تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندمــا نرتقـــي بـ «أصـــل الكتابـــة ورحلـــــة الحــــرف»

ثقافة
الاثنين 16-9-2019
هفاف ميهوب

من تابع برنامج «أصل الكتابة ورحلة الحرف» حتماً تفاءل وتمنى بأن تكون برامجنا قد توقفت عن تكرارِ نفسها ولامبالاتها وعبثها، وبأن تكون قد ارتقت بثقافة مقدميها مثلما مضامينها..

لابدَّ أن يكون قد تمنى ذلك وشعر، بأن هناك من لايزال يسعى لتقديم ما يردّنا إلى أهمية أبجديتنا وعظمة حضارتنا، وباستدعاء ما استدعاه المؤرخ وباحث الآثار الدكتور «بسام جاموس» عبر برنامج قادنا من خلاله إلى ما يُغني ثقافتنا بمعرفتنا. المعرفة التي أعادنا إلى أولى أبجديتها، ومن خلال بحثه في تطور فن الخط العربي وأنواعه واقترانه بالزخرفة والابتكارات اللغوية والمعرفية، لدى الأقوام والممالك والحضارات الإنسانية.‏

إنها المعرفة التي ارتقت بنا وبـ «التربوية السورية» وعلى مدى ثلاثين حلقة تربوية - ثقافية.. حلقات برنامجٍ كان من أعدّه وقدم فكرته, الفكرة التي حوّلها المخرج «ممدوح توتنجي» إلى سيناريو يعتمد على التمثيل والتعليقات.. تمثيل النص التاريخي والتعليق عليه اعتماداً على معلومات ولقاءات مع المهتمين والمختصين، إضافة إلى الوثائق الموجودة في المديريات والوزارات والمتاحف والمكتبات..‏

نعم.. هذا ما اعتمد عليه برنامج أبى «جاموس» ورغم معلوماته وأبحاثه الموسوعية، إلا أنه يدعمه بمصادره ومراجعه التي منها الباحثون باللغات القديمة، وعلماء اللغات والكتب والمجلات المحلية والعربية والمترجمة الى اللغة العربية والأجنبية..‏

باختصار، ولأن مهمتنا إلقاء الضوء على ما نحتاجه يرتقي بمتابعينا وفضائياتنا، ويُغني معرفتنا بحضارتنا ويؤكد على أهميتها في حياتنا.. لأنها مهمتنا، لن نخوض فيما تناولته كل حلقة من حلقات البرنامج، وسنكتفي بقول الدكتور «جاموس» ولدى سؤالنا له عن مضمونه وفكرته:‏

«برنامجي يبدأ منذ الإشارات الأولى. أي، منذ أكثر من مليون عام للإنسان القديم، في فترة ما قبل التاريخ حتى اللغة العربية.‏

تضمنت الحلقات أيضاً.. اللغة الأكادية والسومرية والأوغاريتية والفينيقية والآرامية والسريانية والمسند والنبطية والأرمنية والاشورية ووووو.....‏

أما عن فكرة البرنامج، فكانت بسبب أهمية وضرورة مواجهة الحرب الثقافية التي تُشنُّ علينا والتي هي أخطر أنواع الحروب. أيضاً، لأن أبجديتنا ولغتنا وآثارنا وتراثنا هم هوية هذه الأمة وشخصيتها، ومصدر اعتزازها بماضيها وحاضرها ومستقبلها..‏

إنه ماأردت تأكيده بالوثائق والشواهد، وما أردت تقديمه لأقول فيه لأجيالنا خاصة: تاريخُ وآثار وحضارة سورية، هم بيتي ووطني وإنجاز عمري. أنا العموري، الكنعاني، الآرامي.. ابن الحضارة السورية التي هي أمانة في أعناقنا جميعاً»..‏

في النهاية نقول: أيكفي كل هذا لنطالب فضائياتنا، بالتركيز أكثر وأكثر على البرامج «التربوية والتعليمية والثقافية»؟. على كلِّ ما يرتقي بعقولنا ومعرفتنا، ويُمكِّننا من تخطي انعكاسات الحرب، وبيقظةٍ فعالة ومضيئة وحقيقية؟..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية