مما ينذر بثورة جياع لتقضي بذلك على ثورة ما يسمى «الربيع العربي» الذي تتزعمه جماعة الاخوان المسلمين في مصر وتونس ويبدو أن أوراق الربيع التي لم تزهر بعد أصبحت آيلة للسقوط لأن خريف الاخوان في تلك البلدان يزحف اليهم مبكراً وأصبحت أوراقهم يابسة ستشعل نار ثورة جديدة وسيصبح مرسي في مصر وجبهة النهضة في تونس من الماضي.
وفي هذه الأثناء أعلنت مصادر طبية مصرية رسمية مقتل شخص واصابة 216 آخرين على الاقل جراء الاشتباكات التي وقعت خلال مظاهرات أول أمس بالقاهرة وعدد من المحافظات المصرية.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية أحمد عمر في تصريحات له أمس ان الشخص الذي لقي مصرعه مجهول الاسم والعنوان وتم نقل جثته من أمام قصر الاتحادية بواسطة سيارة الاسعاف إلى المستشفى.
وأضاف عمر ان الاشتباكات التي وقعت أمام قصر الاتحادية أسفرت عن اصابة 14 شخصا وفي محافظة الغربية أسفرت الاشتباكات عن اصابة 164 شخصا من بينهم 63 مصابا أمام مركز شرطة كفر الزيات و65 مصابا أمام ديوان المحافظة بطنطا و36 مصابا بميدان الشون.
وأشار عمر إلى ان عدد الاصابات التي وقعت نتيجة الاشتباكات بمحافظة الاسكندرية بلغت 22 مصابا وتم نقلهم إلى المستشفى الميري ومستشفى الحضرة ورأس التين كما أصيب 6 أشخاص في محافظة كفر الشيخ نتيجة الاشتباكات التي وقعت أمام مبنى المحافظة وتم نقلهم إلى مستشفى كفر الشيخ العام بينما أصيب 5 أشخاص في الاشتباكات التي وقعت أمام مبنى رئيس الجمهورية بمحافظة الشرقية.
وشهدت مختلف المحافظات المصرية أول أمس اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن المركزي اذ احتشد عشرات الالاف في مختلف ميادين مصر في جمعة رد الكرامة والرحيل للمطالبة باسقاط النظام ومحاسبة الرئيس محمد مرسي على سحل وتعرية المواطنين المصريين ودماء المتظاهرين.
واحتشدت جموع في ميدان التحرير بالقاهرة ومحيط قصر الاتحادية والمحافظات ما تسبب في تحطيم العديد من واجهات المحلات الموجودة في محيط القصر وتم احراق بوابة القصر رقم 4 بشكل كامل.
وفي سياق متصل حذر وزير القوة العاملة المصري الاسبق احمد البرعي من اندلاع ثورة جياع اذا ما اتخذ التضخم في مصر ابعادا خطيرة مع استمرار تراجع الوضع الاقتصادي في البلاد.
وقال البرعي في تصريح لموقع سي ان ان الالكتروني ان هناك احتجاجات يومية تطالب بتحسين مستوى المعيشة ورفع الاجور. وأضاف ان الانكماش الاقتصادي الذي تشهده مصر وانتشار الاحتجاجات والاضرابات أدت إلى اغلاق أكثر من 1500 مصنع وورشة وكثير من المصانع خفضت من انتاجها كما أن العمالة غير المنتظمة بالنسبة لعامل أمس الواحد انخفضت للغاية.
وأشار إلى ان أكثر من 40 بالمئة من القادرين على العمل تصل أعمارهم إلى اقل من 26 عاما وبالتالي تنتشر البطالة في هذه الفئة العمرية المتعلمة الحاصلة على شهادات لافتا إلى ان نحو 21.5 مليون من حجم قوة العمل يعملون في قطاع خاص منهم تسعة ملايين منتظمون بينما يعمل الباقون بشكل غير منتظم ما يصعب معه حصر هذه النسبة كما لا توفر الدولة لهم اي اعانات أو بدلات بطالة.
ولفت إلى ان تقارير حكومية سابقة قدرت حجم البطالة بنحو 11.5 بالمئة ولم تخرج دراسات رسمية عنها بعد ذلك موضحا أن عدد العاملين بالقطاع الحكومي والاعمال العام يصل إلى 5.5 ملايين من اجمالي قوة العمل البالغة نحو 27 مليونا.
من جهته قال أمين عام اتحاد العمال بمصر عبد الفتاح خطاب ان البطالة ارتفعت إلى ثمانية ملايين حاليا بعد أن كانت سبعة ملايين في عام 2011 لافتا إلى أن قطاعات عديدة أصبحت طاردة للعمالة.
وأضاف خطاب ان قطاع السياحة يشكل وحده فقط ربع قوة العمل وكان من أكثر الحرف التي تأثر فيها العاملون حيث يقدر عددهم بنحو المليونين.
يذكر ان مصر تعاني حاليا من مشكلات اقتصادية تتعلق بالفقر والبطالة ومازالت هذه المشكلات تتفاقم متأثرة باضطرابات أمنية وسياسية في الوقت الذي تنتشر فيه الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بتحسين مستوى المعيشة ووضع حد أدنى للاجور.
وفي ذات السياق اعتبرت الصحف المصرية الصادرة أمس ان احداث فعاليات جمعة الكرامة والرحيل امس والتي دعا اليها 38 حزبا وحركة سياسية وثورية للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي واسقاط حكم الاخوان واحتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين وصدور فتوى تجيز قتل رموز المعارضة تشير إلى ان خريف الاخوان في مصر قد بدأ.
وقالت صحيفة الوطن في صفحتها الاولى ان خريف الاخوان في مصر وتونس بدأ وقد اشتعلت في تونس ثورة ثانية ضد حزب النهضة الاخواني الحاكم في نفس توقيت الموجة الثانية من الثورة المصرية ضد حكم جماعة الاخوان وتوحد الهتاف في الدولتين.
ولفتت الصحيفة إلى انه في الوقت الذي اقترب فيه التونسيون من استرداد ثورتهم بعد سلسلة من الحرائق التي طالت مقرات الحزب الحاكم هناك لا تزال الحشود في ميادين مصر تواصل النضال حيث احتشد عشرات الالاف في ميدان التحرير بالقاهرة ومحيط قصر الاتحادية والمحافظات في جمعة الكرامة والرحيل للمطالبة باسقاط النظام ومحاسبة الرئيس مرسي على سحل وتعرية المواطنين المصريين ودماء المتظاهرين.
من جهتها عنونت صحيفة التحرير صفحتها الاولى بعبارة الا الكرامة يامرسي مشيرة إلى المسيرات والمظاهرات التي عمت مختلف انحاء مصر بهتاف واحد الكرامة والرحيل اضافة إلى الاجراءات المشددة التي واكبت الرئيس مرسي عند خروجه من مسجد الشربتلي بعد صلاة الجمعة هربا من غضب المصلين وهتافاتهم ضده.
بدورها ابرزت صحيفة الاهرام فعاليات مظاهرات اول امس التي انطلقت إلى ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية والميادين الكبرى في عدد من المحافظات مشيرة إلى أن بعض المتظاهرين حملوا الاكفان والاعلام البيضاء وأعلام مصر ورددوا الهتافات المناهضة للاخوان مع حدوث اعمال عنف واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن.
كما اشارت صحيفة أخبار اليوم إلى احتشاد الاف المتظاهرين في ميدان التحرير ومطالبتهم بمحاكمة الرئيس مرسي واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية في أحداث قصر الاتحادية بالاضافة إلى اقالة حكومة هشام قنديل والنائب العام وايقاف العمل بالدستور الجديد.