بالأمس القريب أقرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بذلك في وثيقة سرية سربها موقع ويكليكس واليوم شاهد آخر يؤكد الدور السعودي القذر في الحراك الإرهابي الذي تشهده المنطقة وهو الكاتب السعودي توفيق العباد الذي كشف عن أن السلطات السعودية وضعت خططا حديثة لاستثمار تنظيم القاعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية والتفجيرات المتنقلة التي تقودها جماعات من التنظيم تضم عناصر سعودية مسلحة داخل الاراضي السورية والعراقية واليمنية.
وقال الكاتب العباد في مقال له نشرته صحيفة الحجاز السعودية أمس.. ان عناصر القاعدة المسلحة متواجدة بكثافة عالية في الدول التي تصنف على أنها غير ودية مع النظام السعودي مثل العراق وسورية ولبنان.. وقد يطور النظام من دور العناصر القاعدية السعودية لجهة الدخول في مواجهات مسلحة ضد الجماعات الأخرى على خلفية طائفية ومذهبية تحت ذرائع واهية.
وأضاف.. ان تنظيم القاعدة دخل في نطاق السعودة والتأميم الشامل لارهاب الدولة حيث تبتعد عمليات القاعدة عن استهداف المنشآت الحيوية في الدولة السعودية وتعمل في الوقت نفسه على مضاعفة وتكثيف ارهابها في الدول الأخرى تحت ذرائع وحجج طائفية لاثارة الفتنة والفوضى فيها.
وأشار الكاتب الى أن العلاقة بين القاعدة ووزارة الداخلية السعودية بدت أكثر وضوحا خلال الازمة في سورية حيث كشفت أدبيات القاعدة في بلاد الشام وكتائب عبد الله عزام عن أن التنسيق لم يعد مقتصرا على الخطاب فحسب حيث امتد ليشمل التسليح والتمويل بصورة منتظمة اضافة الى ان تواجد عناصر من القاعدة في شمال لبنان يجري بتمويل سعودي بحت وانه يتم ايصال التمويل من السعودية لعناصر القاعدة وميليشيا ما يسمى الجيش الحر الى داخل سورية.
وأكد الكاتب السعودي في مقاله الذي حمل عنوان تأميم القاعدة سعوديا وجود العديد من الحقائق حول العلاقة الوثيقة بين تنظيم القاعدة والنظام السعودي الذي يمنع انعقاد أي جلسة محاكمة علنية لاي من قيادات القاعدة الميدانيين والمنظرين للتنظيم مشيرا الى أن السعودية تعتبر ملف القاعدة في الجزيرة العربية قضية سيادية ومن الاسرار الكبرى التي لايجوز للجمهور الاطلاع عليها.
ولفت الكاتب العباد الى ما نقله أحد المعتقلين في سجون وزارة الداخلية السعودية حول حبسه لمدة سبعة أشهر مع سهيل بن جاسم السهلي أحد قيادات القاعدة والملقب بياسين البحر قبل أن يسمع بأنه أصبح في شمال العراق موضحا أن السهلي تدرب في أفغانستان وذهب الى طاجكستان ثم عاد الى السعودية عن طريق الكويت حيث تم القاء القبض عليه على الحدود أيام تفجير الخبر سنة 1996 حيث حكم عليه بالسجن ست سنوات قضى منها سنتين في جدة وسنتين ونصف في الدمام قبل اطلاق سراحه في تموز 2002 ليظهر فجأة بعد الاحتلال الاميركي للعراق في شمال العراق وأصبح يطلق عليه اسم أمير المجاهدين العرب.
ورأى الكاتب السعودي أن المثير في قصة السهلي أنه قتل بعد يومين من بداية الحرب الاميركية على العراق وكأن هناك من أوعز له بأنه ثمة مرحلة جديدة وشيكة ستبدأ في العراق وأنه لا بد من حضور المقاتلين متسائلاً عن العلاقة الزمنية بين خروج السهلي من السجن وبدء الحرب الاميركية على العراق ومن ثم هجرته الفورية الى هناك.
واشار الكاتب العباد الى ما نشرته صحيفة الرياض في 27 آذار عام 2006 في مقال للصحفي السعودي فارس بن حزام المتخصص بقصص قيادات تنظيم القاعدة حول اطلاق السلطات السعودية سراح دفعة جديدة من معتقلي تنظيم القاعدة بينهم أشخاص تم سجنهم على خلفية تفجير السفارة الاميركية في كينيا عام 1998 وستة ضباط برتبة نقيب واثنان منهم في المباحث السعودية العامة لافتا الى وجود علاقة وطيدة بين رجال المباحث العامة في الدفعة والسهلي.
واعتبر الكاتب السعودي أن فرض السلطات السعودية عقوبات بحق صحيفة الحياة الدولية في اب 2007 بسبب كشفها هوية أحد قادة تنظيم القاعدة السعوديين في العراق يحمل دلالات خاصة لجهة التأكيد على العلاقة المشبوهة بين وزارة الداخلية السعودية والقاعدة مشيرا الى أنه تم منع بيع نسخة جريدة الحياة في جميع مدن السعودية بأمر من وزارة الثقافة والاعلام التي فرضت حظرا على توزيع الصحيفة اثر نشرها تقريراً حول سعودي يدعى محمد الثبيتي باعتباره من كبار المسؤولين في جماعة دولة العراق الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ولفت الكاتب الى وجود روايات عديدة تؤكد وجود علاقات خفية بين مسؤولين سعوديين وقيادات القاعدة وفي مقدمتهم أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يدير التنظيمات الفرعية في العراق والدول المجاورة مشيرا الى أن الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودية للشؤون الامنية على تواصل مع القيادات الجديدة التي لم ترتبط بتجربة أفغانستان حيث خرجت تنظيمات قاعدية جديدة ذات توجهات طائفية واضحة وتوجه عملياتها لانظمة وتنظيمات على خصومة مع النظام السعودي.
وتساءل الكاتب.. كيف خرج مئات عناصر القاعدة الى العراق في أوقات متقاربة وهل يعقل أن أجهزة الامن السعودي لم ترصد حركتهم ونشاطهم وخصوصا أن أغلبهم كانوا في أفغانستان لافتا الى أن العديد من عناصر القاعدة خرجت من السجون السعودية بأفكار جديدة تضع فكرة الخروج على الحاكم جانبا وتستهدف الانظمة المصنفة بأنها على خصومة مع آل سعود تحت عناوين أخرى طائفية مشيرا الى أن هذه النزعة مستمدة من كتابات مشايخ الوهابية الموجودين في الداخلية السعودية الذين أعادوا رسم خارطة وترتيب قائمة الخصوم في تأكيد واضح على أن خطابا وهابيا طرأ على أداء وسلوك تنظيم القاعدة.
وختم الكاتب مقاله بالقول.. ان الطائفية اليوم هي امتياز سعودي وهابي خاص جرى تصنيعها في غرف وزارة الداخلية السعودية بغية تحقيق اصطفاف سياسي وشد العصب الطائفي نحو النظام السعودي الذي يخسر سياسيا ولا يملك من أدوات التعبئة سوى الخطاب الطائفي الذي يمكن عبره محاربة خصومه وتنظيم المجموعات المسلحة في عمليات عسكرية ضد الانظمة الأخرى.