وهل من مبرر لإبداء الحرص الزائد وإذا كان مبرراً بنظر الأسرة أوالأب والأم هل يفيد هذا السلوك الطفل بشكل ايجابي أم يخلق لديه ردة فعل في مرحلة اليفاعة والشباب؟!.
أسئلة مشروعة طرحت كثيراً على المنابر وفي ورش العمل واللقاءات والندوات المختلفة ولاسيما قبل بدء موسم العام الدراسي حيث تتعدد الاجتهادات والاقتراحات ووجهات النظر المختلفة في إطار البيئة المحيطة.
الدكتور عبد اللطيف علي اختصاصي علم نفس جامعة دمشق يبين في قراءته أن الإنسان ميال بطبعه لأن يكون في فضاء واسع وحر لذلك فإن المراقبة الزائدة من الأهل والتذكير الزائد وجملة هذه الأمور تجعل الطفل أو الابن مشوشا طالما يشعر بنوع من المراقبة الدائمة مؤكداً في السياق ذاته أنه حتى الإنسان الكبير قد ينزعج حقيقة في ظل هذه الظروف حين يتصل الأهل أكثر من مرة لإبداء الاهتمام والاطمئنان أما بالنسبة إلى الأطفال فمن الضروري ألا يتم التركيز الدائم على المراقبة الزائدة والحماية الزائدة فهي تضر بهؤلاء الأبناء خاصة وأن كل هذه الأشياء بحاجة إلى توازن وهنا لامانع من إبراز حرص معين، حب معين، ود معين، تقبل معين لأطفالنا شرط ألا يكون بمستوى المبالغة حسب تأكيد الدكتور علي.
مفهوم سلبي
وفيما يتعلق بمفهوم الغرور وهل هو من درجات الثقة بالنفس وكيف لنا نحن الأهل والأسرة والمدرسة أن نجعل الغرور يمر بشكل طبيعي في حياة الطفل إن جاز التعبير في ذلك الجواب برأي الدكتور علي أن الغرور ليس هو ثقة بالنفس حقيقة يعني الغرور دائماً مفهوماً سلبياً والإنسان المغرور لايدرك ذاته بشكل صحيح لأنه يبالغ دائماً بنظرته للأشياء مايتوجب على المرء الابتعاد عنه ماأمكن فالثقة الزائدة بالنفس قد لاتتحول إلى غرور عند البعض وإنما إلى تواضع وانسجام مع الحياة لدى البشر فيما الثقة الحقيقية عندما تعطى للشاب المراهق فإنها تمنحه القدرة على إنجاز أعماله بمسؤولية وراحة.
والنقطة الأخرى التي أشار إليها الدكتور علي هي موضوع المكافأة والتي هي إلى اليوم موضع جدل هل نكافىء أم لا؟ برأيه أن التشجيع يبعث الثقة في نفسية الطفل لكن المكافأة يجب أن تكون متقطعة فالطفل يجب أن ينجز واجباته المدرسية على سبيل المثال دون توقع مكافأة لكي يتعلم المسؤولية فالمكافأة هي نوع من التشجيع وكلما كانت المكافأة ممنهجة ومدروسة وفي وقتها المناسب فإنها تفي بالغرض المطلوب.
وبالعودة إلى أهمية بناء الثقة تؤكد نظريات علم النفس أن احترام الطفل هو اللبنة الأولى في تعزيز الثقة لدى الطفل والأبناء وبالتالي يجب علينا حين نشجع الطفل أن نبتعد عن المقارنة كي لاتؤثر سلبا على نفسية الأبناء والأطفال مع الأخذ بالاعتبار أن هناك قدرات وفروقات فردية تختلف من شخص لآخر لذلك كله لايجوز القول «فلان فعل كذا وكذا ليش أنت مابتصير مثله» «ابن الجيران أشطر منك، أخذ علامة عالية في الرياضيات أو اللغة» «لماذا يسبقك؟! أو ليش مابتكون مثل أخوك أو أختك في سلوك أو تصرف ما» وغيرها الكثير من الأسئلة وهنا يبرز دور الأسرة بشكل واضح منذ البداية فهي التي تزرع القيم والسلوكيات الأولى عند الأبناء ولاسيما في المراحل العمرية الأولى ثم يأتي دور المدرسة والمعلم بخلق بيئة إيجابية طالما البيئة والأسرة هما المحيط الحيوي للطفل وهذا الأخير يتعلم الكثير من البيئة الأوسع.
غاية الاهتمام
كما يذكر الدكتور عبد اللطيف علي ، حيث شدد مراراً إلى مسألة في غاية الأهمية وهي عدم القيام بالتوبيخ والتقريع أو استخدام ألفاظ نابية أو تكسير نفسية الأبن الطفل أو اليافع وإنما التعامل بمنتهى الاحترام للشخصية والحوار معها وإبراز رأيها وتأييد مقترحاتها إن كان هناك من وجهات نظر للشباب في مرحلة البلوغ.
من ناحية التعبير عن الانفعالات أي وجوب أن يكون هناك عملية تواصل بين البيئة والمجتمع فالكلمة لها آثارها السلبية والايجابية فهي تؤذي وتداوي حسب توظيفها في السلوك والانجاز والأفعال لذلك وكما يؤكد خبراء علم النفس بأن التراكم الايجابي على صعيد تعزيز الثقة بالنفس هي نتيجة عوامل طبيعة ما والتفاعل هما العاملان الهامان في تشكيل توازن الطفل.