تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آراء جامعية حول صداقات النت

جامعات
الثلاثاء 18-9-2012
علاء الدين محمد

الصداقة علاقة إنسانية نبيلة لاتأتي من فراغ ولامن قرار بل تنمو وتتبلور بين الأشخاص بشكل عفوي وتلقائي نتيجة للإنسجام والتوافق بين الرؤى والأفكار والتطلعات، بالتالي ما الذي يميز الصداقة العادية الطبيعية عن صداقة النت؟

وما الفرق بين الصداقتين، وأيهما أكثر ديمومة، وإلى أي الصداقتين نميل ونثق؟ هذه الأسئلة توجهنا بها إلى مجموعة من طلاب وطالبات الجامعة في دمشق وكانت لنا اللقاءات التالية:‏

الصداقة مشاعر نعيشها‏

هاني وفاطمة ورانية من كلية الاقتصاد جامعة دمشق آراؤهم متقاربة يرون أن هناك فرقاً كبيراً بين صداقات النت والصداقة الطبيعية العادية التي لاتحتاج إلى وسيط، فالعادية تنشأ بين طالبين وتتبلور بعد تجارب عديدة وفي قضايا متنوعة نتيجة الاحتكاك الدائم والتعاطي المستمر بينهما وهذا كله يولد شعوراً بالارتياح، ويستطيع كل طرف تقييم الطرف الآخر ويشد النظر إليه بمقدار مايكون واقعياً ومنطقياً في تقييمه للمسائل المتداولة والمطروحة، وعلى هذا الأساس تنشأ الصداقة العادية بين الطلاب وتبنى الثقة لاستمراريتها لكن كل هذه التفاصيل لايمكن أن نلمسها ونحسها عبر صداقات النت، وأن الأغلب الأهم من الطلاب يرون فيها شيئاً من عدم الثقة وقلة الضوابط فصداقات النت لاتفرض على الطرفين الالتقاء مع بعضهما البعض ولا توجد مصادر لمعرفة كل طرف للآخر سوى ما يكتنبونه لبعضهما البضع بالتالي هذا النوع من الصداقة قد يفتقد الحميمية، وأيضاً هناك شيء هام وضروري وتحديداً أثناء ردة الفعل والحالة التي تعكسها ملامح الوجه وحركة الأطراف والتفاعل مع الكلمة التي يقولها كل طرف للآخر لأنها هي المعبرة عن اهتمامهما بما يقول ويقال:‏

صداقة النت ملتهمة للوقت‏

أما الطالبة راميا تقول أنا أحب التجريب وأرغب بتكوين علاقات عبر النت، لكنني حذرة أنني سمعت الكثير الكثير عن سلبيات هذه العلاقات، ورغم ذلك كما قلت أحب المغامرة والتجريب وأعلم أن هذه العلاقات ليست سوى تضييع للوقت وغالباً ما الجأ إليها عندما أكون في حالة ضجر وملل فهي مسلية إلى حد كبير وممتعة وتنقل الشخص من واقع إلى آخر وتطلق عنان الخيال فهنا على الطالب أن لايعتبر هذه العلاقة محورية في حياته وعليه ألا يضيع وقته لأنها ملتهمة للوقت لذلك يجب على الطالب أن ينظم وقته ويستثمره كما يجب كي لايكون ضحية.‏

الصداقة لاتكون بقرار‏

وأما الطالب سعيد له رأي مختلف فهو لا يؤمن بصداقات النت ولايثق بها بل لايتعامل بها على الاطلاق لأن الصداقة بنظره لاتبنى إلا بمعرفة حقيقية بالطرف الآخر وهي مقدسة وتتطلب معرفة موسعة بكل مايدور حول هذا الصديق وحول البيئة التي يعيش فيها فالصداقة لاتكون بقرار ولاتبنى بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلى مرحلة طويلة الاحتكاك والتعامل.‏

لا أؤمن بصداقة النت‏

الطالبة ليندا ترى أن الفرق بين صداقات النت والصداقة التقليدية العادية المباشرة التي تنشأ بين الطلاب هي أشبه ما تكون بالوردة الصناعية والوردة الطبيعية أي صداقات النت تشبه الوردة الصناعية التي لارائحة ولا طعم لها أما الصداقة العادية فهي مثل الوردة الطبيعية المشبعة بالندى وبالشمس فهي جميلة بالشكل والمضمون لهذا شتان مابين الصداقتين وأنا لا أؤمن بالصداقة الالكترونية.‏

صداقة مؤقتة‏

وأما الطالب أيهم يرى أن صداقات النت مؤقتة ولاتدوم طويلاً ومن يلجأ إليها هو أعجز من أن يوفق بصديق عبر علاقة طبيعية ومباشرة ما يدفعه إلى المحاولة عبر النـــت للحصول على هذا الصديق لاعتقاده أو لجهله الفرق بين الصداقتين وهـــذا الكلام لمسته من أحد زملائي إذ يقول المهم أن يكون لي صديق أو روح وأغدو معه وهذا جهل حقيقي بكنه الصداقة ومفهومها وسلبياتها وايجابياتها بالتالي قد يصدف الشخص شخصاًَ آخر على النت ويتوافق معه مبدئياً مع طروحاته المكتوبة وقد تستمر مثل هذه الصداقة لأشهر لكن عندما يحاولون الدخول إلى خصوصيات بعضهما البعض يتباعدان بشكل تلقائي والسبب يعود إلى عدم الثقة وعدم الاطمئنان وعدم وجود معرفة كافية بجوانب الشخصية التي سأتخذها صديقاً.‏

الطالبة باسمة تقول الصداقة الطبيعية والمباشرة هي الأنقى والأجمل والأكثر تأثيراً بالشخص أما صداقة النت فهي أقرب إلى فشة الخلق وتشبه في بعض جوانبها سلوك المراهق غير الملزم لتحمل الأعباء الناتجة عن انفعالاته في حين أن الصداقة الطبيعية أقرب لسلوك الراشد المتزن في انفعالاته لهذا أرى أن لامجال للمقارنة مع صداقة النت.‏

وأما الطالب إحسان يقول إنه يستمتع بصداقات النت ويرى فيها مهارة في القدرة على كسب قلوب الآخرين قبل أن نراهم وذلك من خلال كلماته المعبرة والمؤثرة لذلك أرى أن لكل نوع من الصداقتين جماله الخاص.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية