قبل أعوام انطلقت من أنقرة نظرية صفر مشاكل مع الجيران واذا بهم اليوم في تركيا يجدون ان رئيسهم تحول الى مشكلة بحد ذاته تمتد من سابع جار في الخارج الى الداخل حتى تصل الى النخاع الشوكي للحزب ...
لم يترك أردوغان مجالاً للسياسة في سياسة اسطنبول.. فالعقلية الاخوانية طغت و تدير كل الملفات وتتعامل حتى مع الدول الكبرى على مبدأ الأجير المتوحش فإما التفجير السياسي والميداني او انقلابه كميليشيا ارهابية على الطاولات السياسية ...
بالأمس هدد أردوغان الاوروبيين بفتح الأبواب للاجئين ... هل ستحلم انقرة بعد بالدخول الى الاتحاد الاوروبي؟... وهل بات التلويح بمفتاح الحدود ظاهرة تركية تخضع لهستيرية رئيسها بعيدا عن القانون الدولي؟..
لا يستطيع أردوغان بعد الآن ان يتبجح بالانسانية وهو الذي يستخدم اللاجئين كورقة ضغط على اوروبا وحجة واهية لإقامة المنطقة الآمنة المزعومة على الحدود مع سورية...
اذا كانت اسطنبول لفظته من انتخاباتها وادخلت السلطان أسوأ الصفحات في تاريخ تركيا فكيف له ان يحلم بمد اخواني له في ما يسميه المنطقة الآمنة خارج حدوده...
يحاول اردوغان مراقصة واشنطن في الشمال السوري ..لايصدق وعد ترامب لانه يعلم بأن الاميركي يأخذ ولايعطي فكيف اذا اخترق السلطان الاطلسي بالاس 400 التركي...يشك في حالة انتقامية ...
يرقص السلطان في الكرملن علّ بوتين يصفق له ولكن الابتسامة الروسية تبدو بروتوكولية طالما ان السلاح الجوي الروسي رافق السوريين الى ريف إدلب ..ورغم انه اشترى السلاح الروسي الا ان الكرملن صديق معتق لحلفائه لايعطي عدو صديقه الا من رؤوس شفاهه ..
وتجربة سوتشي وآستنة اثبتت للرئيس الروسي ان السلطان يلعب بالبيضة السياسية والحجر الارهابي ولايمكن تصديق مايقول ويفعل بعد آخر حرف من كل بيان يصدر في اجتماع او قمة
بين الاثنين موسكو وواشنطن يسقط أردوغان في حفره الداخليه والحفرة الاكبر اقتصادية ...الليرة التركية في تدهور والاستثمار الاجنبي ينفض من حول لسانه الدولي الغليظ ..
اصدقاؤه في حزب العدالة والتنمية درسوا جيدا رأس أردوغان ويكادون يخرجون من الحزب الى تشكيل حزب جديد ..ربما شعاره .. اذنا الملك ...كأذني أردوغان!