تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرئاسة الأميركية.. مسألة أموال

عن موقع: legrand soir
ترجمة
الأربعاء 2-5-2012
ترجمة : سراب الأسمر

وصل باراك أوباما عام 2008 إلى سدة حكم الولايات المتحدة الأميركية، لأن اللوبي الاقتصادي واللوبي المالي كانا يحتاجان إلى دم جديد على غرار الإمبريالية الأميركية المتعددة الجنسيات ،

ليحل محل المغضوب عليه جورج دبليو بوش وخلفه المختار جون مكين ، وثبتوا أقدامه بتمويلهم لنفقات حملته الانتخابية التي كلفتهم ملايين الدولارات . تحدّث صحفي أميركي كان قد أجرى تحقيقاً حول فوز جورج بوش الثاني على آل غور عام 2000 عن ديمقراطية الولايات المتحدة باعتبارها «أفضل ديمقراطية تُشرى بالمال », نظرية ثبتت صحتها من خلال الحملة الانتخابية لعام 2008 حيث بلغت نفقات الحملة رقماً قياسياً والذي يحتمل أن يتم تجاوزها في انتخابات 6 تشرين ثاني من العام 2012 ؛ حملة قد تكون الأكثر كلفة في التاريخ, إنها مسألة مليارديرية فعلية .‏

تخضع التمويلات العامة في الولايات المتحدة لمراقبة صارمة على نقيض التمويلات الصادرة عن مناطق أخرى من العالم. حيث سمح قرار صادر عن المحكمة العليا للشركات والأفراد والنقابات ، بدعم مرشح ما مع مراعاة بعض الشروط الملزمة للمرشح ، كما وحددت المحكمة ذاتها سقف العطاء المقدم مباشرة للمرشحين إلى2.500 دولار ، لكن من الممكن الالتفاف حول هذا الأمر من خلال مساهمات مقدمة للجان العمل السياسي التي لا تخضع لأي التزام شفاف . وهكذا يرى الممولون سجادة حمراء تنبسط تحت أرجلهم الأمر الذي يساعدهم على تمويل الحملات والاشتراط على المرشحين أوباما و رومني . كذلك تدخل ممثلون كثيرون لتجديد ولاية أوباما أمثال دي نيرو في نيويورك وجورج كلوني في كاليفورنيا ، وذلك بدعوة الرئيس إلى حفلات عشاء غير مكلفة : أربعون ألف دولار ، والهدف من خلف ذلك تقديم ستة ملايين دولار لتمويل حملة أوباما في العام 2012 ، لكن التمويلات الأساسية تأتي من صناعة الاتصالات ومن المسرح والثقافة ، عمالقة مايكروسوفت ، كومكاست ، غوغل ، تايم وارنر وكذلك جامعات كاليفورنيا وهارفرد وستانغورد ، وبالنهاية بعض شركات النفط وبعض البنوك التي لم يتم استدعاؤها بعد ، لكن قد يأتي دورها للتدخل في الحملة .‏

إن أغنى مانح لأوباما هو الصناعي الروسي الأصل لين بلافاتنيك الذي أجزل في عطائه حتى بلغ 1.10 مليار ، لكن هذا الأخير ليس بخيلاً اذ قد تبرع أيضاً لحملة رومني ، كما يوجد بعض المانحين الأسخياء الآخرين من بينهم بيتر لويس مدير شركات التأمين المتطورة ، والمدير السابق ل غوغل إيريك سميدت ( ستة مليارات دولار) والممول جون دوير ب 2،2 مليار .‏

حاكم ماساشوست الملياردير ميت رومني الذي كان يفترض أن يكون مرشحاً متحداً جمهورياً نراه يحظى بدعمين رئيسيين : غولدمانساتش ، مجموعة الائتمان السويسرية ، مورغان ستانلي ، هيغ كابيتال ، برايس ووتر هاوس كوبرز وأيمك كورب ، وهي شركات المال الأميركية الأساسية . وإن كانت شركة غولدمانساتش الداعمة الأولى ل رومني إلا أنها الداعمة التاسعة عشر أيضاً لأوباما وهذا حسب إحصاء الجماعة الانتخابية الفيدرالية الصادرة مؤخراً . أما أغنى مانح ل رومني فهو رجل المال جون بولزون ( الذي دفع أكثر من مليون دولار لذاك ) ويتبعه دونالد برين الذي جمع ثروته من خلف العقارات ثم الناشر سام زيل .‏

عملياً كسب ميت رومني جولة خلال سباقه للترشيح للرئاسة الأميركية بفضل جمعه مبلغ 43.2 مليون دولار من خلال لجنة العمل السياسي ، وسبق متنافسيه إذ صح التعبير ـ الذين من بينهم نيت غرينغريتش ( الذي لم تتجاوز حملته ال 19 مليون دولار ) وريك سانتوروس الذي انسحب رسمياً . أوباما من جهته جمع 160 مليون دولار ، لكنه يحتاج إلى أكثر من ذلك المبلغ لإمكانية مقارنته بخصمه. هذا وقد قدّرت عدة مراكز دراسات أميركية أنه قد يصل إنفاق الجمهوريين والديمقراطيين في هذه الحملة إلى الست مليارات دولار تقريباً ، أما من سيصل إلى سدة الحكم فسيحتاج إلى جبل من الدولارات ، وفي هذا الوقت سيستمر عدد من المخبولين بانتظار تقديم الديموقراطية الأميركية باعتبارها النموذج الأكثر تقدماً ؟؟!! .‏

 بقلم : كابيتن مارتين‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية