المطلقة التي يتمتع بها النجم «حسام تحسين بيك» سائلاً ضيوفه بشفافيته المعهودة، منتظراً إجابة استثنائية، وكأنه يريح ضيفه كي يدلي بدلوه، ويكون برنامجه بيتاً لأسرار النجوم.
برأيي هو نافذة مشرعة أمام من مكث بعيداً عن الأضواء، هارباً من السلطة الرابعة وعين إعلامها ورقيبها، لهم قد خصص برنامج «البيك» للمغيبين من أصحاب الفن العريق، أحفاد الفن الجميل بإعطائهم فرصة الظهور على شاشة «سما» الفضائية أسبوعيا، لينال البرنامج جماهيرية واسعة، وهنا لابد من الاعتراف أن هناك نسبة لا يستهان بها من عدد متابعي البرنامج الذي لم يكمل ثلاثة أشهر منذ بدء ولادته.
ليس بالأمر السهل أن يفعل معد البرنامج «محمد مقيد» كما المنجم من الذهب العتيق الذي لا يتغير مع تبدلات الزمن بل يحافظ على أصالته وعراقته رغم كل الضغوط، وهنا أعني النخبة من الوجوه السورية التي حلّت ضيوفاً خفيفة الظل فيه، كالموسيقار نعيم حمدي، صفوان بهلوان، بسام حسن، موفق بهجت، عصمت رشيد، فضل سليمان والاعلاميتين ماريا ديب ومنى الكردي.
النجم حسام تحسين بيك الذي اعترف أمام الإعلام في برنامجه بأنه لا يتقن فن تقديم البرامج لكنه ملم بالفنون جميعها وأن الملحن والكاتب والممثل الذي يسكنه هو ما ساعده لإثبات نفسه في برنامجه الذي تفوق على العديد من البرامج الحوارية التي تتسم بالتكلف والتصنع، فرغم بساطته إلا أنه أصبح ضيفاً محبباً للمتابعين، فكما بين في إحدى حلقاته «بأن الإعلامي ضيف يدخل البيوت فلابد أن يلتزم بأخلاقيات الضيف».
وإن قلنا إن البرنامج جمع أقطاب الفنون شاملة، فإنه حجز للموسيقا مساحة جمالية تضفي عليه رونقا خاصا بوجود فرقة موسيقية ترافق حلقاته، يترأسها عازف الأوكورديون المبدع وسام الشاعر، فنحلق في زمان الوصل بأغنيات الزمن الجميل المكلل بالذكر والمحبة والامتنان لله على زمن قد ولَّى سريعاً لكنه يسكننا ونشتاقه حدّ الثمالة.
تمر ساعة وربع من الوقت في برنامج يتشارك فيه الإخراج كل من «وهيب أبو دياب ومحمد معلا»، نشاهده وكأنه يحكي لنا «حدوتة» من أيام الخوالي، بصوت عذب وتقديم هادئ، بدءاً من شارة البرنامج بصوت البيك وهو يمشي في حارات دمشق القديمة ويحاكي تلك الصبية بأغنية قائلاً لها: «يا شام.. حاراتك مليانة ناس طيبة.. ع قلبي حبيبي.. يا شام يا أم الزنار الأخضر عبيره مسك وعنبر.. رجالك شهامة وكرامة عجبين الدهر بتنامي.. يا شام يا أم البطولة يا طاهرة يا خجولة يا زينة صبايا الدني يا حلم الطفولة».
وصولاً إلى نهاية لا ندري إن كان يحق لنا فيها أن نتساءل: ماذا أضاف النجم حسام تحسين بيك مقدم برنامج «البيك»، باعتباره لم يشارك في الإعداد شيئاً جديداً غير «اللقب»؟ وهل اختار بيك البرنامج، أم معد البرنامج اختاره كي يرفع نسبة المتابعة؟! وهنا يبقى الحكم للجمهور الذواق للفن الأصيل.