تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تظاهرات في تونس تنديداً بـ«انحراف السلطة»..الجبالي يلوّح بالاستقالة من الحكومة..الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وحزب الإرادة الشعبية يدينان اغتيال بلعيد

وكالات-سانا-الثورة
أخبار
الأحد 10-2-2013
جميع المؤشرات التي تشهدها تونس «النهضة» تؤكد بأن البلاد تسير نحو الهاوية جراء سياسة حركة النهضة، وممارساتها القمعية ضد الأحزاب المعارضة، سياسة أدخلت البلاد في نفق الاغتيالات حسب اتهامات العديد من الأحزاب التونسية المعارضة والمحللين الدوليين،

نفق لم ولن يقتصر على الناحية السياسية والحريات العامة بل يبدو أنه سيأخذ البلاد إلى نفق اقتصادي مظلم بدأت ملامحة بالظهور عقب اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.‏

وتوقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني خفض تصنيف تونس مجدداً هذا في وقت تواصلت ردود الفعل العربية الدولية المنددة لاغتيال بلعيد.‏

وفي هذا السياق أعرب رئيس الحكومة التونسية والامين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي عن استعداده للاستقالة من منصبه في حال فشله في تشكيل حكومة تكنوقراط تضم كفاءات وطنية غير حزبية.‏

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجبالي قوله أمس في حال عدم القبول أو حيازة الثقة فسأتوجه إلى الرئيس لاطلب البحث عن مرشح اخر لتشكيل حكومة جديدة تفوز بثقة المجلس الوطني التأسيسي.‏

ووجه الجبالي رسائل إلى كل الاطراف السياسية يطلب منهم النصح من خلال تقديم مقترحات بخصوص تشكيلة حكومة التكنوقراط واشترط الا يتجاوز اجل تقديم هذه المقترحات الاثنين القادم حسبما ذكرت وكالة الانباء التونسية.‏

وشدد الجبالي على انه لن يقبل بشروط من أي حزب كان حول تشكيل الحكومة مشيرا إلى انه سيعلن تشكيلة حكومة التكنوقراط منتصف الاسبوع القادم على أقصى تقدير.‏

واوضح الجبالي ان المقترحات المتعلقة بتشكيلة الحكومة تخضع لاربعة مقاييس هي الا يكون المرشح شارك في الجريمة ضد الشعب التونسي او أن يكون منتميا سياسيا انتماء واضحا والا يترشح للانتخابات القادمة وأن يكون كفاءة في مجاله.‏

وفي وقت لاحق اكد الجبالي في حديث لقناة فرانس 24 انه سيتم تغيير الوزراء الاسلاميين الذين يتولون حاليا الوزارات السيادية في اطار مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراط.‏

وقال الجبالي ان كل الوزراء سيكونون من المستقلين ولن يظل في الحكومة وزير العدل ولا الداخلية ولا الخارجية التي يتولاها حاليا قياديون في حزب النهضة.‏

وشدد على ان مقترحه غير قابل للتعديل موضحا انه في حالة عدم تجاوب الاحزاب السياسية معه سيستقيل وسيتم تعيين رئيس حكومة جديد من قبل الرئيس التونسي.‏

ولفت الجبالي إلى انه لم يستشر عند اتخاذ هذا الموقف أحزابا حاكمة ولا معارضة مشيرا ان الحكومة ستكون مصغرة وستتشكل من ابرز ما لدى تونس من كفاءات.‏

الى ذلك أدانت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير عملية اغتيال المناضل السياسي شكري بلعيد المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين والقيادي في الجبهة الشعبية بتونس الاربعاء الماضي.‏

واعتبرت الجبهة في بيان لها تلقت سانا نسخة منه أمس ان قوى الاسلام السياسي أصبحت أداة لتمييع النضال الثوري الذي تخوضه عموم شعوب المنطقة من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي من خلال محاولتها الالتفاف على ثورة الشعوب ومنها الشعب التونسي واجهاض نضاله من أجل عملية التغيير الجذري الحقيقي.‏

بدوره أدان حزب الارادة الشعبية عملية الاغتيال التي طالت المناضل السياسي بلعيد بعد حملة تشويش وتهديد اعلامية قامت بها قوى الاسلام السياسي في تونس منوها بقدرة حزب الوطنيين الديمقراطيين وعموم أحزاب اليسار التونسي على متابعة النضال وانجاز الاهداف التي استشهد من اجلها بلعيد.‏

واكد الحزب استمرارية نضاله في وجه قوى الفساد والليبرالية من جهة وجماعات التكفير والتشدد من قوى الاسلام السياسي من جهة أخرى معتبرا انهما وجهان لعملة واحدة وعائقان امام نضال الشعوب المشروع من اجل التغيير الجذري الوطني الديمقراطي.‏

يأتي ذلك في وقت تجمع أكثر من ألف شخص أمس في وسط العاصمة التونسية للتنديد «بانحراف السلطة»، التي يهمين عليها «النهضة» والاستبداد والعنف السياسي بعد أيام من مقتل بلعيد وجمعت «الجبهة الشعبية» (ائتلاف من 12 حزباً قومياً ويسارياً) أنصارها في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة وهتف المتظاهرون «الشعب يريد إسقاط النظام» و«خبز حرية كرامة وطنية» وهي من الشعارات التي رفعت إبان «الثورة» التي أطاحت زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني 2011.‏

وجمعت ثلاثة أحزاب أخرى «نداء تونس» و«الحزب الجمهوري» و«حزب المسار الديمقراطي» مئات من أنصارها في الشارع ذاته للتنديد بالعنف السياسي.‏

وتأتي هذه التظاهرات عشية الذكرى الأولى لأول انتخابات حرة في تاريخ تونس التي اختار فيها التونسيون أعضاء مجلس وطني تأسيسي لصياغة دستور جديد للبلاد يتعرض للانتقاد من المعارضة بسبب تأخره في صياغة الدستور.‏

تظاهرات في فرنسا تنديداً باغتيال بلعيد‏

كما تظاهر نحو الف شخص في شوارع باريس ومرسيليا وليون وتولوز للتنديد باغتيال المعارض التونسي البارز شكري بلعيد. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان 400 متظاهر ساروا في باريس وهم يهتفون حرية .. ديمقراطية .. يسقط الارهاب تسقط الوحشية والغنوشي قاتل في اشارة إلى زعيم حزب النهضة الحاكم في تونس راشد الغنوشي.‏

وتقدمت المسيرة لافتة بيضاء كبيرة كتب عليها بالفرنسية والعربية كلنا شكري بلعيد لا للاغتيالات السياسية.‏

وفي مرسيليا تجمع نحو 200 متظاهر وهم يهتفون لا للتطرف وتونس لن تركع.‏

وفي ليون تجمع ما بين 150 و 200 متظاهر حول صورة لبلعيد إلى جانب لافتة كتب عليها قتلتم شكري لكننا جميعا شكري فيما تجمع نحو 150 متظاهرا في ساحة الكابيتول وسط تولوز قبل التوجه في مسيرة إلى قنصلية تونس.‏

في موازاة ذلك نشرت وحدات من الجيش أمام المراكز التجارية وتم تعزيز الأمن حول المباني الرسمية عشية الذكرى الأولى لانتخابات 23 تشرين الأول 2011.‏

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد مختار بن نصر: لضمان أمن التونسيين، تم نشر وحدات من الجيش منذ مساء أول أمس لحراسة النقاط الحساسة مثل المراكز التجارية والبنوك في كامل التراب التونسي موضحاً أنه مجرد إجراء احتياطي اتخذته الوزارة تحسباً لأي طارئ.‏

إلى ذلك توقعت وكالة فيتش العالمية للتصنيف الائتماني خفض تصنيف تونس مجددا بسبب حالة التصعيد التي تعيشها البلاد وانعدام أفق الاستقرار السياسي بعد اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد.‏

ونقلت وكالة الانباء التونسية عن وكالة فيتش قولها أن اغتيال بلعيد اضافة إلى اعلان رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي عن تشكيل حكومة كفاءات يزيد من عدم الوضوح في ما يتعلق بمسار الانتقال السياسي في تونس.‏

واشارت الوكالة إلى انها لا تستبعد احتمال خفض التصنيف الائتماني مجددا لتونس بعد أن خفضته في كانون الثاني الماضي إلى دبل بي ايجابي مع افاق سلبية لتضعها في قائمة الدول القريبة من اعلان حالة العجز عن السداد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية