تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطبقة العاملة السورية.. انتصار الإرادة الوطنية على الهجمة الرجعية الشرسة

مجتمع
الأربعاء 2-5-2012
غصون سليمان

تعيش الطبقة العاملة اليوم على مستوى العالم في موعد مع الحقيقة.. حقيقة ذاك الظلم الذي لحق بسواعد تلك العاملات والعمال الذين قضوا على أيدي الاستبداد وفكر الليبرالية والرأسمالية المتوحشة والتي ما فتئت تنهش لغاية اليوم جهد العامل والفلاح والطبقات الفقيرة بكل مستوياتها في كل أنحاء العالم وليس في بقعة جغرافية معينة.

ورغم انقضاء عقود من الزمن لذكرى إعلان الأول من آيار عيداً للعمال لابد من التوقف بعض الشيء عند أهم المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وفي مقدمتها عمال سورية.‏

ففي الثامن عشر من آذار ومنذ عام 1938 تحتفل الطبقة العاملة في سورية بذكرى تأسيس اتحادها العام، اتحاد نقابات العمال الذي خاض منذ ذلك التاريخ وبشكل خاص مع باقي جماهير الشعب المعارك الوطنية والقومية حتى تحقق الاستقلال الوطني وجلا المستعمر عن أرض الوطن، ومع انتصار إرادة الشعب في سورية العربية لم يتوقف نضال الطبقة العاملة فكانت باكورة نضالها صدور قانون العمل ذي الرقم 279 الذي أقر في عام 1946.‏

والأهم في ذلك أنه كان لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان 1947 دور بارز في تصعيد نضال هذه الطبقة وتعزيز مواقعها من خلال التعاون مع الأحزاب الوطنية التقدمية حيث كان لهذا التعاون دور هام في تأمين الحقوق المهنية والمطلبية للطبقة العاملة.‏

وهكذا ومع السنوات المتلاحقة استقرت الطبقة العاملة من خلال تنظيمها النقابي وتأكيد حضورها ودورها على صعيد التثقيف السياسي وزيادة الاهتمام بقضايا الوطن والأمة، مع تنامي الشعور بالواجب في آداء العمل والإبداع فيه في آن واحد.‏

كما ركزت هذه الطبقة في قاموس عملها على زيادة الإنتاج باعتباره الطريق الذي يقضي إلى توفير الإمكانيات المادية للتنمية ما يحسن من مستوى المعيشة ويؤمن المزيد من مستلزمات صمود الوطن وقدراته الدفاعية.‏

وما يمكن تأكيده في هذا المقام أن دائرة المشاركة العمالية قد اتسعت في حياة الدولة والمجتمع ككل، واليوم تدرك الطبقة العاملة السورية بحسها الثوري والوطني الأصيل أبعاد ومرامي الهجمة الرجعية الشرسة التي تعرضت لها سورية في أوائل الثمانينات وتتعرض لها اليوم بشتى الأنواع وأدوات الإرهاب الذي نال من عدد كبير من عمال الوطن حيث تعرضوا للقتل والخطف والسرقة والذبح والتنكيل في أماكن عملهم وعلى الطرقات وحتى تم استهدافهم في داخل منازلهم، إلا أن تصميم العمال وتحديهم لأدوات القمع وسفك الدم البريء كان الأقوى على أرض الواقع، فقد كانوا في كل المواقع يصلحون ويرممون ويشيدون البنى التحتية التي تم العبث فيها وتدميرها من خطوط نفط وغاز ومحطات وشبكات كهرباء وري ، مع استهداف الطرقات والجسور والمباني الاستراتيجية.‏

إن الطبقة العاملة التي عاشت ما يقارب الـ50 عاماً من الرعاية والاهتمام والمشاركة في ظل حزب البعث العربي الاشتراكي والجبهة الوطنية التقدمية ودغم القيادة السياسية، استطاعت أن تحقق كبير الانجازات على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والصحية والسياسية من خلال دعم القطاع العام وتطويره وحمايته باعتباره يمثل أساس عملية البناء و التحويل والتغيير نحو الأفضل وفق مقتضيات الحاجة الوطنية ولغاية اليوم لايزال شاخصاً أمامنا مؤتمر الإبداع الوطني والاعتماد على الذات، الذي يعتبر أبرز انجازات الطبقة العاملة واتحادها العام.‏

دعم وسائل التثقيف‏

وإذا ما أخذنا بعض الجوانب الثقافية ندرك حرص الاتحاد على رفع المستوى الثقافي للعمل وتطوير وسائل التثقيف وأدواته وخاصة معهد 16 تشرين للثقافة العمالية والمعاهد النقابية الإعدادية وبرامج الاتحاد في الإذاعة والتلفزيون وجريدة كفاح العمال الاشتراكي حيث لقيت هذه الجهود أفضل الاهتمام وجل الرعاية من القائد الخالد حافظ الأسد.‏

وعلى التوازي عمل الاتحاد على تطوير أنماط خدمات العاملين وتحسين أوضاعهم الصحية والسكنية من خلال التوسع في إنشاء دور الراحة والاستجمام لتغطية النسبة الضرورية من العاملين الراغبين بالحصول على استراحات لقضاء إجازاتهم وبشروط تسهيلية، إلى جانب الاهتمام بدور الحضانة لأبناء العاملات والعمال وزيادة مخصصات بنائها في موازنة الجهات العامة حسب الحاجة، وكذلك تطوير عمل المشافي والعيادات والصيدليات العمالية وتأمين الأطر الفنية والعلمية لها، مع التركيز على بنية العمل وتوفير شروط الصحة والسلامة فيها وإجراء الفحوص الدورية للعاملين ناهيك عن صناديق المساعدة الاجتماعية والتكافلية والصحية.‏

إن الحديث عن الطبقة العاملة السورية في ذكرى عيد العمال يحتاج إلى العديد من الصفحات والمحطات وهي المنظمة الشعبية الأعرق في تاريخ هذا الوطن ولها الفضل الكبير في ترسيخ عوامل استقرار الوطن وحصانته ومنعته لأن العمال هم جنود أوفياء في معارك الإنتاج والبناء والعمران كل حسب موقعه وبالتالي هي الرافد والداعم لمعركة السلاح التي يخوضها جيشنا العقائدي ضد كل محاولات الأعداء والمرتزقة في الداخل والخارج.‏

فتحية احترام وإكبار وتقدير لطبقتنا العاملة المنتجة القابضة على المناجل والمعاول ومفاتيح خطوط الإنتاج .. المضحية بروحها ودمها في سبيل بقاء الوطن معافى قوياً كما أفراد قواتنا المسلحة وجيشنا الباسل وشعبنا الأبي.‏

فكل عام والوطن بكل فئاته بألف خير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية