بتعدديتها وثقافتها وحضارتها، فهل يؤتمن اللص، وهل يؤمن جانبه، وهل سينتج حلولاً لمشكلات الإرهاب الذي صنّعه ورعاه واستجلبه بهدف توطينه تحقيقاً لغاياته؟.
تحت شعار لمّ شمل «المعارضة» وتحت لافتة توحيدها للوصول إلى حل سياسي، يجري عمل سياسي ونشاط دبلوماسي، وتحت ذات الشعار واللافتة، يتواصل تقديم الدعم «مالٌ نفطي قذر وسلاحٌ إسرائيلي فتاك وفكرٌ وهابيٌ إخوانيٌ مدمر»، فهل يمتلك راعي ظاهرة الإرهاب والمتورط بمحاولة تعميم ثقافة التطرف الأهلية للمشاركة في صناعة الحلول السياسية المزعومة؟.
قطر وتركيا والسعودية، مثلث الشرور وقاعدة الإرهاب والتطرف لا مكانة لها كدول وكيانات سياسية في أي حل، ولا دور لها في مستقبل المنطقة، إلا من بوابة إلزامها هي ومشغليها بالقرارات الدولية التي تجرّم استقبال وتدريب وتسليح وتمرير الإرهابيين إلى سورية والعراق ولبنان.
وبالتالي فإن أي ترتيبات تجري تحت عناوين البحث عن حلول سياسية لا تستقيم مع استمرار فتح أميركا والغرب وأدواتهما التركية القطرية السعودية الحدود والمطارات والبنوك والمعسكرات ومستودعات السلاح للإرهابيين المنتمين لداعش والنصرة والقاعدة والإخوان.
ولا معنى لأي محاولة للمِّ شمل معارضة مزعومة وصفها أوباما ذاته بالفانتازيا وثبت بالدليل القاطع غير مرة أنها مرتهنة للخارج الذي يعمل لتفتيت المنطقة وإغراقها في صراعات طائفية مذهبية عرقية لا تنتهي، ولا معنى لأي سعي لإحياء الأموات «جنيف 1» سوى أن ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الاستهداف مستمر والارتهان قائم.
رغم كل ما جرى، ورغم وضوح الصورة وجلاء المواقف، هناك رغبة لدى البعض بالغرق في مستنقعات وهم إمكانية العمل على إحياء أوهام صارت جزءاً من الماضي، ورغم القناعة بضرورة الحل السياسي، فلا يزال لدى البعض الرغبة بمواصلة إمداد الإرهابيين بما يلزم للضغط بأوراق الإرهاب التي يحرقها الجيش العربي السوري ببطولاته على امتداد الجغرافيا الوطنية.