هذه الأسس بنى عليها الباحث و الخبير محمد أحمد عيد محاضرته الذي قدمها في جمعية أصدقاء سلمية و جاءت بعنوان « مهارات في تهذيب السلوك الاجتماعي «.
ركز الباحث عيد على تنمية مهارات التواصل لدى الأفراد في مختلف مراحلهم العمرية و أماكن تواجدهم فهي حسب رأيه ميزة هامة من مميزات المجتمعات الحديثة معتبرا أن المجتمع السعيد هو المجتمع التواصلي الذي ينشغل أفراده ببناء الصداقات فيما بينهم و يشاركون بالمسؤوليات الاجتماعية و هذا يؤدي إلى تطوير و تهذيب مهارات أخرى كالمسايرة و الحوار و مهارة تحمل المسؤولية التي تساعد على تماسك المجتمع فالعلاقات الإنسانية الاجتماعية تمنح شعورا بالأمان و السعادة للجميع .
و حدد الباحث الوحدة العضوية بين السلوك المهذب و مستوى الوعي و الثقافة فهو علامة من علامات التمدن و الرقي كما أن السلوك الإيثاري يقوي الصلات بين الأفراد و يعزز تعاونهم و تعلقهم بقيم الخير و الحب و الحق و الجمال
و قد تعمق عيد بطرح الدوافع في الطبيعة البشرية و وضعها كمحرك رئيسي في بحثه فهو يرى بأن الإنسان يتعطش للمدح و التقدير بمقدار خوفه من النقد الهدام لهذا ينبغي عدم جرح كبرياء الآخرين و أحاسيسهم و يجب فهم وجهات نظرهم و محاولة رؤية الأشياء من منظورهم لمعرفة كيف تعمل عقولهم و لماذا يفعلون ما يفعلونه و لنتمكن من الربط بين ما نريده و ما يريدونه . فالنقد و الإدانة و الشكوى سلوك سهل يفعله معظم الناس أما ألتسامح فيتطلب تميزا و قدرة على ضبط النفس
و شدد الباحث على الالتزام بقواعد السلوك المتحضر كأساس لنشر الرقي في المجتمع و تعزيز مشاعر الود و الألفة بين الأفراد و أشار إلى أن ثقافتنا تضم موروثا غنيا من القواعد المجاملات و اللياقة و أدب السلوك المتعلقة بآداب التحية و المصافحة والتقديم و التعارف و الحديث و الاستماع و المتابعة حيث تأخذ المجاملات صورا و أشكالا متعددة منها التهاني و التبريكات و الزيارات و التعازي و تبادل تقديم الهدايا و التذكارات
و قدم نماذج عملية معدلة لما ينبغي أن تكون عليه تلك القواعد من خلال حالة تفاعلية استعملها المحاضر محمد عيد مع الحضور لاقت استحسانهم و قبولهم الإيجابي و أضفت نوعا من المرح و السرور على أجواء المحاضرة مؤكدا على ابتعاد ما أمكن عن المبالغة في أي حالة من حالات السلوك السابق لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج سلبية غير مقبولة . باختصار إن ما تقدم هو صياغة جديدة للقيم و السلوك كحاجة نهضوية لابد منها لإعادة البناء المجتمعي.