لكن بعض الأطباء باتوا بما لديهم من أساليب تزيد من حدة الأمراض بدلاً من معالجتها وتخفيفها,وتدفع بذوي المريض إلى أوجاع لم يكن يعلمها أو يدرك أنه واقع في دائرتها,ومن ذلك ما يظهرونه من شدة الحرص على صحة المريض فتبدأ أقلامهم تسطر روشيتات لأنواع غالية الثمن من الأدوية لاعتقادهم أنها تقدم العلاج المطلوب,هذا غير دفع أجور المعاينة عند السكرتارية وقبل الدخول إلى غرفة المعاينة,وكله حسب تسعيرة وزارة الصحة كما يدعون..
وبعد ذلك بقليل تبدأ الأسئلة والاتهامات التي تصف أهل المريض بالإهمال لصحة أولادهم وعدم متابعتهم,مع إشارات واضحة إلى تقصيرهم بهذا المجال,فلا يجد ذوي المريض سوى بلع ألمهم والقبول بما يمليه الطبيب المعالج عليهم..
هنا ننتقل إلى مرحلة أصعب تتمثل في طلب التحاليل والصور الشعاعية وطبعاً توجيه ذوي المريض إلى مخابر ومراكز تصوير معينة يثق بها الطبيب المعالج,فتذهب حيث يريد لتجد قائمة طويلة من التحاليل الجرثومية والبيولوجية وتحاليل الهرمونات والغدد وغير ذلك ثم يليها طلب صور شعاعية بانورامية وبالدوبلر والإيكو.. وعليك أن تنجزها لتطمئن على صحة أولادك لأن الطبيب يضعك في حالة من الوساوس تشعرك بأن حياة مريضك مرهونة بمثل هذه التحاليل وهذه الصور.ولأنك بعيد عن الاختصاص تسأل لماذا هذا التحليل..ولماذا هذه الصور? ومع ذلك تقوم بها لتدفع مبالغ لا قدر لك على تحملها كإنسان بسيط من أمثالنا.لدرجة أنها تفوق راتبك بكثير فتستدين لتبخر كل هذه الطلبات,فتراجع الطبيب لتقرأ في عيونه حالة من الارتياح والثقة وهو يطالع النتائج ويراجع الصور الشعاعية المختلفة,وسرعان ما تكتشف أن كل هذا الأمر هو لمجرد الشك أو للاطمئنان كما يقول..
إذ لا يوجد طبيب متعين في هذه الدائرة يقوم بالتشخيص لحالات بسيطة,فتشعر بالإحباط والألم عندما تعلم أن الكثير مما استندت لتبخره بناء على طلب الطبيب لا حاجة لمريضك به,فالغاية ليست كما يصوروها لك بأنها لمصلحة مريضك بقدر ما هي لمصلحة تشغيل هذه المخابر ومراكز التصوير الشعاعي.
وبالمقابل لا تملك أدنى وسيلة للاحتجاج أو المماطلة..حتى لو رأيت استشارة طبيب آخر فالنتيجة ذاتها وتسمع كلاماً آخر عن عدم جدوى هذه التحاليل وهذه الصور وعدم حاجة مريضك بها..ثم يبدأ الطبيب بتوجيهك لإعادة التحاليل وربما إنجاز غيرها وهكذا تتكامل الدائرة وعلى الإنسان أن يدفع ويدفع من دون أي اعتراض.
فهل يرأف الأطباء بذوي المريض ويطلبون ما يحتاجه المريض..أم أنهم أمام مسؤوليات تشغيل هذه المخابر وتلك المراكز لقاء مصالح لا يعلم بها إلا أطراف المعادلة..
سؤال برسم أصحاب الضمائر الحية.وأمنية بأن يرأفوا بأحوال الناس,كي لا يصاب أهل المريض بآلام الجيوب ومنها إلى آلام الأعصاب والقلوب..