تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حلب ذاكرة الأيام

ملحق ثقافي
21/3/2006م
فادية مصارع

كتاب ألفه المؤرخ عامر رشيد المبيض فيه يتحدث عن تاريخ مدينته وعنها قال:« مدينة عربية منذ صاغتها يد الله من حجر أشهب،

فهي المدينة الوحيدة في عالم الإسلام الذي لايزال تاريخ الإسلام فيها يبدو للعيان ويبهجُ الناظر إلى جانب حضارته العظيمة فهو تاريخ منقوش بالحجر الأشهب الذي يأتلق بضوء الإبداع وصلابة الخلود معاً، وهو تاريخ يمكن قراءته حياً في المكان والزمان، وفي العقل والقلب،مضمّخاً بالطيب، مكللاً بالغار، الى جانب قلعتها سار أبو الأنبياء إبراهيم الخليل، ومنها استمدت حلب اسمها يعتبر الكتاب أول متحف متجول عن مدينة حلب يضم ذاكرة المدينة الحضارية، ففي حلب شاء التاريخ أن يتكلم، واختار متحفه الحي ونقش في مغاوره وحجارته وصروحه عبقريات الأمم . إن أصول ملحمة صراع إله الرعد والبرق الحلبي« حدد» مع إله البحر« يم»‏

تعود في أصولها إلى الأدب الأموري الشفوي وهذا يدعم فكرة أن حلب كانت مركزاً ثقافياً تجمع فيه التراث الشفوي الأموي القديم، ذلك التراث الذي انتشر في كل أرجاء المشرق ومنه الى اليونان القديم. المئذنة الخسروية: ارتفاعها 82م وهي أول مئذنة بحلب تبنى بهذا الشكل، حيث ألغيت المظلة المطرية، فالمآذن العثمانية لها شكل أسطواني مدبب، وطولها سامق مع تعددها في بعض المساجد. وفي عمارة سنان باشا- في الفتر العثمانية الأولى- نجد المآذن أقرب الى الشكل الأسطواني لكن بأضلاع متعددة وقمة مخروطية. يتألف رأس المئذنة من الجوسق والقلنسوة المخروطية المغطاة بطبقة رصاصية وفوقها التفاحات ثم الهلال النحاسي، تميزت المآذن العثمانية في عهده برشاقتها وارتفاعها. المئذنة في جامع الخسروية مزخرفة بالمقرنصات والبرامق الحجرية والمزوقات باللونين الأصفر والأسود وبلاط القيشاني. طريقة سنان باشا الإنشائية لتصميم القبة لها غرض واحد هو توحيد فراغ المصلى تحت سيادة التطويق المطلق للقبة الكبيرة. فالقبة لها معنى رمزي، إنه فراغ ديني يجعل الفرد يشعرُ بالقدرة الكاملة لله سبحانه وتعالى. وقد وضع كل جهده لمحاولة الذهول مباشرة تحت القبة الرئيسية في كثير من عماراته المسجدية أما الزخارف فكانت حسب نظريته ترمز الى السماء، لذلك فضّل عدم استخدام الخزفيات على السطح الداخلي للقبة، واعتمد على التزيينات المعتمدة على الكتابات القرآنية، كتب على القبة المركزية من الداخل أسماء الله الحسنى، وزينت شبابيكها من الأعلى بقطع القيشاني الجميلة، وفي الزوايا الأربع وضعت أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة على كل زاوية لها. محراب القبة: نجد في المحراب أول مقرنصة وأول محراب قبلية مقرنصة وقد وضع على جانبي المحراب كلمتي (الله- محمد) ويعتبر محراب جامع الخسروية من أكثر المحاريب زخرفة وألواناً، لكن طاسته خالية من المقرنصات، أما المساجد العثمانية الأخرى فمحاربيها لها مقرنصات. المنابر: تميزت المساجد العثمانية الأولى بزخارفها الحجرية وألوان المرمر المتعددة، وهي مرتفعة تناسب ضخامة القبلية. معمار سنان في حلب في حلب جلنا مع المؤرخ/ مبيض/ وتوقفنا عند أروع ما أنجزه سنان باشا من مساجد ومدارس وتكايا وخانات. ولد سنان باشا 0941م. وهو تركي الأصل ورحل عن عمر يناهز المئة 8551 بعد أن قام بعمل ضريح لنفسه تعلوه قبة صغيرة،مخلداً أعمالاً انتشرت في العالم الإسلامي، كانت مصدر إلهام لتلامذته تجربة سنان الأولى كانت في المباني العسكرية، وأول عمل قام به المهندس التركي هو إنشاء جسر فوق نهر بروت، ما دفع السلطان لتعيينه كبير المعماريين في البلاد كان استاذاً كبيراً في بناء القباب، وتنسيق المساحات العسكرية وعبقرياً في بناء القباب المركزية وأول أثر معماري ظهر له في حلب هو جامع الخسروية الذي بنى في زمن خسرو باشا عام 159 هـ /4451-5451م. ومدرسة الخسروية طليعة اعمال خارج الدولة العثمانية لدى وصولنا الى الجامع توقفنا في صحنه وتبين لنا أن جزءاً من المدرسة الخسروية بني على أنقاض المدرسة الأسدية التي بناها أسد الدين شيركوه، وبعد أن توفي خسرو باشا 4551م أكمل ابنه 6551م منشأة والده وهيأها لتكون وقفاً (ج غودوين) يقدم هذا الجامع كأحد أول الأعمال الهامة لمهندس العمارة سنان باشا، كما يؤكد حضوره الى حلب. تاريخ الكتابة الوحيدة 359هـ/5451م ومن المرجح ان يكون التاريخ استكمال المدرسة نفسه، لأن سنان باشا لم يكن في حلب قبل/8351/ فالتنفيذ التقني والتصميم الغريبين عن حلب يستدعي بالضرورة وجود مهندس عمارة عثماني.للجامع ثلاثة مداخل تفضي الى صحن الجامع (غربي، شمالي، شرقي). الأروقه ومدخل القبلية: تعددت أروقة صحن الجامع، وأصبحت تدور حول الصحن. يوجد أمام القبلية رواق من خمس فتحات، وخمس أقواس تستند على ستة أعمده، الفتحة الوسطى من الأروقة الخمسة تعد ممراً الى القبلية وعلى طرفي الرواق مصطبة تشغل فتحتين وفي وسطها محراب. يوجد نص محفور ضمن الحجر يعود تاريخه الى سنة /359هـ/5451 م. وفوق باب القبلية ذات الأعمدة يوجد فسحة عليها نصف كتابة نصف دائرة بخط نسخي عثماني وبأحرف كبيرة. الكتابة الشعرية المحفورة في المكان نفسه تعود للعام نفسه ومنها بيتان للشعر: حرمُ التقوى الذي مَنْ أمَّهُ فهو في أمن به قد حرسا معبد في حلب تاريخه مسجد مشرف قد أسسا‏

تعليقات الزوار

لولو |  moq222@hotmail.com | 09/05/2006 12:46

تسلموا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية