منصبة نفسها محامياً للشيطان وباذلة ماء وجهها الذليل وحبر أقلامها الرخيص للدفاع عن عدو امتهن العدوان والاحتلال والبلطجة.
ربما لم يكن في أحلام الصهاينة يوم جاؤوا لاحتلال أرضنا وتدنيس مقدساتها وقتل وتشريد أهلها واقتلاع أشجارها وسرقة مائها، أن بعض العرب سيلتمسون لهم العذر ويقفون في موقف الدفاع عنهم كما يفعل بعض العملاء ممن يواظبون على الظهور المخجل في قنوات التضليل، لدرجة أننا بتنا أقل حساسية تجاه ما يبثه الإعلام الصهيوني بالمقارنة مع ما يبثه أعلام النفط والغاز السعودي القطري الذي يملك حشدا من الكذابين الحاقدين ممن لا هم لهم ولا شغل سوى تشويه الحقائق وبث الأخبار الكاذبة وتقديم التحليلات البعيدة عن الواقع بهدف التأثير على المواطن السوري وإضعاف قدرته على الصمود والمواجهة وجعله رهينة الإحباط واليأس.
فقد ثابر إعلام «الصهاينة العرب» خلال الأيام الماضية على تقديم رواية تخدم وتبرر العدوان الإسرائيلي المدان على مركز جمرايا عبر القول أن طائرات العدو استهدفت قافلة عسكرية تنقل أسلحة متطورة لحزب الله في لبنان، بالرغم من أن الإعلام السوري قدم أدلة وصوراً لا يرقى إليها الشك حول استهداف منشأة مدنية تعنى بالأبحاث العلمية وليس قافلة عسكرية.
ولو افترضنا جدلا أن العدوان الإسرائيلي استهدف قافلة تنقل أسلحة لحزب الله، فإن ذلك يؤكد ويثبت ما عكفوا على نفيه والتشكيك فيه طوال سنوات وهو أن سورية دولة مقاومة وممانعة تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وبالتالي فإن كل من يعتدي عليها أو يحاول النيل من مواقفها هو جهة معادية للمقاومة وهو أقرب للحلف الصهيوأميركي العدواني.
إن وقوفهم هذا إلى جانب إسرائيل وتبرير عدوانها يضعهم في صفها، وليس محامي الشيطان أقل سوءاً من الشيطان نفسه، ما يجعلهم شركاء على قدم المساواة بالعدوان على سورية وشعبها.