تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رغدة الشعراني: المسرح مرتبط بالحياة وليس صورة عنه

مسرح
الثلاثاء 18-9-2012
هند بوظو

مغامرة، واثقة، محترفة.. ليس كلامي مدحاً، إنما وصف لمخرجة مسرحية سورية، لقيت تجاربها ردود أفعال ومواقف وتصريحات متباينة عند كل عمل تقدمه.

تلقت دائماً نقداً قاسياً جداً، كما تلقت في المقابل إعجاباً شديداً..‏

حازت جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته التاسعة عشرة، وهو التجربة الأولى على صعيد الكتابة والإخراج عن عرضها(شوكولا).‏

وما لبثت أن استدرجت الجمهور(الغائب) إلى الصالة، لتحشد حضوراً لم يكن متوقعاً، بل كان استثنائياً من جمهور دمشق المسرحي في العرض المفاجئ(لحظة)2010، معتمدة على أساليب عديدة عبر تقديم الغناء والرقص والفقرات الضاحكة، لكن ما الذي أرادته رغدة لتقوله في عرض أحبه المتلقي... وعارضه كتاب الزوايا الثقافية... تساءلت يومها وكما ذكرت على بروشور عرض(لحظة) ... هل يمكن أن تعرف الحقيقة من الوهم... الواقع من الحلم... الموت من الحياة... الخير من الشر؟ هل حقاً في كل بياض نقطة سوداء وفي كل سواد نقطة بيضاء !! أسئلة وأسرار ترافقنا ولا نجد الوقت في هذا العالم المجنون وللحظة لتفكر بسر واحد من أسرار الكون لهذا ذهبت لتجرب هذا الجنون في عالم المسرح( العربي) الحذر تجاه التجارب الخارجة عن المألوف، مألوف ساهم بابتعاد الجمهور عن الذهاب إلى الاحتفال في صالة العرض(المسرح).‏

اتهمت بأن عروضها تتوسل الجماهيرية على حساب القيمة الفكرية والفنية ليبقى عرض(شوكولا) في أذهان الكتاب علامة في مسيرتها لم تتكرر؟!‏

الفكرة التي تعشش في رأسها ومنذ عملها الأول شوكولا إدخال السينما إلى المسرح لخلق تواصل أعلى مع الجمهور كما تقول في إحدى مقابلاتها وتلقت نقداً وبالمقابل أبدت إعجاباً شديداً على عرض تيامبو والذي شاركت في مهرجان قرطاج المسرحي ... في تونس عام 2009(ثيامو).‏

الجمهور استقبل العمل بترحيب وتصفيق، لكن المسرحيين كانت لهم وجهة نظر أخرى..‏

المخرج المسرحي الجزائري عياد الشريف قال: إن الجمهور المسرحي العربي ... جمهور كلاسيكي يفضل المسرحية التي تعتمد على قوة النص وبراعة الممثل في أداء الدور أكثر من اعتمادها على السينوغرافيا... بالنسبة لي كمخرج لا أستعمل سينوغرافيا، أعتمد فقط على بعض الإكسسوار.‏

خالفت رغدة الشعراني فكرة البقاء في مسرح كلاسيكي حيث اعتمدت في عروضها(التي كتبتها وأخرجتها) على المؤثرات السمعية والبصرية كما في (ثيامو) ولقيت انتقاداً كبيراً لأنها(سرقت) اختصاص السينوغرافيا واتهمت بأنها تلعب على عقل المتفرج بالصخب والبهرجة والرقص والغناء...‏

لكن للمخرجة رأياً آخر:( أنا لا أفرق بين المخرج ومختص السينوغرافيا في المسرح، هناك مختصون للسينوغرافيا لكن في هذا العرض كانت الفكرة فكرتي، تفاصيلها في رأسي أعرف تحديداً ما أريد... إضاءة لون ديكور السينوغرافي قد لا يفهم ما أريد.‏

مع كل الملاحظات... لقيت المخرجة السورية المسرحية تكريماً تستحقه وليس صحيحاً ماقاله أحدهم... جافاها التلفزيون فآوت إلى المسرح...‏

هي تحمل مشروعاً تجديدياً ليس على مستوى المسرح السوري فقط... بل العربي أيضاً.‏

رغدة الشعراني: لها موقف من الحياة... وما يحدث حولنا وبيننا هي في خضم ما يجري... المسرح وسيلة واسطة... أيضاً خيار... مشروع لفكرة لتغيير... تعرف تماماً ماذا تريد وإلى أين هي ذاهبة... تبقى الطريق لا يزال البحث جارياً عنه...‏

إن المسرح لا ينوب عن المجتمع ولا يختزل دوره... وليس من واجب مجموعة شباب سوريين أن يعرضوا عن هوليوود سورية... أو لاس فيغاس سوري... أو غياب شوماخر سوري... إنهم يرسمون صورة للعالم الداخلي للشاب السوري وينتجون مسرحاً في النهاية، وبالتالي فإن الحديث عن عرض أكثر حنكة وأكثر تفوقاً... هو تحد يجري إحالته إلى كامل المجتمع.‏

قالت رغدة الشعراني ...يوماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية