التي حاولت افشال أي جهد سياسي، فبعد أن اندحرت جميع التنظيمات الارهابية ومشغلوها من حلب ودمشق وغيرها من المدن المحررة، تعود المواجهة مرة جديدة الى آخر بؤرة لملمت شتات الارهاب في ادلب لكن بعكس ما كان يحسب، فالجيش العربي السوري هو الذي يتحكم بزمام الامور وهو صاحب الكلمة الأخيرة، وما حال من تبقى من ارهابيي إدلب إلا عمليات تصفية واغتيالات واعتقالات بالجملة، بينما تحاول واشنطن التمسك بالرمق الاخير لإرهابييها لتزيد من قوتهم المتهالكة فسعت بحجة الوضع الانساني في الحسكة الى تدريب مزيد من الإرهابيين، الامر الذي دفع بالحليف الروسي الى رفع لهجة التهديد ضد الاميركي بل ذهبت الى التخطيط في ايجاد السبل للقضاء عليه ودرء خطره.
وواصل الجيش العربي السوري تعبيد طريق الامان بانتصاراته لطرد من تبقى من الارهابيين والذين بدؤوا يستغيثون في ريف دمشق طالبين النجدة أمام ضربات الجيش، حيث كشفت مصادر ميدانية أن التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوري على أكثر من محور في منطقة بيت جن في ريف دمشق جعل التنظيمات الارهابية تستغيث طالبةً فتح باب التفاوض مع الجيش إلا أنه رفض ذلك عارضاً عليها تسليم المنطقة مقابل خروج الإرهابيين إلى إدلب دون أي شروط، فيما اكمل الجيش سيطرته الكاملة على تل الظهر الاسود ومزارع النجار بريف دمشق الجنوبي الغربي، وبهذا الانجاز تم السيطرة بشكل كامل على سلسلة التلال الممتدة من غرب قرية حينة شمال مزرعة بيت جن مرورا بسلسلة تلال بردعيا وكفر حور وبيت تيما شرقا وصولا حتى تل الزيات جنوبا وقطع طرق إمداد ارهابيي «جبهة النصرة» في مزرعة بيت جن وبيت جن.
فلول إرهابيي»جبهة النصرة وداعش «باتوا على علم تام أن مصيرهم سيكون محتوما بالهلاك امام تقدم الجيش العربي السوري الكبير، واولى هذه البشائر اتت من الحجر الاسود جنوب دمشق فبحسب المواقع التابعة للتنظيمات الارهابية بأن الإرهابيين باتوا يستغيثون بمناطق الجيش السوري في ظل قيام « داعش» باعتقال مجموعة من مسلحيه كانوا يُحاولون الهرب من مناطقهم، إلى مناطق تواجد الجيش السوري في حي الحجر الأسود، جنوب دمشق كما دارت اشتباكات بين المجموعتين الهاربة ومسلحي التنظيم في منطقة الأعلاف في حي الحجر الأسود قبل إلقاء القبض على المجموعة من قبل التنظيم .
وفي نفس مشهد ريف دمشق لكن من الغوطة بدأ الارهابيون بالتيقن أنهم لن يكونوا أكثر من حجر بيدق يحرك على مزاج من يمولهم الامر الذي دفعهم الى الموافقة على الاستسلام والخروج الى ادلب مع المماطلة في توقيت الخروج، فيما افادت مواقع تابعة لهذه التنظيمات عن وصول عدد من الحافلات التي من المفترض أن تقل عناصر «النصرة» المتواجدين في الغوطة الشرقية باتجاه إدلب، حيث وصلت الحافلات إلى معبر مخيم الوافدين في ريف دمشق، تنفيذاً لاتفاق لم تُعرَف بنوده حتى الآن ، فيما تزال الحافلات تنتظر في منطقة مخيم الوافدين، وأضافت المصادر أنه «ورغم وصول الحافلات، إلا أن خروج «النصرة» من المنطقة تأجل إلى وقت غير محدد بعد خلاف على خروج مدنيين إلى جانب «الارهابيين».
وبالتوجه الى جيرود في ريف دمشق أيضاً اختلف المشهد حيث غلبت المصالحة الوطنية عليه ومن المتوقع أن تشهد الفترة القريبة القادمة انخراط المدينة بالاتفاق وإخراج مسلحيها الى ادلب، حيث تشهد المنطقة سلسلة اجتماعات للوصول إلى تسوية كاملة بين الطرفين، ويقضي الاتفاق بحسب التسريبات على وقف إطلاق نار مدته شهرين «تحت الاختبار» قابله للتجديد، ويتم خلاله إخراج السلاح الثقيل والمتوسط من المدن ومنع المظاهر المسلحة وتفعيل المشافي وإدخال الدواء والمواد الطبية والخدمات إلى المدن كافة.
فيما تتخذ معركة ادلب التي أصبحت أكبر تجمع للتنظيمات الارهابية المنهزمة طريقاً جديداً في ظل تقدم الجيش السوري الكبير في ريفها، واستمرار التنظيمات بعمليات التصفية والاغتيالات والاعتقالات بالجملة لعناصره وقيادته دون استثناء، فقد استطاع الجيش السوري والقوات الحليفة التقدم داخل مزارع الزهراء والحاوية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد هجوم عنيف نفذته على مواقع المجموعات المسلحة على محور مطار أبو الضهور، حيث يهدف الجيش للوصول الى المطار وتحريره، الامر الذي دفع بالإرهابيين الذين أثبتوا انهم أوهن من بيت العنكبوت الى الهرب بسرعة تكاد تلامس لمح البصر، فالهشاشة التي تعاني منها كافة التنظيمات هناك سببها التشتت في القوة والاقتتال الداخلي بينها، فشكل تقدم الجيش السوري نحو ادلب رسالة مباشرة «للنصرة» وأخواتها بضرورة إيجاد منفذ للهروب من نيران الجيش السوري، خاصة أن ادلب خارج طاولة الأوراق الدولية وبالتالي فان الدول التي ستدخل في الاتفاقات سوف ترسوا على القضاء على من تبقى من الارهابيين في المنطقة لحفظ ماء وجهها المتآمر.
هذا الارهاب المتآكل والذي بدأ يتهاوى ويتلاشى على وقع انتصارات الجيش والحلفاء لن يكون له متسع من الوقت للعودة او التفكير بتوسيع عملياته التي تدعمها واشنطن في ظل رفع روسيا سقف التحذير للولايات المتحدة التي تناور في الوقت الضائع علها تعود لزعزعة الوضع مجدداً فهي تستمر بتدريب بعض الارهابيين في ريف الحسكة بحجة توزيع المساعدات الانسانية، حيث أكد فيكتور بونداريف، قائد القوات الجوية الروسية السابق، محاولات واشنطن التوسعية في سورية على انها ماهي الا لزعزعة الوضع هناك مجددا، كما اكدت موسكو انها ستساعد دمشق للتصدي لهذه المحاولات، فالولايات المتحدة لم تستطع الاعتراف بالهزيمة وان الارهاب بات على مشارف الانتهاء لذا فهي ستسعى لإنشاء رأس جسر لخلق البلبلة في سورية بحسب بونداريف وهو الامر الذي لن يسمح به في سورية وستواجه واشنطن وخططها لتذهب ادراج الرياح.