تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا يرتكز إلى معطيات اقتصادية حقيقية.. سعر الصرف وهمي في السوق السوداء الدمشقية .. وهي لا تشبه نظيراتها في محافظات عديدة

دمشق
مصارف
الثلاثاء 5-2-2013
علي محمود جديد

ما يزال سعر صرف الدولار يصول ويجول في حقل التسعين ليرة منذ أسابيع عديدة ويختال بنفسه ضمن هذه الحظيرة الوهمية التي لا تُعبّر عن قيمته الحقيقية، فهو سعر ينتفخ كالبالون المشبع بالهواء،

ولذلك مهما تضخّم وبدا منتفخاً فهو ليس أكثر من جسم فارغ يضيق عما حوله بحجمه الوهمي الكبير، ولكن ما إن يوخز بإبرة صغيرة حتى يتقلّص هذا الانتفاخ ويعود السعر المنتفخ إلى حجمه الطبيعي الصغير، ولكن يبدو من الصعب العثور على هذه الإبرة حالياً التي تتوارى في كومة قشٍّ أعدّها متلاعبون يستثيغون المضاربة بالعملات غير آبهين بمصلحة الوطن أمام جشعهم وأطماعهم، فمن الآن وإلى أن يتم العثور على الإبرة سنبقى في هذه المتاهة الوهمية التي تصوّر لنا سعر الصرف على غير حقيقته.‏

فما معنى أن يكون سعر صرف الدولار اليوم في سوق سوداء دمشق بحدود (93) ليرة سورية، في حين لا يتجاوز الخمسين ليرة في بعض الأسواق السوداء في بعض المحافظات، كما هو الحال في دير الزور مثلاً، فيما لايقيمه أحد من أرضه في محافظات أخرى..؟!!‏

المسألة وما فيها ليست أكثر من لعبة قذرة لابدّ لها أن تنتهي ويعود هذا الدولار إلى الدناءة التي هو عليها وإلى حجمه الطبيعي المنخفض بعد أن سعت إلى نفخه عدة عوامل مصطنعة من قبل بعض الأشخاص والمؤسسات والحكومات والدول، التي نذرت نفسها لمقاتلة سورية وتخريب بناها ومقدراتها، وتحطيم مواقفها المشرّفة، ولكنها خسئت.. ولن تستطيع إلى ذلك سبيلا.‏

على كل حال تابع مصرف سورية المركزي رصده المتأخر لتحركات سعر الصرف على مختلف الجبهات، ونقصد بذلك السوق السوداء وأسعار المصرف المركزي وكذلك أسعار التجاري السوري وشركات الصرافة، وذلك من خلال تقريره الأسبوعي المتأخر الذي بدأ يزحف – على ما يبدو – مقترباً بسرعة سلحفاتية مما يجري على الأرض، فبدلاً من نصف شهر أو عشرين يوماً فاصلاً بين الزمن المرصود في التقرير، والزمن الذي نعيشه فعلياً لاحظنا أن هناك تقليصاً ملحوظاً للمساحة الزمنية لتقترب أكثر نحو الزمن القائم، ففي 28 من شهر كانون الثاني جاء تقرير المركزي راصداً للفترة الممتدّة من 12 إلى 18 من الشهر ذاته، أي بفارق لا يتعدّى العشرة أيام، وهذا مؤشر إيجابي بالتأكيد نأمل أن يكون بداية للوصول إلى انطباق زمن التقرير مع الزمن القائم.‏

وقبل الولوج في تفاصيل هذا التقرير نشير إلى أن المركزي اكتفى بالإشارة إلى أسعار السوق السوداء في تقريره والحديث عنها بشيء من الوضوح على مدى أسبوعين فقط ليعود التقرير اليوم إلى سابق عهده حيث أشاح الطرف عن هذه السوق التي استطاع أن يثبتها ويجعل أسعار الصرف فيها شبه مستقرة تتأرجح في حقل التسعين، وهذا ما رآه بعض المحللين النقديين والمصرفيين لوسائل إعلامية حيث أشاروا إلى أن مجال تغيرات أسعار الصرف بقي ضمن هامش مقبول نسبياً، في مثل هذا الحصار الاقتصادي الذي تعيشه سورية وشعبها، معتبرين أن ارتفاع سعر صرف الدولار القائم حالياً هو ارتفاع وهمي وليس طبيعياً ولا حقيقياً، فهو لا يرتكز إلى معطيات اقتصادية حقيقية تصل به إلى هذا الحد، غير أن هذا السعر المشوّه سوف يبقى بهذه الصورة إلى حين إيجاد طريقة ما.. تمنع تجار السوق السوداء والمضاربين بالعملة من الظهور والتداول، إن بالقمع وبالتطبيق الصارم للأنظمة المرعية والقوانين، أم بإيجاد حل اقتصادي يقود هذه السوق إلى التلاشي والزوال.‏

المركزي يقترب في تقريره الأسبوعي من مواكبة الواقع ويعود لعدم الاكتراث بتفاصيل أسعار السوق السوداء‏

معطيات التقرير‏

على كل حال أوضح التقرير الاقتصادي الأخير لمصرف سورية المركزي بأن الدولار الأمريكي قد افتتح تداولاته تجاه الليرة السورية عند مستوى (79.04) ليرة، وأنهاها عند مستوى (79.51) مسجلاً بذلك ارتفاعاً قدره (47) قرشاً، بمعدل (0,59%)، كما افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة السورية عند مستوى (105.52) ليرات، وأنهاها عند مستوى (105.78) ليرات، مسجلاً ارتفاعاً قدره (26) قرشاً، بمعدل (0.26 %).‏

وعاد مصرف سورية المركزي من جديد للتذكير بأنه قد عمد منذ بداية شهر أيلول 2011 إلى تحريك سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بما يتناسب مع تحركات أسعار صرف العملات العالمية المكونة لوحدة حقوق السحب الخاصة، والتي تم ربط الليرة السورية بها منذ مطلع 2007 وبشكل يعكس حركة العرض والطلب المحلي على العملات الأجنبية.‏

كما أكد في تقريره من جديد على ما يقوم به منذ آذار عام 2012 لجهة اعتماده مبدأ التدخل في سوق القطع الأجنبي بائعاً وشارياً للقطع بهدف ضبط سعر الصرف وتأمين استقرار مستويات الأسعار في السوق إلى جانب وضع الضوابط اللازمة لتأمين بيع القطع الأجنبي عن طريق المصارف ومؤسسات الصرافة المرخصة وفق سعر الصرف الوارد في نشرة أسعار الصرف الصادرة عن مصرف سورية المركزي، والسعي للحد من تلاعب السوق السوداء والمضاربة على الليرة السورية، دون أن يتطرّق هذه المرة إلى أي رقم يجري تداوله في السوق السوداء، في حين كان قد ذكر في التقرير السابق أنه قد استطاع  المحافظة على استقرار سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء بحدود 90 ليرة بعد أن وصل إلى مستوى 106 ليرات خلال الفترة السابقة، ونحن في الواقع كنّا نتمنى الاستمرار في مثل هذه اللغة الشفافة، وباستعراض تفصيلي أكثر عن أسعار الصرف في السوق السوداء، ولكن يبقى مصرف سورية المركزي هو الأكثر علماً بالصيغة الأفضل.‏

التقرير الجديد (القديم) أشار أيضاً إلى قراره القاضي بالسماح للمصارف المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي ببيع القطع الأجنبي للمستوردين وفق سعر الصرف المعلن من قبل المصرف وبما لا يتجاوز نشرة أسعار الصرف الصادرة عن المركزي لأغراض التدخل وذلك بهدف تمكينهم من الدفع المسبق لقيمة البضاعة المنوي استيرادها ولتلبية الطلب على القطع الأجنبي لتمويل المستوردات عن طريق الأقنية المرخصة والحد من عمل السوق غير النظامية.‏

تحليل مراكز القطع: تراجع الطلب على العملات الأجنبية مع انخفاض طفيف بأسعارها‏

 دمشق – الثورة :‏

أوضح مصرف سورية المركزي في تقرير له أن تحليل مراكز القطع الأجنبي للمصارف المرخصة أظهر خلال الأسبوع قبل الماضي ارتفاعاً في نسبة المراكز المدينة بالدولار الأمريكي إلى إجمالي المراكز المدينة بالعملات الأجنبية إلى مستوى 78.01 % مقارنة بـ 72.19 % للأسبوع الذي سبقه، في حين سجلت نسبة المراكز الدائنة بالدولار الأمريكي إلى إجمالي المراكز الدائنة من جميع العملات الأجنبية ارتفاعاً إلى مستوى 26.32 % مقارنةً بـ 2.00% في الأسبوع الأسبق، وتجدر الإشارة هنا إلى تركز بقية مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية المرخصة بشكل رئيسي في العملات العربية.‏

ما يعني أن الطلب على العملات الأجنبية قد تراجع مع انخفاض ملحوظ وإن كان طفيفاً.‏

أما نسبة المراكز المدينة باليورو إلى إجمالي المراكز المدينة  بالعملات الأجنبية فقد سجلت انخفاضاًً إلى مستوى 10.61% مقارنةً بـ 11.42 %، كما سجلت نسبة المراكز الدائنة باليورو إلى إجمالي المراكز الدائنة من جميع العملات الأجنبية انخفاضاً إلى مستوى 8,48 % مقارنةً بـ 9.39 % للأسبوع الذي سبقه وذلك مع احتفاظ المصارف بمراكزها الدائنة باليورو على حساب تخفيض مراكزها بالعملات العربية الأخرى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية