|
|
التعتيم مجدداً فضائيات فالرحيل لم يترك أي صدى يستحق الذكر على شاشاتنا الوطنية مع العلم أن الفنان الكبير محمد محسن هو صاحب أشهر نشيد عرفته المنطقة العربية وهونشيد (عهد الله على العربي) وهو الموسيقي السوري الوحيد الذي غنت المطربة الكبيرة فيروز مجموعة أغنيات من الحانه (من ضمنها أغنية سيد الهوى قمري) . كما أنه الملحن السوري الوحيد,الذي جعل الأصوات الغنائية العربية كلها (باستثناء أم كلثوم وعبد الحليم حافظ) تتجه ناحيته وتغني ألحانه في المرحلة الذهبية لنهضة الفن الموسيقي والغنائي في الربع الثالث من القرن العشرين. واذا كان اعتكافه واعتذاره وابتعاده عن دائرة الضوء قد دفعه خارج السرب أثناء حياته,فهذا لا يعطي الجهات المعنية الحق في تغييبه عن برامج التلفزيون,وإلا لكان هذا التغييب قد شمل العديد من كبار الفنانين الذين ابتعدوا عن اللقاءات التلفزيونية والاذاعية والصحافية,وفي مقدمة هؤلاء رياض السنباطي وفيروز وسواهما. على هذا يبدو دائماً المشهد الثقافي والفني عندنا مهزوزاً ومشوشاً,وهذه المشكلات تؤدي الى المزيد من الخلل في توثيق وتأريخ النتاج الابداعي. لاسيما أن هناك العديد من الأسماء في الفن والأدب قد أحيطت بهالة هي أكبر بكثير من قدرتها على العطاء الابداعي . وفي المقابل هناك اسماء راسخة ومؤثرة وهامة جداً يتم تجاهلها واستبعادها وعدم الاعتراف بقدراتها الابداعية والابتكارية. بالطبع لا تزال نسبة كبيرة من الناس في مجتمعاتنا العربية لا تؤمن بدور الفن في إحداث نهضة شاملة على كل الصعد الحضارية, فالفن عند هؤلاء لا أهمية له أمام مهمات إيجاد الحلول للمشكلات الحياتية. لكن من يحمي الفنان عندنا ومن يبادر إلى انتشال التراث الفني من مخاطر الضياع والاندثار. بانتظار حفل تأبين الراحل الكبير محمد محسن, نأمل أن يعوض التلفزيون السوري ما فات, وذلك لتجاوز حالات التراجع في تأريخ وتوثيق الطروحات والاسماء, وبالتالي تجاوز حالات الالتباس والقلق والتبعثر والتراجع في المتابعات الثقافية والفنية وإلا كيف نفسر تقلص المتابعات الفنية إلى دقائق في التلفزيون السوري, وهذه الدقائق معرضة للالغاء أمام أي حدث طارىء. adibmakhzoum@hotmail.com
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
