تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مؤتمرات أدبية!!

آراء
الاربعاء 13 /9/2006م
د. هيفاء بيطار

حاولت تجاهل الحديث عن المؤتمرات الأدبية التي تعقد في العديد من العواصم العربية والأوروبية,

والتي غالباً ما يشارك فيها الحفنة ذاتها من الأدباء,الذين تظل حقائبهم في حالة تأهب للسفر دوماً..لكني لم أستطع تجاهل تلك الظاهرة لأنها من جهة أخرى ظالمة للكثير من الأدباء الذين يهمشون عمداً ولا يدعون للمشاركة في هذه المؤتمرات والندوات الأدبية رغم إنتاجهم الأدبي المهم والمتميز.‏

إن أهمية هذه المؤتمرات الأدبية ليس في المواضيع التي تعالجها,وليس في التوصيات التي تخرج بها,بل لأنها تكسر العزلة الثقافية بين البلدان العربية وتخلف تفاعلاً إنسانياً وإبداعياً رائعاً بين الأدباء.ورغم ندرة المؤتمرات التي حضرتها فقد كسبت صداقات رائعة منها,أذكر صداقتي مع الكاتب حليم بركات ومع الكاتبة هدى بركات وفاطمة الزهراء..‏

لكن لماذا تتكرر دعوة الأدباء أنفسهم كل مرة,أو بمعنى في كل عرس لهم قرص..ولماذا لا توجد لجان نزيهة ومنصفة تنظم سفر الأدباء لحضور هذه المؤتمرات.‏

متى ستتخلص الثقافة -على الأقل- من نظام المحسوبيات? ولماذا كي يصل الكاتب إلى حقه في السفر,والتبادل الثقافي يجب أن يكون محسوباً على جهة ما في السلطة?!‏

أذكر منذ سنوات,أثناء حضوري لمهرجان المحبة في اللاذقية,وهو تظاهرة ثقافية تنظمها وزارة الثقافة,تمت دعوة الشاعر اللبناني المبدع طلال حيدر وقرأ شعراً جميلاً,لكنه في المهرجان التالي دعي أيضاً وقرأ القصائد ذاتها التي قرأها في المرة الأولى!! وكي تكتمل المهزلة دعي للمرة الثالثة أيضاً وقرأ القصائد ذاتها!! فهل هناك من استخفاف أكثر من ذلك?!‏

وفي بعض نشاطات اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية,دعي لأكثر من عشر مرات الشاعر اللبناني نعيم تلحوق,والباحث النفسي محمد النابلسي!!‏

أفضل عدم التعليق على هذه الممارسات لأن أقل كلمة سأتفوه بها ستكون جارحة وحادة..‏

أعرف الكثير من الكتاب يشعرون بالغبن والظلم من جراء الوضع غير المنصف للنشاطات الثقافية,وأنا أحمل الجهات الرسمية المسؤولية,لماذا هناك كتاب معينون أحب أن أسميهم (كتاب الشنطة) لأنهم جاهزون دوماً للسفر,هل هم وحدهم هوية بلدهم الثقافية!!‏

ويجب الإشارة إلى أن معظم الأدباء والمفكرين يرزحون تحت ضغوط مادية قاهرة,ولا يمكنهم السفر إن لم تدعمهم جهات رسمية!‏

أعرف شاعرة لديها ديوان يتيم,دارت الكرة الأرضية بسببه وحضرت مؤتمراً عالمياً بمناسبة مرور مئة عام على وفاة بورخيس,وكان الشعراء السوريون المشاركون في هذا المؤتمر أدونيس,وصلاح ستيتية وهي!!‏

وأعرف كاتباً سمعت له المحاضرة ذاتها أكثر من خمس مرات,وهي جاهزة في حقيبة سفره,وقد حفظها عن ظهر قلب,وألقاها مرة في مهرجان المحبة ومرة في مكتبة الأسد بدمشق,ومرة أخرى في المغرب..إلخ..‏

كتاب الشنطة المتنططون من مؤتمر إلى مؤتمر,مقتنصين فرص غيرهم من الأدباء,ظاهرة تدل على فساد ثقافي خطير يجب محاربته..‏

وأخيراً,لماذا كل هذا البذخ والترف في معظم المؤتمرات الأدبية التي تعقد في فنادق خمس نجوم,وفيها ترف طعامي خيالي..‏

أليس أفضل للثقافة تقليص هذه النفقات الاستعراضية ودعم الثقافة بشكل فعلي عن طريق صرف هذه الأموال الطائلة في نشر الكتب والترجمات القيمة?‏

ولا بد من تذكر الكاتب الياباني الرائع واسمه (نوبو أكي نوتوهارا) الذي ألف كتاباً عن العرب,وذكر أنه صعق من ترف المؤتمرات الثقافية التي ينظمها العرب وأدهشته المفارقة بين البذخ الأسطوري لهذه المؤتمرات,وبؤس وضع الكتاب والكاتب العربي!‏

وقال:في اليابان لا يمكن حدوث مثل هذه الأشياء كيف تبددون المال على هذه الشكليات بدل دعم الثقافة بشكل حقيقي?.‏

مؤتمرات أدبية ظالمة,هذا ما أقوله ومئات الكتاب غيري وأحمل الجهات الرسمية مسؤولية إنصاف الأدباء,وطرح أسمائهم للمشاركة في هذه المؤتمرات..وتقليص تنطط كتاب الشنطة من مؤتمر إلى مؤتمر.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 13/09/2006 00:46

هذا أيضا تساؤلي التقليدي ولسنوات عدة, فما فائدة الندوات التي يحضرها نفس الكتاب ولايقبل عليها النظارة؟ وحتى طلبة الجامعة نادرا ماأراهم في قاعة المؤتمر حتى لو كانت الندوة من صميم دراستهم. ربما كانت هذه الندوات من عطاء السلطان لجوقة الثقافة ليس إلا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية