تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مذكرات من أوراق ثورة مغدورة

ثقافة
الثلاثاء 5-2-2013
جلس نزيه أبو نضال (غطاس صويص) المناضل الأردني في حركة فتح ساعات طويلة مع محاوره ورفيقه وصديقه زياد منى يستذكران تجربتهما الثرية في حركة فتح، خصوصًا في بداياتها في الأردن.

نزيه أبو نضال، الوطني الأردني القومي العربي الفلسطيني تحدث في هذا الكتاب عن تجربته مذ ترك مقاعد الدراسة في جامعة القاهرة ليلتحق بالعمل الفدائي، كما كان يعرف وقتها، والتحق بصفوف الفدائيين أولاً في الهامة بغوطة دمشق ومن بعدها في معسكر منعم في العراق ومن بعدها إلى الأردن. نزيه أبو نضال توقف عند محطات أساس في مسيرة العمل الفدائي وتكلم بصراحة عن إيجابيات تلك المرحلة وسلبياتها، عسكريًا وتنظيميًا وفكريا، فكان لابد من أن يقود القضية الفلسطينية وحركتها الوطنية إلى ما هي عليه الآن من ضياع وتشرذم وهزائم.. إلخ. الأمثلة التي قدمها نزيه أبو نضال نماذج كانت تسري في جسد العمل الفدائي، سلبًا أو إيجابًا، تمكن القارئ من الاطلاع على تفاصيل حالة الحركة الوطنية الفلسطينية في تلك الرحلة، وشهادة تحتاج إلى إثرائها بشهادات مناضلين آخرين في حركة فتح يتناولون الموضوع برؤية أخرى، من دون مساحيق تجميلية يحاول البعض من مزوري التاريخ، طمس معالمها كما كانت حقًا.‏

المحاور، زياد منى، الذي التحق بحركة فتح بعد رفيقه وصديقه، وقبل مجازر عمان والأحراش في عام 1971/1970 لم يكتف بطرح الأسئلة فقط بل أثرى الكتاب بتعليقاته، ومناقشاته الإشكالية أحيانًا، وبسرد محطات من تجربته في الحركة في الأردن ولبنان وألمانيا الشرقية حيث كان لفترة قصيرة نائبًا لمدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في برلين الشرقية (سابقًا)، بصراحة متناهية ومن دون مجاملة أو غياب النقد الذاتي ما جعله يسمي تجربته (من مشروع ثورة إلى أكذوبة فلسطينية) حوت كثيراً من المسكوت عنه إلى يومنا هذا.‏

الكتاب شهادة من الداخل عن مرحلة من تاريخ حركة فتح التي قادت العمل الوطني الفلسطيني، كتبها للمرة الأولى مشاركون في العمل الفدائي بهذه الدقة والصراحة المتناهية، وليس مؤرخين أضاعوا وقتهم ووقتنا بالبحث في وسائل التضليل المعروفة، ولذا فإنها شهادة على العصر، بكل ما تحمله الكلمة من معنى تفيد الأجيال القادمة في تعرف حقيقة أوضاعنا حينذاك، وأسباب الانحطاط الذي تعانيه الحركة الوطنية الفلسطينية الآن، ما يساعد المناضلين في الاستفادة من إيجابيات تلك التجربة الفذة وتجنب سلبياتها، في الطريق إلى تحرير فلسطين واستبدال فلسطين الحرة العِلمانية بالكيان الصهيوني العنصري الغاصب، والزائل لا محالة بفضل تضحيات المناضلين العرب ذلك أن قضية فلسطين قومية عربية، بل القضية القومية بلا منازع، رغم أنف المنهزمين والمتخاذلين والمترددين، من العرب أينما كانوا.‏

***‏

- نزيه أبو نضال: مذكرات من أوراق ثورة مغدورة.‏

- حاوره: زياد منى‏

- إصدار: شركة قدمس للنشر والتوزيع ش م م. بيروت، لبنان.‏

- الطبعة الأولى 2013. 336 صفحة من الحجم المتوسط.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية