فالمهرجان فرصة لتبادل وتنمية الخبرات والتجارب الشعرية بين الشعراء الكبار والمخضرمين والشباب، وأيضا لتعليم أشبال الشعر في المدينة السير على خطى من سبقهم فهومدرسة شعرية يستفيد منها الجميع.
في هذا العام أي عندما بلغ المهرجان عامه الـ26 وصل إلى محطة اللقاء مع جمهوره قبل نهاية العام بأيام قليلة، جاء في برد كانون ولكن جمهور سلمية الوفي لم يدع البرد يفسد حرارة اللقاء فكان حضوره مميزا دافئا، فهذه شيمه وقيمه التي تربى عليها منذ أكثر من ستة آلاف سنة مضت حينما أدمن الثقافة والشعر ومازال.
ضيوف المهرجان هذا العام قلة ولكن كانوا حالة نوعية وإضافة جميلة له وهم الأديب صقر عليشي والدكتور محمد سعيد العتيق والشاعر مصطفى الصمودي، وقد قدموا قصائدهم في يوم الافتتاح بينما تم توزيع المخضرمين على أيام المهرجان الأربعة وهم: (أيمن رزوق، مهتدي غالب، رضوان السح، نضال الماغوط، سالم ابراهيم،حسين ديوب، فائق موسى، أما الشعراء الشباب هم سوسن شتيان، ميساء سيفو، ريم فرحة، أحمد الشيخ ياسين، سوسن خضر، غيثاء نيوف، أمين حربا، نزار فخور، إيمان شربا، ماهر القطريب، وليم القطريب)، وشارك أيضا الشاعر خضر العكاري وحيدا من جيل الكبار من شعراء سلمية وقد قدمت الأمسيات الزميلة الإعلامية كنانة ونوس بمشاركة الشاعر محمد عزوز.
أغلب الشعراء ألقوا قصائد ونصوصاً نثرية وبنسبة أقل قصائد تفعيلة وخليلية هذا له أسبابه المتعددة والمتنوعة بالنسبة لتطور الحالة الشعرية في سلمية قد نطرحها ونعالجها في مقالات لاحقة ولكن كانت السوية العامة جيدة وفي تطور مستمر وقد تطرق الشعراء إلى مواضيع إنسانية ووطنية وعاطفية لامست مشاعر الحضور بقوة وجسدت شعار المهرجان «يغني الشعراء حب الوطن والإنسان».
ولكن ومن مفارقات المهرجان غير المفهومة لهذا العام أنه لم يأت بجديد على صعيد التنظيم وطريقة اختيار الشعراء والنصوص فلماذا تأخر إذاً؟! ولماذا لم يقدم أي مكافأة أوتعويضا ماديا للمشاركين وتم الاكتفاء بتقديم بطاقة تكريم؟! ولأي سبب تم تقديم اثنتين من بطاقات التكريم لمديرية ثقافة حماة ومركز سلمية الثقافي على عمل المفروض أنه عمل اعتيادي وهوإقامة مهرجان للشعر ؟! ثم أين المهرجانات الأخرى: القصة والتراث والمسرح لماذا غابت هذ العام؟!