في اليوم العالمي لهجرة الطيور .. أنشطة وفعاليات لحماية النسر السوري
دمشق محليات الإثنين 14-5-2012 عادل عبد الله يصادف الثاني عشر والثالث عشر من أيار اليوم العالمي لهجرة الطيور، ويأتي هذا العام تحت شعار «علاقة الطيور بالناس من المناحي الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية».. كما أعلنته الجهة المنظمة لهذه الفعالية «الاتفاقية الدولية لحماية الطيور المائية المهاجرة الأفرو آسيوية».
وبينت وزارة الدولة لشؤون البيئة أن الطيور لم تكن منذ آلاف السنين مصدراً غنياً للغذاء فقط، بل رمزاً قوياً للحرية والقيم الروحية، والسوريون من أوائل الشعوب التي استخدمت الطيور لتمثيل العلاقة القوية مع السماء، وكانت تمثل الكثير من الأفكار التي جسدها السوريون بأشكال مختلفة فنياً، واجتماعيا،ً واقتصادياً، فالنسر دليل القوة، والعزة، والتجدد، والقدرة على السيطرة، كما أن الحمام دليل السلام، ومشاهدة كل نوع من الطيور في الأحلام له تفسيره الخاص في التراث الشعبي السوري. لكنها وللأسف فإن إنسان العصر الحديث بدأ يخرب بيئته، ولم يترك حتى الطيور تنعم بموائلها براحة وأمان، فقام بتخريب موائل الطيور، وتجفيف أو تلويث البحيرات التي ترتادها أثناء هجرتها، وقضى على العديد من أنواع الطيور بعمليات الصيد الجائر، كما ساهمت عمليات القضاء على العديد من الفرائس التي تلاحقها الطيور الجارحة في قطع السلاسل والشبكات الغذائية التي تضمن استمرار حياة العديد من أنواع الطيور، مما أدى إلى تهديدها أو انقراضها.
وتقوم الوزارة بأنشطة وفعاليات متعددة حيث أطلقت هذا العام النسر السوري كطائر عام 2012 لتسليط الضوء أولاً على أهمية الطيور الجارحة في التوازن الحيوي، وتحفيز المجتمع على حماية التنوع الحيوي بشكل خاص والبيئة السورية عموماً، ولاشك أن اختيار النسر السوري له أهمية خاصة فهو الطائر الذي رافق الحضارات المتعاقبة في سورية منذ بدء التاريخ وحتى أيامنا هذه، وبالتالي فهناك مسؤولية أخلاقية للناس في المحافظة عليه وحمايته، وصون موائله، والحفاظ على فرائسه، كخطة متكاملة للحفاظ على البيئة السورية التي يتربع النسر السوري على قمتها الهرمية في التسلسل البيئي، وصونها، وتركها معافاة للأجيال القادمة، تماماً كما تركها لنا أجدادنا منذ آلاف السنين.
كما أطلقت الوزارة التقرير الوطني للاتفاقية الدولية لحماية الطيور المائية المهاجرة الأفرو آسيوية، ومن الأنشطة الأخرى ما قامت به مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة، التي تشارك مديرتها في اللجنة العليا للحملة، في وضع النسر السوري ضمن مواضيع الفعالية الخامسة للطفولة والبيئة، والتي استخدم فيها الأطفال مخلفات منزلية من علب فارغة، وجرائد ومجلات قديمة، وأطباق كرتونية لنقل البيض، في تصنيع مجسم للنسر السوري. وتنفذ وزارة البيئة مجموعة أخرى من الأنشطة التي تهدف إلى حماية النسر السوري، والطيور المهاجرة والمقيمة، والبيئة السورية التي نعتز بها، ونحبها، ونعمل بجد ونشاط للمحافظة عليها.
|