واطلع الوفد الذي يضم إعلاميين من أقنية تلفزيونية وإذاعية ووكالات أنباء وصحف مختلفة إضافة لعدد من الخبراء السياسيين خلال الزيارة على المدينة القديمة ووثقوا الدمار الذي طال أبرز معالمها الأثرية جراء اعتداءات تنظيم «داعش» الإرهابي قبل اندحاره من المنطقة.
وقال الصحفي الكسي ايفليف معد ومقدم برامج في قناة «إن تي في» الروسية في تصريح لمراسل سانا بتدمر: سررنا كثيرا بزيارة تدمر ذات التاريخ العظيم لكن يؤسفنا هذا الدمار الذي لحق بهذا الإرث الإنساني الكبير معبرا عن سعادته البالغة لوجود خطة بالتعاون بين روسيا ومنظمة اليونيسكو للمساهمة في عمليات الترميم المطلوبة للصروح الأثرية في تدمر.
وأعرب إيفليف عن الثقة بأن يقوم خبراء الآثار السوريون بمساعدة نظرائهم من روسيا بأعمال الترميم المطلوبة للمدينة الأثرية التي حاول الظلاميون طمس حضارتها وثقافتها الإنسانية.
من جانبه لفت المراسل الحربي يفغيني بادويني إلى أن مدينة تدمر الأثرية لها قيمة تاريخية وحضارية لا يمكن لأحد الاستغناء عن زيارتها كما أنها تعد جوهرة تاريخية للإنسانية جمعاء متمنيا البدء بعملية ترميم آثارها التي خربها أعداء الثقافة البشرية مؤكدا «أن الدول الغربية وفرت المال والسلاح للمجموعات الإرهابية لتدمير الصروح الأثرية في تدمر بينما لم تقدم شيئا تجاه إعادة إعمارها».
وبينت الكاتبة والمحللة السياسية المختصة بالشؤون الدولية آرينيا سوبونينا أن تنظيم «داعش» الإرهابي المحظور دوليا قام بتدمير حضارة تعتبر ملكا للإنسانية كلها وأن بقاء أساس لهذا الإرث الحضاري المدمر يساعد كثيرا على ترميمه.
من جهة ثانية كشف مدير آثار حمص المكلف إدارة آثار تدمر حسام حاميش أنه سيتم مطلع تشرين الثاني المقبل البدء بترميم وتأهيل معبد بعل شمين الأثري في تدمر بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» بعد تعرضه للتخريب من قبل إرهابيي تنظيم «داعش» قبل دحرهم من المدينة.
وذكر حاميش خلال زيارة الوفد الروسي لمدينة تدمر أن معبد بعل شمين الشهير سيكون الأول من جملة المعالم التاريخية المتضررة بالمدينة التي سيتم العمل على ترميمها وصيانتها وذلك بالتعاون مع منظمة اليونيسكو بكوادر وخبرات وطنية ودولية.
وأشار حاميش إلى أنه توجد دراسة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف حول إعادة ترميم وصيانة متحف تدمر الوطني الذي طالته يد اعداء الثقافة الإنسانية الذين حولوه قبل تخريبه الى ما تسمى «محكمة شرعية».
وأقدم تنظيم «داعش» الإرهابي عام 2015 على تفجير معبد «بعل شمين» الذي يقع في الحي الشمالي من مدينة تدمر وذلك انسجاما مع فكره الظلامي المعادي للحضارة الإنسانية وتراثها العريق.
يشار إلى أن معبد بعل شمين بني عام 32 ميلادية وكان مخصصا لإله الكنعانيين سيد السموات وإله الخصب والمطر بتدمر وتم اكتشافه في الفترة ما بين عامي 1954 و 1956 ويعتبر هذا المعبد الوحيد من نوعه الذي بقي محافظا على شكله الأصلي اذ يتألف بناؤه من الحرم وساحتين شمالية وجنوبية تحيط بهما الأروقة وجبهة مثلثية وتضم المذبح وغرفة المائدة إلى جانب العناصر الزخرفية في تزيين المعبد المليء بنقوش وكتابات جعلت منه معبدا يختلف عن المعابد الرومانية.