وقال شيخ الاسلام في حديث مع قناة المنار أمس ان ايران تدعم الحوار السوري السوري بعيدا عن أي تدخلات خارجية بالشؤون الداخلية السورية.
واوضح شيخ الاسلام ان بعض المعارضة السورية وخدمة لمصالحها الشخصية ضحت بمصالح الشعب السوري وقدمت السلاح والمال إلى المجموعات الارهابية وقال ان هذه المعارضة لا تريد أن يكون هناك استقرار في سورية فأي معارضة تأخذ المال من السعودية وتركيا وقطر تصبح مرتهنة لهذه الدول وعميلة للخارج.
ولفت إلى ان السعوديين والامريكيين وصلوا إلى قناعة أنه لا يمكن تحقيق التدخل العسكري في سورية ولا يمكن حل الازمة فيها الا عبر الحوار السياسي. ولفت نائب رئيس مجلس الشوري الايراني إلى ان ذات المؤامرة التي قام بها بعض ملوك المنطقة ضد سورية يريدونها أن تمتد إلى العراق وايران لانهم يريدون ضرب الحكومات التي تقف ضد سياساتهم.
السفير الإيراني بدمشق: سورية ستبقى قلعة المقاومة والصمود
إلى ذلك أكد السفير الايراني بدمشق محمد رضا شيباني أن ما تمر به المنطقة سببه طمع دول الاستعمار والاستكبار العالمي في خيرات ومقدرات شعوب هذه المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي المهم.
وقال شيباني في كلمة له بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ان هذه القوى الطامعة تذرعت بحجج زائفة لازاحة العوائق التي تحول بينها وبين تحقيق أهدافها فوضعت على رأس اهتماماتها الكيد للدول التي تدافع عن مصالح وحقوق الشعب وتشكل محورا للممانعة والمقاومة ضد الاستكبار والصهيونية.
وأضاف شيباني ان سورية قلعة المقاومة والصمود تعرضت منذ قرابة عامين لمؤامرة كبرى وحرب بالانابة تكالبت فيها كل القوى الاقليمية والدولية فاستخدمت اعلامها وفكرها المريض وأموالها وسلاحها بيد العصابات الارهابية من كل الجنسيات لتقتل الاف السوريين الابرياء وتخرب البنى التحتية وتبيد المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتنهب الثروات التاريخية والانسانية وتشعل نزاعات طائفية وهمية بغضاء تجذر الكراهية والحقد في نفوس الشعب الواحد وتدخله في دوامة يتوارثها الابناء والاحفاد.
وأوضح شيباني أن هذه القوى تأتي بعد كل هذا لتحمل سورية وزر ما فعلته بمالها وسلاحها وتكيل لهذا البلد العريق الاتهامات في المجتمعات الدولية ثم تستدير لتضع تلك العصابات الارهابية المسلحة التي كانت أداة لها في مؤامراتها على قائمة المنظمات الارهابية لافتا إلى أن الشعب السوري اليوم يدفع ثمن هذه الازدواجية في سياسة تلك القوى المستكبرة.
ولفت شيباني إلى أن هذه القوى الاستكبارية فعلت فعلتها ونفذت مؤامرتها وجعلت أرض سورية الطاهرة مسرحا لسيناريو عملت على كتابته والتخطيط له سنوات وسنوات لايمانها بحتمية وجود سورية في أي معادلة دولية واقليمية وعربية واسلامية وليقينهم بأن القضاء على المقاومة يبدأ بشكل أو باخر في اضعاف أهم أركانها في المنطقة وهو سورية العروبة وشعبها الذي تنفس بأنفاس المقاومة واحتضنها في لبنان وفلسطين على مدى عقود.
وأكد السفير الايراني أن هذه القوى واهمة في تحقيق مآربها وليست هي المرة الاولى التي تختبر فيها المقاومة والمقاومين وقد استهلكت كل أوراقها وليست هي المرة الاولى التي تخرج فيها خاسئة منكسرة وتخرج المقاومة منتصرة.
وأشار شيباني إلى أن العدوان الاسرائيلي على مركز للبحث العلمي في منطقة جمرايا بريف دمشق هو دليل على حقدهم وفشلهم.
وقال شيباني ان أبناء شعب سورية العظيم يليق بهم أن يفخروا بأنهم شعب مقاوم في العالمين العربي والاسلامي ويعتزوا بدورهم وبدور وطنهم سورية وحساسية موقعها في أي معادلة سياسية في المنطقة.
وأكد شيباني أن ايران كانت وماتزال سدا منيعا في وجه أي متآمر يريد الاذى لسورية وشعبها وهي تؤكد ضرورة تقدم الاصلاحات وتعلن استمرار وقوفها إلى جانب الشعب السوري حتى يخرج من أزمته ولتخفيف الامه من خلال تقديم بعض المساعدات ايمانا برد الجميل والوقوف إلى جانب سورية العزيزة التي وقفت مع شقيقتها ايران لعقود خلال ما تحملته من الضغوط.
ودعا السفير الايراني جميع أبناء الشعب السوري إلى الوقوف بوعي وايمان وصبر ضد هذه المؤامرة المقيتة لافتا إلى أن ايران أعلنت مرارا من منطق واجبها الاخلاقي والانساني والديني رفضها للعنف والتدخل الخارجي وعدم وقوفها مع من يخطف ويقتل ويخرب ويسلب الشعب أمنه واستقراره ودعت الشعب السوري بكل أطيافه إلى التعاضد واللجوء إلى الحوار بصدق وشفافية باعتبار ذلك الحل الوحيد للخروج من الازمة المفتعلة.
وقال شيباني: ان ايران استضافت ملتقى حوار وطني في طهران تمخض عنه تأسيس لجنة متابعة وقدمت مبادرة من ستة بنود للخروج من الازمة ودعمت مبادرة السيد الرئيس بشار الأسد كاطار مناسب للحل.
وشدد شيباني على أن حقن الدماء وأمن سورية وحماية ثرواتها مسؤولية الجميع ومسؤولية كل سوري غيور على وطنه مهما كان توجهه فمصلحة الوطن هي العليا والحل السياسي والحوار الوطني وحدهما سيوصلانه لشاطئ الامان ويبعدان رجس الدخلاء والطامعين والمستفيدين عنه.
وقال شيباني ان الثورة الاسلامية سارت بايران قدما لتحقيق أهداف نبيلة وعظيمة كثيرة وجعلت في ذروة أولوياتها تحقيق الاستقلال والسيادة الحقيقيين وحرية التعبير وتقرير المصير وتكريس مبادئ الاسلام الاصيل على أرضها فضلا عن أهدافها في مواجهة الاستبداد والاستكبار العالمي والكيان الصهيوني وحماية المستضعفين والدفاع عن القيم الانسانية والالهية والعدالة والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بوجه الظلم.
وأشار شيباني إلى أن الثورة الايرانية سعت لتحقيق مطالب شعبها في الاستقلال ومواجهة المخططات الاستعمارية في المنطقة وعملت على تحقيق الحرية وصولا لتقرير الشعب مصيره بنفسه وهو ما لم ينسجم مع مصالح وسياسيات القوى الاستكبارية ما جعلها عرضة لتحديات جمة منذ بداية انطلاقتها فبدأ سيل من التحديات السياسية مارسته القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية في الميادين الدولية اضافة إلى التهديدات العسكرية والامنية التي تجسدت في حرب الثماني سنوات التي فرضت على ايران.
وأوضح شيباني أن هذه القوى الاستكبارية لجأت إلى الحصار الاقتصادي ظنا منها أنها ستكسر شوكة الشعب الايراني الذي قام بدافع ايمانه وعقيدته بحماية ثروته إلى أن تكلل بالنصر المبين واستطاع افشال التهديدات والحصار وتحويلهما لحافز على العطاء والصمود وقدرات خلاقة ارتقت ايران من خلالها إلى مصاف الدول المتقدمة وصولا إلى الاكتفاء الذاتي في أغلب المجالات.
وقال السفير الايراني ان الثورة الاسلامية في ايران لاتزال تسجل انتصارا بعد انتصار وتسحق كل قيد يصاغ لها وما وصلت اليه من مواقع عالمية رفيعة في مجال العلم والبحث العلمي والصناعات الجوية والفضائية والطبية وتقنية النانو والخلايا الجذعية والاستنساخ والاستفادة من الطاقة النووية لاغراض سلمية فضلا عن التقنيات المتطورة في المنظومة الدفاعية والحرب الالكترونية وما اجبار الطائرتين الامريكيتين من دون طيار على الهبوط في الاراضي الايرانية الا نموذج من هذه الانتصارات المتتالية.
ولفت شيباني إلى أن ايران أصبحت اليوم عضوا في النادي العالمي للفضاء وطرفا مهما من الاطراف التي دخلت عصر الفضاء وهي تدأب بجهدها في هذا المجال الذي تتوج خلال الاسابيع الاخيرة بارسال قمر صناعي إلى الفضاء وعلى متنه كائن حي واعادته سالما إلى الارض كمقدمة لارسال انسان إلى الفضاء في السنوات القريبة القادمة.
ركن أبادي: سورية ستنتصر على المؤامرة
بدوره جدد السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي التأكيد على ان الحوار وعدم التدخل الخارجي هو السبيل للوصول إلى حل سياسي سلمي للازمة في سورية.
وعبر ركن ابادي في كلمة له خلال حفل في بعلبك عن ثقته بأن سورية ستنتصر على المؤامرة التي تتعرض لها وستبقى قلعة حصينة امام العدو الصهيوني ومحورا صلبا للمقاومة والممانعة.
كما جدد تأييد ودعم ايران للمقاومة وقال ان نهج الجهاد والمقاومة هو السبيل الوحيد لنيل الحرية والاستقلال وقد أثمر هذا النهج انتصارا عظيما في لبنان واحرز انتصارا حاسما.