وعلى مدى الأسبوع الذي سبق رد المقاومة اللبنانية فقدت المستعمرات الإسرائيلية ومعها كل المقرات العسكرية في شمالي فلسطين المحتلة الشعور بالأمان، بل إنها خلت من أي شكل من أشكال الحياة بعد أن هجرها قاطنوها وهرب جنود الاحتلال، بمجرد أن قال لهم السيد نصر الله «انضبّوا» .
التقارير الإخبارية الواردة من فلسطين المحتلة تؤكد أن حركة هروب المستوطنين الإسرائيليين ليست فقط من شمال فلسطين المحتلة، بل تتعداها إلى مناطق في العمق، وارتفع الطلب على تذاكر السفر نحو الخارج.. صورة تعكس انعدام الشعور بالأمان في كيان ادعى امتلاك القباب الحديدية وقوة عسكرية قادرة على حمايته من الصواريخ، فإذ به كيان أوهن من بيت العنكبوت.
عملية الرد الدقيقة التي أسفرت عن تدمير ناقلة جند بمن فيها ليست جديدة على المقاومة، لكن الجديد أنه تم تنفيذها ضد هدف داخل فلسطين المحتلة، فقد كانت المقاومة تستهدف العدو في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة رداً على اعتداءاته.. والرسالة أبعد من ذلك مع تحذير السيد نصر الله للإسرائيليين بأن أي اعتداء سيواجه برد في العمق وعمق العمق.
تاريخ الأول من أيلول سيحفر عميقاً في ضمير المقاومة كما في ذاكرة المستوطنين الإسرائيليين، فالخطوط الحمراء التي حاول كيان الاحتلال فرضها، كسرتها صواريخ المقاومة اللبنانية وكسرت معها شوكة جيش معتد ومستوطن محتل.
لقطات التلفزة التي زارت شمال فلسطين المحتلة ومستعمرة «افيفيم» وظهرت فيها خالية من الحياة، ستطبع حال هذه المنطقة في أي مواجهة مقبلة، بل سوف تتعداها إلى عمق العمق، مع أي كلمة «انضبوا» جديدة، مقابل تمسك بالأرض والتقاط صور السيلفي على الطرف اللبناني حيث الثقة بمقاومة قادرة على الردع وعلى رد العدوان.