فقد تسرب نحو13 ألف طن من مادة الفيول الثقيل من أحواض وبراميل المحطة الكهربائية أي ما يعادل ثلثي الكمية المتسربة أثناء المد البحري الأسود في منطقة إريكا.
وفي مدينتي بيبلوس وبيروت بلغت سماكة البترول في بعض الأماكن مترا تقريبا.
وتحولت الشواطئ الرملية والصخور والمنشآت السياحية الساحلية ومرافئ الصيد التي تبعد 200 كم عن الساحل اللبناني الى أماكن دبقة جدا.
يقول وائل حميدان,المنسق في جمعية الدفاع عن البيئة بأسى: يبدو أن حملة التنظيف المكثفة لا تدخل اليوم في الأجندة,علما أن البترول ينغرز تماما في الرمال والصخور.
ولقد سبق للسلطات اللبنانية التي تنوي تقديم شكوى ضد إسرائيل أمام المحكمة المختصة أن خمنت النتائج المتوقعة لأخطر تلوث عرفته البلاد.
وما يثير القلق أن صحة المواطنين على تماس مباشر مع البترول الساري على طول الساحل اللبناني,وقد يلحق بالمنتوجات الغذائية أذى بالغ على المدى القصير والبعيد معا, بفعل الهيدروكربور(اتحاد الهيدروجين بالكربون)ثم إن الصناعة السياحية ومرافئ الصيد لن تكون بمنأى عن تأثير التلوث الهدام.
والتنوع الحيوي للمنطقة سيتأثر هو الآخر أىضا.فتكاثر سمك التون في البحر والسلاحف البحرية سينقرض كثيرا,مجمل القول أن كل النظام البيئي على الشواطئ مهدد للغاية.
ورغم المد البحري الأسود والتلوث الشامل للشواطئ يمكننا زيادة اهتمامنا بالوسط البيئي الطبيعي لتجديد ذاته إذا ما باشرنا فعلا بحملة تنظيف مكثفة وبأقصى سرعة ممكنة.
كما يرى ميشيل غيرين,مدير مركز التوثيق والبحث والتجريب حول التلوث الطارئ للمياه,والمستشار حول تقدير مخاطر الحرب على البيئة.
ومع بداية شهر أيلول سيطرأ تغيير على اتجاه التيارات البحرية بفعل عوامل الطبيعة.لذلك سيتركز خطر مادة الفيول على المناطق السليمة التي لم تصب الى الان بأذى التلوث.
وثمة شيء آخر يدعوللقلق وهو أن طبقات البترول ستعود وتنتشر على طول الشاطئ اللبناني,بل إن كميات كبيرة منه سوف تتسرب الى البحر كما تشير خطة العمل التابعة للأمم المتحدة للحوض المتوسط.
وفي السابع عشر من آب المنصرم دعا المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة أسيم سيتنير الى ضرورة التصرف فورا عقب اجتماع مع ممثلي الحكومة اللبنانية وبالتعاون مع سورية وتركيا وقبرص واليونان ولا يزال العمل جاريا بجدية.
ويشار الى أن تعويض الخسائر وما تتطلبه حملة التنظيف تقدر بنحو 50مليون يورو على الأقل.
ويرى السيد غيرين أن الحكومة اللبنانية تملك القليل من الوسائل لتلبية الأولويات وثمة بلدان كثيرة قدمت مساعدات مختلفة وعلى رأسها سورية وفرنسا التي أرسلت الى لبنان خبراء وجسورا عائمة وبدورها أرسلت الجمعية الأوروبية منحة تقدر ب10 ملايين يورو وكذا الأمر بالنسبة لمنظمة الدول المصدرة للبترول التي ساهمت بما مقداره200000 دولار (أي ما يعادل 155000 يورو).واليونان هي الأخرى تبنت خطة عمل لمساعدة لبنان ترتكز على ثلاث أولويات أولا:تقديم مساعدات عاجلة ثانيا:تقييم الحاجات الجماعية والخاصة وتعبئة المساهمين. إن الأعمال التطوعية للجنة الدفاع عن البيئة التي رأت أن الانتظار قدطال باشرت وبسرعة في تنظيف الشواطئ حاملة الدلو بيد والمجرفة باليد الأخرى.
ثالثا,من الصعوبة بمكان حتى هذه اللحظة تقييم الملوثات الأخرى التي سببتها الأسلحة والناتجة عن تطاير غبار الصخور جراء هدم الأبنية وأيضا المكونات الكيميائية المتناثرة من المصانع المهدمة وانفجار مجاري المياه الصحية وركودها.
ويصرح الناطق باسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأنه من الضروري جدا الكف عن التأمل بهذه الكوارث الفظيعة بل علينا جميعا التحرك وبأقصى سرعة ممكنة,وسوف يتم اتخاذ الإجراءات الأولية في أوائل شهر أيلول الجاري.