تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نيران الغابات ... تعيد التوازن للنظام البيئي

علوم وبيئة
الثلاثاء 18-9-2012
إعداد: رويدة سليمان

لا يرى الناس في حرائق الغابات إلا الوجه القبيح والحقيقة أنه لولا هذه النيران لبادت أنواع الحيوانات والنباتات، ولتغيرت ملامح النظام البيئي في الغابة بصورة تؤثر على حيويته وإنتاجيته،

ففي الغابات يحدث بشكل متكرر أن يتكاثف نمو النباتات من أشجار وشجيرات وأعشاب حشائش حتى يزيد عن معدل تحلل النباتات الميتة، وفي ذلك إخلال بالتوازن الطبيعي فذلك التحلل هو الآلية التي تطلق المواد الغذائية المختزنة في الأوراق والحشائش الهالكة، ولا يعيد لهذه الآلية فعاليتها إلا اندلاع النيران لتقلل من كثافة الكتلة النباتية ويحتل كل ما تلتهمه من مواد عضوية إلى رماد يحتوي على العناصر الغذائية الاساسية التي لا تلبث أن تعود إلى التربة.‏

وكان السكان الأصليون لأميركا الشمالية يعمدون إلى صنع طرائق محدودة يتحكمون فيها للتخلص من الكثافات النباتية أولاً فأولاً، ولما جاء المهاجرون الأوروبيون أسسوا هيئة علمية مهمتها علاج النظام البيئي للغابات بالحرائق المنظمة حسب برنامج محدد تقوم بتنفيذه فرق مدربة من مشعلي الحرائق.‏

وقد أعلن أخيراً عن بعض النتائج الإيجابية حققها ذلك البرنامج في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد أفسحت الحرائق الصغيرة المجال لنمو وازدهار بعض النباتات النافعة مثل أشجار الجوز الأبيض وقللت من كثافة نباتات عديمة القيمة مثل «ذيل القط» و«أشجار الاسفندان» وفي جنوب ولاية ميسوري ظهرت فجأة ثمانون زهرة أوركيد من النوع المسمى بفم الثعبان وهي زهرة جميلة كانت مهددة بالانقراض، ويبدو أن نيران البرنامج العلاجي للغابات قد حركت الحياة في بذور لهذا النبات كانت مدفونة في حالة سبات فلما زالت عنها مخلفات الغابة المتراكمة ووصلت حرارة الشمس إلى التربة ونزل عليها المطر اهترت وربت وأنبتت وأزهرت.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية