مؤكدة أنها رصدت جميع الإمكانيات المتاحة لتحقيق هدافها الحيوية في حساب معدلات حديثة لوفيات الأطفال، واستعملت الدراسة استبيانات منظمة الصحة العالمية المعدلة في عام 2016، كما أدرجت الدراسة أول مرة مفهوم تشريح الجثة الاجتماعي الذي يدرس الأسباب الاجتماعية للوفيات أيضاً.
الدكتور أحمد خليفاوي معاون وزير الصحة أكد أن الغاية الرئيسية من الدراسة تقديم معلومات محدثة عن معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة وأسبابها الرئيسية، وذلك لمعرفة التشخيص والمشكلات الرئيسية وفهمها، بما فيه المحددات الاجتماعية التي تسهم في حدوث تلك الوفيات، ووضع خطط مستقبلية قائمة على الأدلة للحد من وفيات الأطفال. مبيناً أن هدف الدراسة تقدير معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة ووفيات حديثي الولادة، وتحديد الأسباب المؤدية إلى وفيات الأطفال دون سن الخامسة وحديثي الولادة للعام نفسه، منوهاً بأن الدراسة المسحية غطت جميع المحافظات السورية والمناطق التي أمكن الوصول إليها فقط في محافظة إدلب.
وذكر معاون الوزير أن العدد الإجمالي للأسر التي غطيت في هذا المسح وصل إلى 75358 أسرة، وعدد المواليد الأحياء المُبلغ عنهم في الفترة التي شملتها الدراسة وهي من 1/11/2017 إلى 31/10/2018 بلغ 14499 مولوداً.
كما بلغ معدل وفيات الأطفال دون الخمس سنوات من العمر في هذه الدراسة 23.7 لكل 1000 وليد، أي 343 وفاة بين 14499 ولادة حية.. وتوزعت حالات الوفيات المذكورة على 171 حالة وفاة بين حديثي الولادة دون شهر من العمر و 100 حالة بين الأطفال دون سنة، و 72 حالة بين الأطفال من سنة واحدة إلى خمس سنوات، وبذلك يقدر معدل وفيات حديثي الولادة في هذه الدراسة بـ 11.8 لكل 1000 وليد، ومعدل وفيات الأطفال دون سنة من العمر بـ 18.7 لكل 1000 طفل، ومعدل وفياتهم بعمر ما بين سنة إلى خمس سنوات 5 لكل 1000 طفل.
الدكتور نعمة عبد ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة أشار إلى أن إنجاز المسح الوطني عن وفيات الأطفال في سورية الذي أعلنت نتائجه يظهر بوضوح الأهمية التي توليها وزارة الصحة للحصول على معلومات دقيقة لأسباب الوفيات والتخطيط العلمي للمدخلات التي من شأنها تخفيض معدلات الوفيات في الفئات العمرية المستهدفة.
الدكتور فادي قسيس مدير الرعاية الصحية الأولية بين أهمية العمل على الدراسات والأبحاث للوقوف على الواقع الصحي، وما لها من دور كبير لبناء استراتيجية لصحة سليمة للطفل، مشيراً إلى أن صحة الطفل تعد أولوية عامة على نطاق واسع في كافة البلدان، ويعد معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر مؤشراٌ مفيداً جداً، إذ إنه لا يقيس مستوى صحة الطفل فحسب، بل يقيس أيضاً التطور العام للمجتمع، والمؤشر هو تقدير احتمال الوفاة بين ولادة الطفل والذكرى الخامسة لميلاده.
وسلط الضوء على نتائج تشريح الجثة الشفوي الذي أنجزته نخبة من الأطباء أشارت إلى أن السبب الأول لوفيات حديثي الولادة هو الخداجة بنسبة 43%، تلاها الاختناق ما حول الولادة بنسبة 19% ثم إنتان الدم بنسبة 15% فالتشوهات الخلقية بنسبة 10%، وأنه بدا واضحاً في أسباب وفيات الرضع دون سنة من العمر في جمهرة الدراسة 271 وفاة أن الخداج هو السبب الأول بنسبة 27.3%، وجاءت التشوهات الخلقية سبباً ثانياً والاختناق ما حول الولادة وإنتان الدم في الترتيب الثالث، وتبين في أسباب وفيات الأطفال بعمر سنة إلى خمس سنوات أن السبب الأول فيها هو الأذيات بنسبة 24% وتلتها التشوهات الخلقية بنسبة 21% ثم ذات الرئة بنسبة 12%.