تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العمليات السرية الإسرائيلية في إيران بين تقارير الصحافة والتنصل من المسؤولية

موقع:MONDIALISATION.CA
ترجمة
الأربعاء 2-5-2012
ترجمة: حسن حسن

نقلاً عن ضباط كبار في الاستخبارات الاسرائيلية رفضوا الإدلاء بأسمائهم، كذبت المجلة الأميركية «تايم ماغازين» ما جاء في الصحيفة البريطانية الواسعة الانتشار «الصنداي تايمز» من أنه وفي غضون الأشهر الأخيرة «تضاءلت عمليات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» السرية في إيران، بما فيها عمليات الاغتيال المنظمة.

المفارقة أيضاً أن صحيفتي «التايمز» و«التايم» تناقضت مع نفسها. ففي عددها الصادر في 25 آذار الماضي، أكدت «الصنداي تايمز» أن الاستخبارات الإسرائيلية قد كثفت من أنشطتها السرية في القاعدة العسكرية الايرانية بارشين، لإيجاد - على حد زعمهم- أدلة مادية ملموسة تثبت أن ايران تصنع أسلحة نووية. وقد تمت هذه العمليات الاستخباراتية في وقت كانت تتفاوض فيه ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذه الأخيرة كانت تحاول الضغط للحصول على إذن من الايرانيين بزيارة الموقع ذاته، أي قاعدة بارشين العسكرية.‏

وفي مقالة أخرى بعنوان (الولايات المتحدة تضاعف من مهامها الاستخباراتية والتخريبية في ايران) نشرتها صحيفة (The Hill) في التاسع من شهر نيسان، وهي تؤكد المعلومات الواردة في صحيفة الصنداي تايمز. (ذاهيل) أشارت إلى أن ثمة تزايداً للعمليات السرية التي تقوم بها الاستخبارات الأميركية (السي آي ايه) في جمهورية ايران الإسلامية، وكذلك عمليات حلفائها في المنطقة. وبما أن إسرائيل هي الحليف الأهم للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. فقد أوكل إليها المشاركة الفعالة في مهام وعمليات التخريب تلك.‏

ونقلاً عن صحيفة «واشنطن بوست» يروي كارلو مينوز في صحيفة «ذاهيل»: وكالات الاستخبارات الأميركية ضاعفت من مهامها التجسسية والتخريبية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني، في حين كانت طهران تستعد لعقد جلسة مباحثات في استنبول - تركيا مع مجموعة 5+1، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن زائد المانيا.‏

فضلاً عن ذلك السي آي ايه ووكالات استخبارتية أخرى ضاعفت من عملياتها التخريبية في ايران الهادفة لعرقلة النشاط النووي الجاري في البلاد. ولبلوغ هذه الغاية. أوكلت السي آي ايه لشركائها من الاستخبارات الأخرى في المنطقة مهمة تجنيد عملاء تقوم بعمليات التخريب في الأراضي الايرانية.‏

أضف إلى ذلك، أن الخلاصة التي انتهت إليها «واشنطن بوست» أن «النشاط الاستخباري» هذا، قد استخدم لزيادة العقوبات الاقتصادية ضد ايران بهدف الاضعاف من عزيمتها لمواصلة البرنامج النووي.‏

وعليه، فإن التقريرين السالفين الذكر يلقيان على نحو قطعي ظلالاً من الشك على مصداقية تقرير صحيفة «التايم» المنشور في 30 آذار، والذي جاء بعنوان الموساد، قلص من عملياته السرية في ايران.‏

لكن، ما يسترعي الانتباه في تلك الروايات المتناقضة لمجلة «التايم» ليس تناقص الأنشطة السرية للموساد الاسرائيلي في ايران، وإنما طبيعة العمليات نفسها سواء الاغتيالات أو الهجمات، التي روتها مجلة «التايم» بطريقة مبتذلة للغاية.‏

فطبقاً لما جاء على لسان الضباط الاسرائيليين، يشمل التناقض مروحة واسعة من العمليات، ليس فقط المهام التي تستهدف الاغتيال وعمليات التفجير في القواعد العسكرية الايرانية واطلاق الصواريخ، وإنما أيضاً جمع المعلومات وتجنيد العملاء داخل البرنامج النووي الإيراني.‏

ودون أدلة مؤكدة، اتهمت اسرائيل وباستهتار ايران بأن هي من تقف وراء الهجمات بالقنابل التي وقعت مؤخراً في تايلاند والهند، والتي لم ينجم عنها ضحايا، وإنما سقوط خمسة جرحى، وهذه الأعمال وصفت بهجمات ارهابية. في حين وصف تقرير مجلة «التايم» الآنف الذكر، عمليات الاغتيال والهجمات بالقنابل التي اقترفتها اسرائيل في إيران بأنها لاتعتبر أعمالاً ارهابية. وهذا له علاقة واضحة بازدواج المعايير.‏

وشدد المقال على الهدف المنشود لتقليص الهجمات والاغتيالات، ولاسيما النتائج المسيئة «لصورة اسرائيل أمام الرأي العام» إذا مااعترف التقرير أن الموساد متورط في اغتيال ايرانيين، وأنها ارتكبت هجمات داخل الأراضي الايرانية، فالطبيعة الجرمية لهذه الأعمال لم تذكر البتة.‏

ممثلون غربيون عن الاستخبارات أكدوا لـ «التايم» أن المخابرات الايرانية ألقت القبض على خلية مدربة ومجهزة من الموساد والاعترافات المفصلة التي أدلى بها ماجد جمالي فاشيد السنة الماضية للتلفزيون الرسمي الايراني كانت حقيقة، وحسب هؤلاء الممثلين، هذه الاعترافات لها علاقة باغتيال العالم المختص في المجال النووي، مسعود علي محمدي الذي قتل في انفجار قنبلة ألقاها راكب دراجة في كانون ثاني 2010 لكن هؤلاء الممثلين أنحوا باللائحة على دولة شرق أوسطية لكشفها عن وجود هذه الخلية، وفي هذه الحالة، فإن الخسائر المترتبة على صورة اسرائيل أمام الرأي العام ستكون محدودة مقارنة بالمصداقية الايرانية، لكن هذا يمكن أن يتغير إذا ماألقت ايران القبض على اسرائيلي أو وجود أدلة أخرى كمقاطع فيديو أو جوازات سفر مزورة تشير إلى وجود عملاء للموساد كما حصل في فندق دبي حيث تمت مصادرة أسلحة وقد عثر على محمود المبحوح مقتولاً في غرفته في كانون الثاني 2010.‏

إن هذه التقارير المتناقضة بالنسبة إلى كم العمليات السرية في إيران يمكن أن تؤكد أن اسرائيل والولايات المتحدة تقومان بالخداع والاغراق بالمعلومات في إطار الارهاب النفسي. لكن ماحدث أنه في 10 نيسان، أعلنت الحكومة الايرانية عن توقيف مجموعة ارهابية مدعومة من اسرائيل، دون اعطاء مزيد من التفاصيل.‏

وإذا ماصح قول الجمهورية الايرانية الاسلامية أنها ألقت القبض على اسرائيلي أو أن لديها «أدلة أخرى» كما ورد في مجلة «التايم» فإن هذا من شأنه أن يضاعف من «مصداقية طهران» وبالمقابل، سوف يصيب بالأذى «صورة اسرائيل أمام الرأي العام».‏

 بقلم: جولي ليفسك‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية