حيث قال مسؤول حكومي بريطاني أمس إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيدعو إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل في حال نجح النواب في تمرير تشريع يؤجل خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل بشأن «بريكست».
ونقلت صحيفة «الغارديان» عن مسؤول حكومي (لم تسمه) قوله إن جونسون سيطلب من النواب دعم إجراء انتخابات عامة في 14 تشرين أول المقبل، إذا فرض معارضوه من الحزبين «العمال والمحافظين» جدول أعمالهم على مجلس العموم عبر تقديم تشريع.
ويتعين على جونسون الحصول على موافقة ثلثي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 650 عضوا، من أجل تبكير موعد الانتخابات المقررة عام 2022.
وأضاف المسؤول أن جونسون سيتعامل مع تصويت نواب المعارضة للسيطرة على جدول المجلس التشريعي على أنه «تصويت بسحب الثقة».
ويعتزم النواب إقرار تشريع من شأنه أن يجبر جونسون على المطالبة بتمديد «بريكست»، المقرر حاليا في 31 تشرين الأول المقبل.
وأعلن جونسون في كلمة بمبنى رئاسة الحكومة أول أمس أن فرص التوصل إلى اتفاق بين بلاده وبروكسل بشأن «بريكست» باتت مرتفعة، وحث نواب البرلمان على عدم التصويت لمصلحة أي تأخير لا فائدة منه للخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال إنهم في حال صوتوا لمصلحة تأجيل الخروج، فإنهم بذلك «يقطعون ساق» الموقف التفاوضي لبريطانيا، ويجعلون أي مفاوضات أخرى أمرا مستحيلا.
وشدد جونسون على أن بريطانيا ستخرج من الاتحاد يوم 31 تشرين أول المقبل سواء باتفاق أو من دونه.
إلى ذلك أعلن حزب العمال البريطاني المعارض أنه يؤيد إجراء انتخابات عامة في أسرع وقت ممكن، ولكن الأولوية يجب أن تكون لضمان منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وقالت شامي تشاكرابارتي مسؤولة السياسات القانونية في الحزب أمس لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: يجب أن نحصل على ضمان بعدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في فترة الحملة الانتخابية.
وتابعت: حري بنا أيضا أن نبذل قصارى جهدنا كي لا يتمكن رئيس الوزراء القابع حاليا من الدعوة لانتخابات عامة ثم يغير موعد الخروج، الأولوية الآن للحيلولة دون الخروج بغير اتفاق.
الى ذلك أعلنت وسائل إعلام بريطانية مساء أمس عن فقدان جونسون أغلبية البرلمان، بعدما حدثت انشقاقات بين النواب المحافظين.
ونشرت وكالة «بلومبرغ» الإخبارية تقريرا حول خسارة بوريس جونسون أغلبية البرلمان، عقب تعرض المحافظين للعديد من الانشقاقات.
وفقد جونسون أغلبيته، وفقا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، بعدما أعلن النائب عن حزب المحافظين، فيليب لي، انشقاقه عن المحافظين.
جاء ذلك بعد أن أكد زعيم حزب المحافظين البارز فيليب هاموند أنه سيصوت لصالح تشريع يهدف إلى منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة، وقال إنه سيكون هناك عدد كاف من الناس لتجاوز هذا الأمر اليوم.
وأوضحت الصحيفة أن جونسون لم يتحدث عما إذا كان سيلجأ إلى الإعلان عن انتخابات عامة جديدة إذا خسر التصويت بشأن الأزمة.
ويعتزم النواب البريطانيون اليوم إقرار تشريع من شأنه أن يجبر جونسون على المطالبة بتمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر حاليا في 31 تشرين الأول.
وضمن محاولات اميركا لمساعدة جونسون استغل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس زيارته إلى أيرلندا أمس لحث الاتحاد الأوروبي على التفاوض «بحسن نية» مع بوريس جونسون والتوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بما يحترم سيادة بريطانيا.
وبينما استمع بنس جيدا إلى رسالة رئيس وزراء إيرلندا ليو فارادكار الذي قال إن الانسحاب لن يقوض اتفاق أيرلندا الشمالية للسلام الذي أبرم في عام 1998، فقد أبدى دعمه كذلك جونسون الذي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشاد به بحرارة.
وقال بنس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فارادكار «تدعم الولايات المتحدة قرار المملكة المتحدة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، لكننا ندرك أيضا التحديات الفريدة على حدودكم، وأستطيع طمأنتكم بأننا سنظل نشجع المملكة المتحدة وإيرلندا لضمان أن أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن الخروج سيحترم اتفاق الجمعة العظيمة (السلام)»، بحسب مانقلت «رويترز».
وأضاف لكن مع اقتراب موعد الخروج نحث إيرلندا والاتحاد الأوروبي أيضا على التفاوض بحسن نية مع رئيس الوزراء جونسون والعمل على التوصل إلى اتفاق يحترم سيادة المملكة المتحدة ويحد من عرقلة التجارة.