وقدم استقالته من تدريب الفريق الأول وهو في مقدمة الترتيب, فيما عاد مدرب الكرامة عماد خانكان عن استقالته وعاد ليجهز الازرق الحمصي لمشوار الاياب بعد حوالى اسبوع من تقديم استقالته واستقدم فريق الطليعة السيد فاتح ذكي ليتولى أموره في المرحلة القادمة.
هذه التقلبات في المواقف والقناعات اصبحت مكررة في عملنا الرياضي وقد اعتدنا عليها لدرجة أننا نمررها كأي حدث عادي على الرغم من خطورتها على المستوى الفني لفرقنا المحلية, ولا أعرف على وجه الدقة ما هو موقف الادارات منها, ومن يحركها ويتحكم بها في الوقت الذي يجب أن يحضر العكس تماما.
سأبدأ من نادي الطليعة لأن الحالة مختلفة بعض الشيء, فبعد أن انتقل مدربه الأسبق استيفان غينوف الى الحرية كلف مساعده ماهر بحري بتدريب الفريق وقاده الأخير في مباراتين تعادل بالأولى مع المجد 1-1 وفاز بالثانية على أمية ادلب 3-1 أي أنه حقق نتيجتين كبيرتين, فكانت المكافأة تجاهله واستقدام مدرب جديد, ومع احترامنا الشديد للمدرب فاتح ذكي الذي نعتز بخبرته وكفاءته لكن يحق لنا أن نتساءل عن الاسباب الموجبة لإبعاد البحري عن تدريب الطليعة?.
فريق الطليعة الذي صعد هذا الموسم الى أندية الدرجة الأولى نتمنى له أن يبقى بينها, لكن إن استمرت التقلبات الفنية تتحكم بمسيرته فلن يكون له هذا وعلى ادارة النادي أن تنتبه لهذه المسألة.
وحتى لا نذهب بعيدا عن حماة نتحول الى حمص, وبالتحديد الى عودة المدرب عماد خانكان لقيادة فريقه بعد حوالى اسبوع من استقالته التي أعقبت تعادله مع الشرطة في حمص من دون أهداف والتي نفى الخانكان أن تكون هي السبب في استقالته, وإنما أرجع هذه الاستقالة ضغوط مورست عليه ووصلت الى حد إهانته, وبالتالي فقد الراحة المطلوبة لنجاح عمله.
موقف الخانكان كان واضحا ووضع أمام ادارة ناديه وأمام الاعلام الرياضي كل ما جرى معه ولم يستطع أحد أن يلومه على استقالته إلا الذين يحبونه ويتمنون له استمرار مشواره التدريبي الناجح مع فريق الكرامة أو مع غيره لأنه من المدربين الشباب والناجحين, ومن هنا كان الالحاح عليه للعودة الى التدريب من قبل الاعلام ومحبي نادي الكرامة وأثمر هذا الالحاح عن تراجعه عن استقالته وهذا شيء مهم, لكن ما هو أهم هو أن يتسلح المدرب الصديق عماد خانكان بصلابة المدرب المحترف وألا يتأثر كثيرا بانتقادات الجمهور أو الاعلام ما دام مقتنعا بعمله وفريقه يحقق النتائج الجيدة, مع التأكيد على أنه لا يستطيع أي فريق أن يؤدي بنفس المستوى موسما كاملا ولا يتحمل المدرب دائما مسؤولية تراجع أداء فريقه.
أما الحكاية الحلبية فتبدو أكثر غموضا, وكرة الاتحاد التي أنهت ذهاب الدوري بالصدارة بحاجة لمن يصدقها القول, وتقديم مدربها الشاب ياسر السباعي لاستقالته في هذا الوقت بالذات لا يجد أكثر من تفسيرين: الأول إما أن يكون السباعي قد تعرض لضغوط فعلا كما صرح, وقد تكون هذه الضغوط من داخل الادارة, أو أن السباعي في رأسه (موال) سيغنيه خارج حلب, وفي الحالتين فإن غياب السباعي عن الفريق سيفتح المجال أمام تبريرات مسبقة الصنع لمن سيتولى المهمة بعده أو للبروظة في حال تابع الفريق مشواره نحو اللقب.
في حلب وحمص وحماة.. وفي كل فرقنا الأخرى إن لم يفرض الاستقرار الفني حضوره فسيبقى حال هذه الفرق (خبط عشواء) الأمر الذي سيبقينا في حالة اللا قناعة واللا اطمئنان.