جمعية أجيال فوق الأزمات ولها من اسمها نصيب، رغم عمرها الذي لم يتجاوز السنتين، فقد أشهرت في 12/5/ 2015 واستطاعت أن تجد لها مكانة بين جمعيات المجتمع الأهلي، وتكون لها بصمتها المميزة في دعم المرأة لتحافظ على تماسك عائلتها، ورفد المجتمع بإنتاجها الذي تفوقت به في السوق المحلي.
ومن باكورات أعمال الجمعية، وبمناسبة أعياد رأس السنة والميلاد المجيد، أقامت الجمعية بازارها الخيري الأول في قاعة كنيسة الصليب المقدس، بمشاركة عدد من الجمعيات التي تسعى إلى نشر المحبة بين الناس بتقديم بعض مستلزمات الأعياد بأسعار تنافسية.
ضم المعرض منتجات يدوية متنوعة لسيدات سوريات مبدعات، منها الحلويات والأكسسوارات وبعض المشغولات اليدوية، إضافة لمساهمة الرسامة العالمية ازدهار قسيس في تقديم بعض اللوحات، ويعود ريع البازار لدعم مشروع الجمعية بإنشاء»بيت إسعافي لإيواء الأطفال المشردين» وتقديم الخدمات اللازمة لهم من دعم نفسي والأمان والرعاية الصحية.
وتبين د.نهلة اسحق رئيسة جمعية أجيال فوق الأزمات أن دور المرأة في بناء أسرة متماسكة بات حاجة ملحة في ظل الوضع الراهن، مادفع بالجمعية للسعي إلى تمكينها اقتصاديا، وهذا البازار الخيري فرصة لتظهر المرأة مهاراتها في المجالات كافة، وتحقيق دخل ينهض بأسرتها ويحقق لها العيش الكريم، وحمايتها من العنف الذي قد يمارس عليها من جراء الضائقة الاقتصادية.
وترى رئيسة جمعية النادي الأدبي النسائي ماري ورد لوقا أن ثقافة المرأة وتطوير مهاراتها والاهتمام بالأطفال هي أهم أهداف الجمعية التي تسعى إلى تحقيقها منذ تأسيسها في العام 1920 على يد ماري عجمي، فالعمل والثقافة والاستقلال الاقتصادي يمنح المرأة الثقة والقوة في بناء أسرة متماسكة، وقد عرف عن المرأة السورية مهارتها وثقافتها ورعايتها لعائلتها وقد أظهرت كفاءة عالية في ظل الظروف القاهرة التي مرت بها البلاد.
ومن جهتها بينت مها نصير نائب رئيسة الجمعية أن إمكانات المرأة ومهاراتها في تنفيذ المشاريع الصغيرة التي توكل إليها كبيرة جدا، لذا نعمل على تمكينها ودعمها للمحافظة على الأسرة من الضياع، ونعمل على كفالة الطلاب لمتابعة تحصيلهم العلمي حتى الدرجات العليا للمساهمة في بناء جيل مثقف واع على قدر المسؤولية.
وتؤمن د.منى هواويني عضو مجلس إدارة في النادي الأدبي النسائي أن تمكين المرأة ثقافيا وفكريا واقتصاديا يساهم في رفع مستوى المجتمع كاملا وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة، وتتحول عند ذلك المرأة من متلق للإعانات إلى عضو فاعل في المجتمع تبني أسرة متماسكة وقوية، وترفد السوق بمنتجات عديدة تعود عليها بالفائدة المادية والمعنوية في آن.
ومن المشاركين في السوق الخيري فتيات بعمر الورود يقدمن الحلوى من صنعهن، مساهمة منهن لنشر الفرح في أعياد المحبة عيد الميلاد ورأس السنة واختارت اسما لمنتجاتها « لوز وسكر».
بينما يقدم الصيدلي اسكندر لوقا مساحيق التنظيف وبعض المستلزمات المنزلية بصناعة يدوية لتقديمها لسيدات المنازل بأسعار منافسة، وجودة عالية.
هو التكافل الاجتماعي الذي اعتاد عليه الشعب السوري في مناسباته كافة لتعم الفرحة والسعادة في كل بيت وعلى وجه كل طفل، ولم تستطع الأزمة والحرب أن تفتت نسيجه المتماسك أو تحط من عزيمته في بناء البلاد من جديد.
أبناؤنا أبناء الحياة، يعملون، يقاتلون العدو، يتابعون تحصيلهم العلمي، يبنون البلاد بالمحبة والعطاء والتضحية في جهود لاتعرف اليأس أو الهزيمة، طوبى لشعب صامد يزرع خيرا ويحصد انتصارا ويرسم دروب المستقبل المشرق، أعياد سعيدة، والجميع بألف خير.