لافتة الى أن سلطات الاحتلال تعمل ومنذ صعود حكم اليمين العنصري الحاكم في الكيان الصهيوني بزعامة بنيامين نتنياهو على التهجير القسري وتجفيف الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار ضمن سياسة ممنهجة تحمل في جوانبها الكثير من الأشكال والأساليب الاستعمارية من طرد قسري للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم وحرمانهم من مصادر المياه وترهيبهم عبر مناورات عسكرية بالذخيرة الحية والعتاد الثقيل بين منازلهم، ومنعهم الاستفادة من شبكات الكهرباء التي تغزو سماء تجمعاتهم وبلداتهم في طريقها الى المستوطنات والمعسكرات الصهيونية المقامة على أراضيهم، بالإضافة الى قطع الطريق على اي محاولة لتحسين حياة الفلسطينيين في الاغوار عبر إطلاق يد عصابات المستوطنين لتنفيذ عمليات تخريبية ضد ممتلكات المواطنين ومنشآتهم وبإسناد وحماية جيش الاحتلال، موضحة أن استماتة نتنياهو للبقاء في سدة حكم الكيان المحتل جعلته يزيد منسوب جرائمه الاستيطانية لاستمالة المزيد من أصوات مؤيديه في اليمين العنصري الارهابي الذي يدعم الاستيطان.
ونوهت الخارجية الفلسطينية بالدعم الاميركي اللامحدود الذي يتلقاه نتنياهو ويرتكزعليه في إطلاق وعوده وتنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية، وهذا هو سياق ما كشف عنه الاعلام الصهيوني بشأن عقد جلسة استفزازية لحكومة الاحتلال في الأغوار المحتلة لإقرار مجموعة من الإجراءات لتهويدها وضمها، في مقدمتها شرعنة البؤرة الاستيطانية المسماة بـ (مفوؤوت يريحو) الواقعة شمال مدينة أريحا، كخطوة باتجاه خلق حزام استيطاني فاصل يمنع أي توسع مستقبلي لمدينة أريحا وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية باتجاه الشمال، مشيرة الى أنها تدين اجتماع حكومة الاحتلال في الأغوار الفلسطينية المحتلة وما سينتج عنه من قرارات واجراءات استعمارية توسعية، فإنها تطالب المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف التغول الاستيطاني الاستعماري، وتطالب مجلس الأمن الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة بالدفاع عما تبقى من مصداقية لها، عبر الشروع الفوري في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2334.
الى ذلك لم تتوقف عنجهية الاحتلال عند هذا الحد المفضوح بل تعدت ذلك من خلال اعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الإدارة الأميركية ستعرض خطّتها لتصفية القضية الفلسطينية عبر «صفقة القرن» المشؤومة بشكل سريع بعد إجراء الانتخابات في الكيان الصهيوني المقررة غداً الثلاثاء.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال مجدداً خلال جلسة عقدتها حكومته في منطقة الأغوار الفلسطينية أنه سيقوم بضم مناطق في غور الأردن إلى سيطرة الاحتلال حال نجاحه بتشكيل الحكومة المقبلة.
بالتوازي جدد رئيس حكومة الاحتلال تهديداته تجاه قطاع غزة، زاعماً إعداد خطة عسكرية عدوانية ضد غزة لن يطرح تفاصيلها مشيرا الى ان الخطة العدوانية الجديدة لن تكون مثل الاعتداءات الثلاثة الاخيرة التي نفذها الاحتلال ضد غزة.
مزاعم نتنياهو هذه جاءت مع اعلان قوات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق قطاع غزة غداً الثلاثاء، بحجة إجراء انتخابات الكنيست الصهيوني, إلى ذلك توغلت آليات عسكرية إسرائيلية مسافة محدودة خارج جدار الفصل العنصري قرب معبر صوفا شرق رفح، وشرعت بأعمال تجريف في المنطقة وسط تحليق لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية، بالتوازي مع قيام جنود الاحتلال باطلاق الرصاص الحي تجاه المواطنين الفلسطينيين والمزارعين شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، دون وقوع اي إصابات، واعتقال أربعة فلسطينيين على الأقل من الضفة بينهم سيدة.