سواء تلك الناتجة عن الأسرة ومحيطها أو تلك الناتجة عن المدرسة، ومحاولة استدراكها وتصويبها قبيل امتحانات نهاية العام التي تحدد بدورها مصير الطالب ومستقبله.
الكثير من الأهل جهلا أو تجاهلا يفهم أن حلول موسم الامتحانات هو مجرد سبب ودافع جديد للضغط على الأبناء لممارسة أقصى درجات الشدة والحزم والحصار النفسي والمعنوي بهدف تحقيق أفضل النتائج، لكن ما لا يحسب حسابه الأهل أن ممارسة ما يسمى (العنف الامتحاني )مع أبنائهم قد يؤدي إلى نتائج عكسية وفي بعض الأحيان إلى نتائج وخيمة ليس لجهة نتائج الامتحانات فحسب، بل لجهة التداعيات والآثار السلبية التي يتركها ذلك العنف على نفسية وسلوك التلميذ في المستقبل، خاصة إذا كان الابن في المراحل الدراسية الأولى، حيث يبدأ بنبذ المدرسة والدراسة وصولا إلى حالة من الكره الشديد قد تنتهي برفض المدرسة التي سرعان ما يبدأ بالتهرب والهروب منها في أعوام دراسية قادمة.
من هذا المنطلق تبرز الأهمية الكبيرة لأساليب الاحتواء والتشجيع والثواب والعقاب (العقاب التربوي بعيدا عن التعنيف )في أيام الامتحانات، حيث أثبتت معظم الدراسات أهمية ونجاعة تلك الأساليب مع الأبناء ليس في أيام الدراسة والامتحانات فحسب، بل في الأيام العادية أيضاً، خاصة أولئك الأطفال الذين تنطبق عليهم صفات التمرد و الشقاوة.
إن أكثر ما يحتاجه أبناؤنا التلاميذ في أيام الامتحانات هو الهدوء الذي يحوطه ويلفه الأمن والأمان والاستقرار الأسري بكافة أشكاله وألوانه بعيدا عن القساوة غير المبررة والتي ينبغي أن تكون في حالات معينة جدا وبحدود وضوابط وقيود اجتماعية وأخلاقية تحقق الفائدة للطفل والأهل في آن معا بعيدا عن التداعيات والآثار السلبية التي قد تهدد مستقبل التلميذ.