وارتكب فيها الصهاينة مجزرة مروعة بحق سكانها وتهجير الباقين إلى لبنان وتحديداً إلى البازورية قرية السيد حسن نصر الله الذين ما زالوا يحملون وثائق ملكياتهم حملت عدة دلالات في غاية الأهمية.
التاريخ ١- أيلول ٢٠١٩ (يجب تذكر هذا التاريخ جيداً) وهو التاريخ الذي محت فيه المقاومة الخط الأحمر لأول مرة وهو الذي كان يعد قبل العملية قدس الأقداس بحيث لو تعرض للاختراق كان يكفي الصهاينة كذريعة لشن حرب شاملة ضد لبنان وتدميره لو كان ذلك في مقدورها في غياب توازن الردع كما كانت تفعل في السابق. إضافة إلى اختيار مستعمرة (اڤيڤيم - صلحا) لتكون فاتحة لعمليات استعادة القرى السبع.
وأهم ما في العملية العقابية أنها أنجزت - كما قال سيد المقاومة - ليس لأنه وعد وأوفى، بل لأنه أبلغ العالم و(إسرائيل) أن القوة والجهوزية اللتين تمتلكهما المقاومة كافيتان لأن يفكر المعتدي ألف مرة قبل الإقدام على أي حماقة من النوع الذي كانت ترتكبه قبل 2006. وبهذا أثبت أن الجنوب منطقة آمنة يسرح ويمرح فيها سكانها مقابل الرعب والهلع لدى سكان المستوطنات الشمالية في الأرض المحتلة والذين بدلاً من أن (ينضبوا) في الملاجئ هربوا إلى عمق 7 كيلو مترات إلى الداخل ومع ذلك لم يكونوا آمنين.
أعادت العملية من لبنان وليس من مزارع شبعا تثبيت قواعد الاشتباك وهي القواعد التي لم تلتزم بها إسرائيل كعادتها، وأصبح القرار 1701 يشمل العدو كما يشمل لبنان.
تسمية العملية باسم الشهيدين زبيب وضاهر اللذين ارتقيا شهيدين في عقربا السورية، ما يعني أن أي استهداف لعناصر المقاومة في أي مكان، لن يكون بلا رد مؤلم.
عرض العملية على شاشات التلفزة للعالم والإصابة الدقيقة لمدرعة (وولف) التي من المفترض أن تحمل على الأقل ثلاثة إلى ثمانية جنود أثناء اتجاهها صعوداً إلى ثكنة (اڤيڤيم) وإلحاقها بصاروخ آخر (كورنيت) وهو الصاروخ الذي دمر الميركاڤا في وادي الحجير لتأكيد الإصابة، ما يعني أن من فيها وقع بين قتيل أو جريح.
إن ما ادعاه نتنياهو أن النتيجة صفر خسائر بشرية، وحسب تعبيره (ولا خدش) تولى الإعلام العبري تكذيبه في تصوير عمليات النقل بالهليوكبتر إلى المستشفيات.
وهذا يعني أن كل وسائل الرصد الصهيونية وحتى الأقمار الصناعية الأميركية عجزت عن رصد المقاومين في وضح النهار، رغم كل الاحتياطات والتمويهات التي قامت بها (إسرائيل) على حدودها الشمالية.
لقد شكلت العملية رداً على الصهاينة العرب الذين كانوا يهولون بأن إسرائيل هي سيدة المنطقة وأن حزب الله مجرد مجموعات لا تقوى على الحرب وعلى حماية لبنان، كما أعادت تفعيل ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، التي سماها البعض المعادلة الخشبية.
يبقى الرد على المسيرتين اللتين استهدفتا الضاحية الجنوبية وفشلتا في تحقيق الهدف، فهو متروك للدراسة المتمهلة لكنه بالتأكيد سيضع حداً لعربدة الطيران الإسرائيلي المسير وغير المسير والذي كان يستهدف المواقع السورية من لبنان.
وهكذا فقد نتنياهو أوراقه الانتخابية التي جعلته غطرسته ينسى كل شيء في سبيل عودته إلى السلطة حتى لا يدخل السجن.
إن غداً لناظره قريب...