تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عــداوات جديــدة ضد روســيا.. والصحافــة تتاجــر بعناويــن الحــرب!!

دراسات
الأربعاء4-9-2019
ترجمة:مها محفوض محمد

لا يتراجع العداء الغربي لروسيا ولا يضعف، فانتشار عدد من العمليات غير الاعتيادي خلال الشهور الأخيرة يشهد على ذلك. على الصعيد الإعلامي أطلقت الصحافة الأميركية

في النصف الثاني من حزيران حملة تعليقات على تقارير صادرة من مكتب دراسات RAND تتعلق باستراتيجيات وضعت لإضعاف روسيا، الصحافة الاقتصادية والسياسية والعامة أيضاً زخرفت عناوين مثيرة من طراز «هل نحضر حرباً ضد روسيا؟».‏

طبعاً هي لإحداث ضجة أكثر منها لكشف ما هو جديد وللبيع بملايين الدولارات ليس هي فقط أيضاً الصحافة الألمانية حيث كتبت صحيفة Diewelt عنواناً عريضاً في ١٤ تموز «روسيا تحضر عدة سيناريوهات لهجوم مفاجئ ضد أوروبا الغربية وفي مشاهد أخرى ليتوانيا تقرر في ١٢ تموز حجب موقع سبوتنيك الروسي وحظره عن جميع الليتوانيين وفي ٣٠ تموز أوقف موقع تويتر حساب السفير الروسي في سورية لأمر يتعلق بتشويش التبادل الدبلوماسي لنشر معلومات تخص «الخوذ البيضاء» لجبهة النصرة وعلى صعيد الحرب السيبرانية نشرت نييويورك تايمز في ١٥ حزيران حصيلة ثلاثة أشهر من البحث حول تصعيد أخير لعدة هجومات سيبرانية أطلقتها الولايات المتحدة ضد روسيا منذ العام ٢٠١٢ ومن المعروف أنها أوجدت فيروس ستوكنست منذ العام ٢٠٠٥ وروسيا هي من كشفه، أيضا على الصعيد اللوجستي فقد أطلقت وزارة الدفاع الأميركية في ١٢ تموز حملة استدراج عروض لتسيير فرق عسكرية ضخمة عبر كل أوروبا الغربية، وقد تم نشر عدة قوائم بذلك، الجنرال Ben Hodges الذي يقود القوات الأميركية في أوروبا منذ عامين يوضح جيدا أن الدعم اللوجستي للقوات المنتشرة في شرق أوروبا ضروري جدا ضمانه عبر بولونيا ما يعني أن القوات ستنتشر في البلدان المجاورة، على صعيد آخر وفي ١٦ تموز الماضي ضاعفت رئيسة المفوضية الأوروبية خطاباتها التي تدعو فيها إلى مواجهة مع روسيا معلنة أن حواراً معها لا يمكن النظر فيه إلا من موقع قوة وأنه على الاتحاد الأوروبي التنسيق مع الناتو كي لا يواجهوا روسيا متفرقين.‏

هذا ورغم نفي ترامب في تغريداته بعد قمة السبع عن وجود توتر بينه وبين زعماء الدول الذين اجتمعوا في ياريس في فرنسا إلا أن تلك القمة كانت مناسبة لقضية جدال بين دونالد ترامب وعدد كبير من الدول الأعضاء فيما يخص عودة روسيا إلى هذا النادي الخاص جدا، حيث الخلاف حول مسائل استراتيجية بين دول مختلفة هو أمر عادي في مقابل النزاع الداخلي الذي برز على خط سياسة الولايات المتحدة إذ كان هذا مدهشاً، ومع المواجهة التي حصلت بين ترامب ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي فيما يتعلق بعودة روسيا التي يفضل فيها توسك رؤية دخول أوكرانيا، كان الأكثر إدهاشاً أن نرى رد فعل شبه فوري لشخصيات رسمية أميركية تؤيد جهاراً الموقف الراديكالي لتوسك على موقف ترامب البراغماتي الذي يرى أنه بعودة روسيا يستطيع حل عدد كبير من المسائل أكثر من دونها ولفهم ذلك يجب أن نذكر بأن عودة روسيا إلى قمة الثمانية مشروط بالنسبة للأوروبيين بالملف الأوكراني ذلك أن هذه المسألة تراها الولايات المتحدة أكبر بكثير من غيرها وفي فرنسا حيث يؤكد ماكرون عودة روسيا إلى المجموعة شرط تنفيذها بنود اتفاقية مينيسك الثانية، ممثل الولايات المتحدة في أوكرانيا يشترط العودة إلى قمة الثمانية أن تتخلى روسيا عن القرم، هذا وكانت روسيا قد أخرجت من قمة الثمانية في العام ٢٠١٤ بسبب ضمها القرم بعد استفتاء حصل بمبادرة شعبية لاستقلال الشعب المحلي على أثر «ثورة الميدان» التي اعترف بها الأوكرانيون وكانت سبباً في إنهاء الدولة الأوكرانية.‏

ولا يمكن للمجموعة الأطلسية أن تقبل أو تعترف بالنتائج الكارثية لهذه السياسة التوسعية بمساعدة تلك الثورات التي حركتها هي ولابد من تحديد المسؤولية حيال هذا الموضوع لكن الولايات المتحدة لا تعتذر أبداً عن أفعالها وهي التي لم تعتذر عن القنابل الذرية التي ألقتها على اليابان فهي بالتأكيد لن تطرح على نفسها أي سؤال عن النتائج الكارثية التي تسببت بها في بلدان اجتاحتها حروب وثورات منقادة كانت تتلقى الأوامر منها.‏

إن الطلب من روسيا التخلي عن القرم ليس لدعم إنساني لكن هو بشكل أساسي لتبقى هذه المجموعة تزعم وتؤكد أنها كتلة خير ضد الشر غير أن القرم باقية أرضاً روسية والإخفاق الأوروبي يتجلى واضحاً، لقد رأينا جون بولتون في كييف يدعو إلى دعم الشعب الأوكراني الذي يحارب ضد «المعتدي الروسي» وما نراه الآن يظهر بوضوح هو حدود إيديولوجية تعترض الولايات المتحدة فمن جهة نجد ترامب يسعى لعودة روسيا إلى جوقة الأمم معلنا أنه يريد دعوتها في العام ٢٠٢٠ والسبب في ذلك أن روسيا عادت لتصبح قوة دولية يحسب حسابها وهو يعلم أنه من المستحيل حل الأزمات الدولية من دونها، من جهة أخرى المجموعة الأطلسية تتخبط بين أنقاض جبروتها ولا تستطيع قبول عودة قوية لروسيا على الساحة الدولية. وضمن هذا الجو النشاز المتصاعد تبقى روسيا هادئة كما يدعو الرئيس بوتن صوابا إلى أنه على الصعيد الاقتصادي والاستراتيجي قمة العشرين هي الأجدى والقوى الحقيقية الصاعدة هي التي تمثلها اليوم. واخيرا فإن المعركة هي معركة مجموعة الدول الأطلسية التي تريد إخضاع روسيا ومجابهة عظمتها في وقت تبدو روسيا غير مكترثة وليست مستعجلة لقبول ما هو رسمي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية