|
|
المناورات البحرية الروسية - الصينية .. وداعاً للقطبية الأحادية !! شؤون سياسية وهي تسعى إلى تطوير هذه الشراكة وتعزيز التعاون العملي بين الجيشين ورفع قدرتهما على مواجهة التهديدات ، وإظهار قدرتهما في الحفاظ على السلام والاستقرار. وواضح أن بكين وموسكو تشعران بخطر عودة الولايات المتحدة إلى منطقة آسيا - الباسفيك . ما يؤثر على الهدوء الذي يسود بحر الصين الجنوبي أولاً ، وعلفى استقرار المنطقة والعالم ، حيث تسعى واشنطن لبسط نفوذها . فقد أجرت الولايات المتحدة والفلبين مناورات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي في منتصف الشهر الجاري ،وقبل ذلك أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية في بحر اليابان، ما أثار مخاوف بلدان عديدة في منطقة الباسفيك ولاسيما الصين وروسيا ، ويشير الخبراء إلى أن موسكو وبكين قامتا في عام 2005 بمناورات عسكرية مشتركة ضمت فروعاً مختلفة من أسلحة الجيشين . وفي هذه المرة أي المناورات البحرية التي جرت ما بين 22-27 نيسان فقد شاركت فيها 25 سفينة حربية متنوعة من البلدين - وهو رقم أكثر بكثير من السابق - وتعد أيضاً الأوسع نطاقاً ما يشير إلى متانة العلاقات وتطورها، ويؤكد أيضاً أن روسيا والصين لن تسمحا بتوسع النفوذ الأميركي على حساب أمنهما وأمن العالم واستقراره ، كما تعكس إصرار الدولتين على الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم . وهي رسالة واضحة للولايات المتحدة من أن العالم يتغير وأن هذا التغيير لا يصب في مصلحة التوسع والعدوان وأن نظاماً عالمياً جديداً بدأت إرهاصاته تتضح ، وهو يعني بناء عالم متعدد الأقطاب لا مكان فيه لهيمنة القطب الواحد . والمتابع للشؤون الروسية - الصينية يجد أن مسيرة العلاقات بينهما تتجه صعوداً وأنهما تنسقان بشكل متزايد ، بل وتطوران علاقاتهما الاستراتيجية في المجالات العسكرية والسياسية والدبلوماسية ، وأيضاً تنسقان علاقاتهما الدولية ، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والتجاري وفي مجالات البحث والتطوير ويلاحظ المراقبون أن ما يجمع الدولتين كبير وكثير للغاية فمواقفهما موحدة من السياسة الأميركية الساعية للهيمنة وبسط النفوذ من أجل الإبقاء على نظام القطب الواحد المتداعي، وهما تعارضان مشروع الدرع الصاروخية الأميركية ، وتؤكد ان أنه يهدد الأمن العالمي وينذر بسباق تسلح عالمي جديد . ويدعو الطرفان إلى التمسك بمعاهدات الحد من الأسلحة الباليستية والحد من التسلح عموماًوقد ازداد التعاون بين موسكو وبكين في مجال التقنيات العسكرية ، فالصين هي أكبر سوق للسلاح الروسي ، ويؤكد المختصون أنها تستأثر وحدها بأربعين بالمئة من صادرات السلاح الروسي . وهناك أيضاً تنسيق أمني بين البلدين في منطقة آسيا الوسطى ، مع تأكيد الطرفين على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر كما تنامت العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما ، وتعتبر الصين ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا ، بعد المانيا والولايات المتحدة الأميركية. وتجلى التعاون الوثيق بين روسيا والصين في الموقف المشترك في مجلس الأمن ضد محاولات الولايات المتحدة وشركائها الغربيين في تمرير قرارات تمس سيادة سورية وتدعو للتدخل الأجنبي السافر في شؤونها الداخلية ، في محاولة لزيادة بسط النفوذ والهيمنة من خلال السعي لمواصلة السيطرة على المنظمات الدولية . إن الفيتو الروسي - الصيني وتكراره ضد النزعة العدوانية للغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة ، يعكس التنسيق والتعاون الوثيق بين موسكو وبكين ويبرز هذا الموقف البناءحرص البلدين على الأمن والسلم الدوليين ، ويؤكد أيضاً قلقهما المشروع من محاولات زعزعة الاستقرار العالمي وتأجيج الصراعات المحلية والاقليمية والدولية . ويبدو جلياً أن توطيد وتطوير العلاقات الاستراتيجية الروسية - الصينية خطوة مهمة ومطلوبة ، بل وملحة في عالم أحادي القطبية وذلك من أجل كسر السيطرة والهيمنة الأميركية على العالم ، وهي خطوة ضرورية تعجل في ولادة عالم متعدد الأقطاب
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
