ولقد ارتبط اسم كل واحد من هؤلاء بإشكالية أو بميزة معينة.. فتجربة ناظم الجعفري بقيت ولسنوات طويلة خارج الهالة التي أحاطها النقد السوري بفنانين أصغر منه عمراً وأقل منه موهبة، حتى أن الناقد الراحل طارق الشريف لم يذكر حتى اسمه في كتابه (عشرون فناناً من سورية) الذي أصدره خلال عام 1972. أما عمر حمدي فقد أثارت مسألة تنقله بين التشكيل الانطباعي والتجريدي، انتقادات كثيرة، مع العلم أن تجريده الغنائي شكل امتداداً لخلفيات لوحات بداياته، التي كانت تجريدية أيضاً.
ورغم أن غسان السباعي كان متخصصاً في فن الحفر والطباعة، إلا أنه مارس طوال حياته التشكيل الزيتي والرسم الموجه للأطفال. ومحمد الوهيبي كان أحد القلائل الذين قاربوا في أعمالهم بين الحفر والرسم. أما أحمد الأحمد فقد استلهم في أعماله النصبية والنحتية، أشكال البيوت القديمة التي بقيت مطبوعة في مخيلته، وظاهرة في منحوتاته حتى لحظة رحيله. والمفارقة التي سجلها معرض الربيع 2015، فتكمن في تكريم أحمد الأحمد، وتجاهل غسان السباعي أحد ابرز وأهم أعمدة الحداثة في التشكيل السوري المعاصر.
وبالرغم من أن ماريو موصللي، كان حاضراً في معظم دورات المعرض السنوي، فإن عقدة الفن التجاري بقيت تلاحقه طوال حياته. وجاء رحيل الناقد الجمالي راتب الغوثاني في صمت وتعتيم شبه كلي، حتى إننا لم نقرأ نبأ رحيله، الا على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة ببعض الفنانين البارزين، رغم أنه كان يمتلك في كلامه طلاقة وحيوية متفردة وخاصة، حتى أنه كان سيد المنابر بلا منازع، الشيء الذي يثير الريبة ومشاعر الاستياء.
facebook.com/adib.makhzoum