نقاط عديدة تتعلق بالكشف المبكر عن تشوهات الأجنة وأسباب حدوثها وطرق الحماية منها وتدابير المرأة الحامل..
مجال حوارنا مع د. جميل أسعد طالب الأستاذ في كلية الطب والاختصاصي بالتوليد والجراحة النسائية والعقم الذي أشار في بداية حديثه إلى القفزات الكبيرة في مجال التشخيص وخاصة في موضوع الحمل الذي ساعد فيها (الايكو) لحل الكثير من المشاكل.
فقد كانت التشوهات لا تكتشف إلا وقت الولادة كما هو الحال أيضاً لنوع الجنين ووضعيته...الخ من الأمور المتعلقة بالجنين والأم.
وفي إجابته حول سؤالنا الأول: متى يمكن الكشف عن وجود التشوه لدى الجنين؟ قال: يتوجب على المرأة الحامل اجراء ثلاثة كشوفات على الإيكو أثناء الحمل ، المرة الأولى تكون في الأشهر الأولى من الحمل وذلك بهدف تشخيص الحمل وملاحظة إن كان طبيعياً أم أن هناك مشكلات مثل التشوهات التي يمكن كشفها في الشهر الثاني من الحمل حيث يكتمل تكون الجنين مع نهاية الشهر الثالث ولذلك يفترض الاطمئنان على سلامة الجنين.
أما الكشف في الثلث الثاني من الحمل فهو ضروري لمعرفة جنس الجنين وتطوره بينما يفيدالكشف في الأشهر الأخيرة من الحمل لتحديد نمو الجنين ووضعيته (رأسي، مقعد، معترض) والاطمئنان على ملحقات الجنين وهذا يساعد المرأة الحامل في تدبر الأمور قبل حدوث أي مشكلة.
- كان سؤالنا الثاني لماذا تشوه الأجنة أو تصاب، بمعنى ما الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟
- - هناك العديد من الأسباب لكن أكثر الأسباب اتهاماً هي الانتانات التي تحدث أثناء الحمل (التورج) وهي مجموعة من الأمراض الانتانية قد تصيب الحامل وتحدث التشوهات وفي مقدمتها ما يسمى بالعامية (جرثومة القطة) وهناك الحصبة الألمانية وحمى مضاخمة الخلايا والسخونة ذات الأعراض الشديدة علماً أن أي انتان يصيب الحامل يؤدي إلى تشوه وهناك الكثير من الأمراض الانتانية تصيب الحامل لا تكون واضحة وتكون أعراضها خفيفة بحيث لا تنذر بالخطر.
أما الأسباب الأخرى فهي تعرض الحامل للأشعة وهي تختلف عن الايكو الذي لا يحدث تشوهات أبداً.
وأيضاً تناول الأدوية وخاصة في الأشهر الأولى حيث ينصح بعدم اعطاء الحامل أي دواء إلا (الفولك أسيد) وهو يعطى لتحسين فقر الدم وللوقاية من تشوهات العمود الفقري والرأس فهناك أدوية لا تعطى نهائياً أثناء الحمل لأنها تسبب تشوهاً بنسبة 100٪ منها الأدوية السرطانية ، الأدوية المضادة للديدان وبعض أدوية الالتهابات.
الأكثـر شيوعاً
- السؤال الشائع ما التشوهات الأكثر شيوعاً لدى الأجنة؟ وما تصرف الأهل حيال اكتشاف التشوه؟
- - تظهر التشوهات في الأشهر الأولى ويفترض كشفها في هذه المرحلة.. وأكثر ما نشاهده من خلال ممارستنا للمهنة هي (التشوهات العصبية) مثل انعدام الجمجمة حيث يوجد وجه ولا يوجد دماغ وهناك حالات استسقاء الرأس (ماء ضمن رأس الجنين) وأخرى تسمى (الشوك المشقوق) أو القيلة الدماغية والمقصود فيها انفتاح الأنبوب العصبي وبهذه الحالة على الأغلب يصاب الطفل بعد الولادة مباشرة بالشلل.
وأيضاً هناك تشوه يسمى بالقيلة السحائية وهذه الإصابة فيها خطورة يفترض معالجتها مباشرة بعد الولادة عن طريق الجراحة العصبية.
بعد كشف التشوه
- متى يجب أن تبدأ الحلول أثناء الحمل أم بعد الولادة في حال اكتشاف التشوه؟
- - في بعض الحالات يصعب معالجتها مثل انعدام الجمجمة ويفضل في مثل هذه الحالة إنهاء الحمل مباشرة.... ونحن في الولادة لدينا شخصان يجب أن نحافظ على سلامتهما (الأم، الجنين).
أما في حالات استسقاء الرأس قد لا ننصح بإنهاء الحمل مباشرة لكن لابد من الرقابة.
التشوهات البسيطة مثل شفة الأرنب أو ما يرافقها من احتمالات انشقاق قبة الحنك وتشوهات بالجهاز التنفسي.. هنا لابد من العلاج بعد الولادة مباشرة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى تشوهات يسببها (تنافر الزمر) حيث تكون الأم سلبية والجنين إيجابياً وإذا لم تأخذ الأم إبرة يصبح للأم أضداد تؤدي إلى انحلال دم الوليد.
ولهذه التشوهات حالات شديدة وحالات خفيفة تظهر على شكل فقر دم حاد بعد الولادة.
ومع ذلك هذه الحالات لا تستدعي إنهاء الحمل وحالياً يوجد علاج سريع حيث يمكن نقل الدم للجنين وهو داخل بطن الأم.
وسائل التشخيص
- سؤالنا الأخير كان حول وسائل التشخيص ونسب التشوهات من خلال الممارسة للمهنة؟
- - الايكو وسيلة مهمة جداً للتشخيص والآن الايكو الرباعي هو الأحدث في كشف سلامة الجنين والأم وفي حالات الشك بوجود مشكلة يوجد أيضاً طريقة بذل السائل الأمينوسي وهناك طريقة أخذ الخزعة وكل ذلك يوضح وجود تشوه أوعدم وجوده.
بخصوص نسب التشوهات هي تختلف حسب نوعها وحالياً التشوهات الصبغية هي الأكثر شيوعاً بينما انحسرت أمراض الانتانات نتيجة اعطاء اللقاحات.
وفي كل الحالات على المرأة الحامل أن تتوجه للفحص الدوري وفي حالات الشك لابد من استشارة الطبيب وعدم الاستهانة بأي مرض مهما كان بسيطاً.