فهو تقنية تتعلق باللعب الدراسي يؤدي الممثل أشياء مرتجلة، لم تحضر مسبقاً، وتعتبر ابتكاراً من الممثل أثناء الفعل المسرحي، وللارتجال عدة (درجات):
ابتكار نص انطلاقاً من شبكة معروفة (كما في دراما الكوميديا دي لارتي) واللعب الدراسي انطلاقاً من موضوع ما، واتبكار حركي ولفظي دون الاستناد إلى نموذج معين، ومخالفة كل التقاليد أو القواعد، والتحطيم اللفظي من خلال البحث عن لغة جسدية جديدة ولدينا أيضاً أنواع عدة للارتجال فهناك بما يخص التأليف الفوري:
ارتجالات بسيطة.. وارتجالات مركبة أما من حيث العدد فهناك ارتجالات فردية وارتجالات ثنائية وارتجالات جماعية.
أيضاً من حيث المكونات المسرحية: ارتجالات ، حوارية، منولوجية، وارتجالات كوريغرافية، وغنائية.
وبما يخص المستويات الدرامية: يوجد ارتجال التأليف وارتجال التشخيص وارتجال الاخراج وأيضاً السينوغرافيا إضافة إلى الارتجال الجزئي والارتجال الكلي.
بدأ المسرح الإنشائي بالارتجال الفطري الذي يتسم بالعفوية والتلقائية والاحتفالية الشعبية ضمن الظواهر الفردية، بعد ذلك مرحلة الحفظ والتنظيم في مرحلة مأسسة المسرح، وإخضاعه لسلطة التأليف والتشخيص والإخراج والسينوغرافيا، ومع أن المسرح يقوم على ضبط النص وحفظ الأدوار بدقة إلا أن للارتجال مكانة مهمة في المسرح المعاصر باعتباره مكوناً أساسياً لتدريب الممثل وإثارة المتلقي ذهنياً واستفزازه وجدانياً وإرباكه حركياً وجذبه للمشاركة في الفرجة المسرحية.
الارتجال هو أول خطوة يلجأ إليها الممثل لبناء شخصيته الفنية ويستلزم الارتجال أن يكون صاحبه متمتعاً بموهبة فنية عالية.
ويعتمد أيضاً على الفكاءة والعفوية والتلقائية والإبداع الفوري وإعطاء الأهمية للمخيلة والخيال في تقديم الفرحة كما يقوم على الإضافات الشخصية والاستكشاف الذاتي ويبنى على الجديد واللا متوقع والخروج عن السائد والمألوف وتكسير بنية التقليد والبحث عن نص أو فضاء أو تشخيص أو إخراج أو تأثيث سيوغرافي يتصف بالخبرة والابتكار.
ويعد الروسي ستانسلافسكي أول مخرج أعاد إحياء تقنية الارتجال إلى الخشبة بعد أن استخدمتها الكوميديا دي لارتي الايطالية في القرن السادس عشر الميلادي ومن أشكال الارتجال عند ستانسلافسكي: العيش في الظروف القائمة مثلاً فمثلاً عندما كان ستانسلافسكي يعمل في إخراج مسرحية (الأعماق السفلى) أخذ ممثليه إلى الحي الذي يتردد عليه الأفاقون والمنبوذون وعمال الترحيل بموسكو حتى يستطيعوا أن يتشربوا من خلال ممارستهم تجربة العيش في الوحل والقذارة.
والشكل الثاني الذي استخدمه إيجاد موقف مشابه لذلك الموقف في الحدث المسرحي ولكنه يرتبط بصلة مباشرة بحياة الممثل وظروفه فالارتجال حول الظروف التي يقع فيها الحدث المسرحي وإن كان لا يقتصر على النص القائم مثلاً يساعد الممثل على اكتشاف اختلافات بسيطة وتفاصيل صغيرة تضاف كلها إلى إثراء أدائه التمثيلي وطبيعته التي تشبه تماماً ما يحدث في الحياة.