تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكاميرا التي لم تعد خفية

فضائيات
الأحد 1/4/2007
سلمان عز الدين

من سوء حظ زياد سحتوت أن تقوم جميع الفضائيات العربية تقريبا ببث ال (GAGS), الكاميرا الخفية الكندية. ذلك أن المقارنة لا بد أن تنعقد بين البرنامجين الشبيهين وهي مقارنة ستفضي, على الأرجح, إلى نتيجة ليست في صالح الكاميرا الخفية السورية.

عاما بعد عام صار زياد نجماً معروفاً, ومع ذلك ظل مصراً على انه الممثل السري للكاميرا الخفية مستعيناً بباروكة حينا وبنظارة شمسية و(سكسوكة) مستعارة حينا آخر, محولاً برنامجه إلى نوع من الدراما عمادها التمثيل وأبطالها أناس عاديون ارتضوا (بمقابل أو بدونه) أن يلعبوا دور المخدوعين المستلبين أمام دهاء زياد وألاعيبه التي لا تنضب... والأهم: أن يحتملوا نكاته التي باتت لا تحتمل.‏

وسواء في عهد براءتها, عندما كانت خفية بالفعل, أو في عهد الدراما بعد أن صارت تعتمد التواطؤ والافتعال, فان كاميرا زياد ظلت تعتمد الصيغة نفسها تقريبا: السلبطة على عابر ما والإلحاح على استفزازه بشتى الوسائل ولفترة طويلة من الزمن إلى أن يفقد أعصابه ويخرج عن طوره ليوجه اللكمات ويتلفظ بكلمات بذيئة يستعاض عنها في المونتاج ب (طوط) سرعان ما تصبح دليلاً إضافيا على النجاح الباهر في الدعابة وخفة الظل,والواقع أن زياد يواظب طيلة هذه السنوات على إعداد المقالب ونصب الشراك بطريقة واحدة معتمدا على عنصر وحيد: أعصابه الثلجية التي صارت تستفز المشاهد بقدر ما تستفز الضحية دون أن تضحك أحداً سوى زياد نفسه.‏

تشكل ال(GAGS) النقيض لكل ذلك. ثمة هنا الكثير من المشاهد العفوية الصادقة والقائمة على نصب شراك لطيفة سريعة مكثفة لا اثر فيها للغو والحشو وليس من شبهة اهانة أو استغفال بل, على العكس, هي مقالب تثير البهجة البريئة وتكشف عن روح المرح والميل إلى اللعب الكامن في أعماق الناس جميعا... لا يوجد هنا ضحايا إنما مشاركون تورطهم الكاميرا في اللعب دون أن يتاح لهم الإحساس بالندم أو الغبن.‏

في ال(GAGS) ليس ثمة رجل وحيد يضطر إلى تبديل شكله بطرق كاريكاتورية بل طواقم كاملة من رجال ونساء يتغيرون بين مشهد وآخر مستخدمين وببراعة كل الحيل والأفكار الذكية واللطيفة...‏

ربما على زياد وشركاه أن يعيدوا النظر في كاميراهم الخفية والخطوة الأولى تبدأ من الفرجة على ال(GAGS).‏

تعليقات الزوار

حسااام |  hossamk_uae@hotmail.com | 01/04/2007 05:15

ملعوبة اخ سلمان و معك حق بكل كلمة قلتها زياد سحتوت صار زنخ لدرجة انو الله وكيلك لو مساوي فيني شي مقلب بضربو عالطاير حتو لو قلي كاميرا خفية و ضحك ضحكتو السخيفة متل عوايدو و الله يخليلنا كندا و ال gags حتى اضحك من قلبي بجد ومشكور عالمقالة الحلوة

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 01/04/2007 07:13

الكاميرا الخفية السورية أنجح الكاميرات الخفية العربية, وفيها موهبة لزياد وشركاه لاغبار عليها,إنما كما قال الكاتب آن الأوان لتطويرها والتخلص نهائيا من عيوبها التقليدية, بحيث تسمح للإنتقال من مشهد الغلاظة لمشهد اللطافة.

منال |  mouhsen2010@yahoo.com | 01/04/2007 17:58

يصراحة الكاميرا الخفية العربية التي تقوم على قاعدة إضحاك الناس وإزالة الهم من القلوب تقوم بالاستخفاف بعقول الناس والأ ستهزاء بهم فكثيرا ما يؤلمني منظر الرجل الفقير أو المسن الذي يتم السخرية عليه أو جعله مضحكة في سبيل أن يمشي البرنامج والله حرام وأنا اتكلم بالمجمل فبدل السخرية أتمنى أن أشاهد برامج تساعد الغير لا تضحك عليهم

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية