدكتور شادي كرم شروط نجاح سوق الأوراق المالية بجملة أمور أساسية تتعلق ب¯
1- المحاسبة .. مع التركيز على هذا الشرط وتحت هذا العنوان لابد من الأخذ بالأمور المتعلقة بالشفافية والاستناد الى مقاييس معيارية واضحة والتمتع بالموثوقية والمسؤولية.
2- الإطار القانوني .. يقتضي توفير حالتي الوضوح والتكيف والشمول أي تأمين العلاقة والانسجام بين جملة القوانين المؤثرة لتجاوز الثغرات التي قد تحدث مستقبلا مثلاً مراعاة قانون التجارة مع قانون العمل . ..الخ.
3- آليات الصرافة .. تتوفر فيها شروط السهولة والفعالية والسرعة والخلو من الأخطاء أي تنظيمها وتوفيرها وفق احدث المتطلبات الالكترونية وتأمين ارتباطها الصحيح بالقطاع المالي من مصارف وشركات مالية .
4- تأمين دور فعال للمصارف وشركات الأموال وتأكيد فعاليتها .
5- توفير آليات الرقابة الذاتية ( الانضباط وغيره ).
6- تأمين سلطة تنظيمية مستقلة .. وتقوم على مختصين ماليين وحقوقيين .. تكون قادرة على التنسيق مع المصرف المركزي .
7- تنظيم الأسواق وفق نوع الأسهم , ويقوم ذلك على توفير نقطة القطع محددة بسعر السهم وقواعد مبسطة للتسجيل والإخبار للكيانات الأصغر حجماً.
8 - مستلزمات الترخيص المتعلقة باختبارات تأهيل الوسطاء واختبارات تأهيل اختصاصي الاستثمار.
9- وضع قواعد لحماية المستثمر المحنك والعادي من خلال توفير هامش عريض من المعرفة وتطبيق الإدارة المحسنة .
ويعود الدكتور شادي كرم .. فيؤكد على مسألة توفير المعايير المحاسبية والمسؤولية وضرورة وجودها عند إقامة سوق الأوراق المالية في سورية وذلك بشكل مترافق مع اصلاح الإطار القانوني وتطوير القطاع المصرفي كشروط لابد منها لإنجاح التجربة الجديدة. التي تشكل ضرورة لتنمية الاستثمار في البلاد .. وفي هذا السياق يؤكد كرم على تملك القطاع الخاص وتشجيع مبادرات هذا القطاع لطرح أسهم شركاته للاكتتاب العام كما حصل في شركتي سيريتل والنماء الى جانب تزكية بادرة القطاع العام في هذا السياق.
وهكذا يرى الدكتور شادي أكرم أهمية وضرورة إقامة سوق للأوراق المالية في سورية وإحاطة هذه التجربة بكل عوامل النجاح وذلك انطلاقا من حاجة الشركات اليها لتسهيل توسيع قاعدة العدالة في مواكبة التوسع ( التضخم) وتسهيل إلغاء الوساطة في تمويل الإقراض والاقتراض ايضا لحاجة السوق اليها ككل - للتوسع في السيولة ودعم النمو وإضافة مؤشر الى النبض الاقتصادي.
وكل ذلك بالمحصلة لحاجة المستثمر اليها لإيجاد امكانيات للحماية وتسهيل الاستثمار وتسهيل سحب ( الرجوع عن ) الاستثمار .
على كل فإن ماتحدث به الدكتور شادي كرم أعلاه يشكل طيفا من النصائح النابعة من التجربة والعراقة التي يتمتع بها الدكتور شادي انطلاقا من تجربته الواسعة في عالم المصارف والمال - وقبل كل شيء انطلاقا من محبته لسورية والتي تشعر بها في نبض حديثه.
وفي كل الأحوال فالدكتور كرم يشكل خبرة استطاع المصرف العقاري جذبها اليه ونجح ونعتقد ان لدى الدكتور كرم دوراً جديداً ينتظر أن يؤديه في المصارف الأخرى .